في ظل الازمة السعودية مع حزب الله وسلسلة العقوبات المتتالية والإجراءات الخليجية، جاء قرار مجلس التعاون الخليجي بتصنيف حزب الله اللبناني كمنظمة منظمةً إرهابيةً، رغم انه كان قرارًا متوقعًا وغير مفاجئ لأي متابع لتطورات الأزمة الأخيرة، التي نشبت بين الحزب والمملكة العربية السعودية على وجه التحديد.

وحسب ما ينص هذا القرار فأن هناك إجراءات ستتخذ استنادًا إلى ما تنص عليه القوانين الخاصة بمكافحة الإرهاب، المطبقة في دول مجلس التعاون الخليجي، فحزب الله اللبناني الآن بالنسبة لدول الخليج كتنظيمي الدولة الإسلامية والقاعدة، وغيرهما من المنظمات المصنفة إرهابيا.

في هذا السياق تحدث مراسلنا الى د. محمد قراقرة، محلل سياسي وخبير في شؤون الشرق الأوسط حيث قال: في مجلس التعاون الخليجي الهيمنة والمطلقة هي للمملكة العربية السعودية والكواكب، بمعنى الدول التي تلتف حول السعودية والتي ليس لها مكانة إقليمية او سياسية دولية، بل هي مجرد احلاف تنتسب للملكة العربية السعودية، وللسعودية اهداف إقليمية دينية سياسية، وهذه الثلاث محاور متشابكة ومتعاقدة فيما بينها وعلى رأسها الدفاع عن المذهب الوهابي في المملكة السعودية، وهمّ السعودية اليوم هو تصدير الذهب الوهابي والحفاظ على الدول والحلفاء الذين تحتويهم تحت اطار الوهابية.

اتهام حزب الله باغتيال الحريري...

وقال د. قراقرة : مجلس التعاون الخليجي هو أداة في يد المملكة العربية السعودية، ومن خلاله تحاول الوصول لتحقيق نقاط إقليمية إزاء ما يحدث في الحلف الإيراني السوري البعثي وحزب الله المدعوم روسيا ، وهذا التحالف احدث أمور كثيرة في الشرق الأوسط ، وبناء عليه كان يجب على بعض الدول التي تشعر نفسها متضررة ان تخطو خطوة مضادة كما فعلت السعودية مؤخرا من خلال مجلس التعاون الخليجي، لربما يستطيعون تقليل الضرر قدر الإمكان .

وأضاف: من خلال اغتيال الرئيس السابق رفيق الحريري في لبنان، المملكة العربية السعودية ودول التعاون الخليجي وبعض الدول في الشرق الأوسط اشارت بأصبع الاتهام الى حزب الله على انه ضالع في العملية، رغم انه لم تكن هناك أي اثباتات تستند عليها هذه الاتهامات، وكان حزب الله قد خرج حينها ودافع عن نفسه قائلا انه ليس له علاقة في عملية اغتيال الحريري.

الصراع لن يتوقف عند الإعلان أن حزب الله تنظيمًا ارهابيًا

وتابع قائلا: حسب ما نراه اليوم فإن الصراع لن يتوقف عند اعلان مجلس التعاون ان حزب الله عدوا وانه مصنف كتنظيم إرهابي ، فالصراع له جوانب او ما يسمى بتنفسات سياسية، فالسعودية دخلت الحرب الاهلية في العراق وفي سوريا برغبة إيصال حلفائها الى الحكم ، بمعنى اسقاط الأنظمة التي تسببت بالضرر لمصالح السعودية وعلى راسها الرئيس السوري بشار الأسد ، فهذه العملية نجت بها السعودية عندما فعلت ذات الأمر في العراق ، فيه نفسها السعودية التي دعمت صدام حسين في الحرب التي دامت 9 سنوات تحت اطار "حماية بوابة الوطن العربي الشرقية " وهي نفسها التي اسقطت صدام حسين فيما بعد ، وادت الى اغتياله واخراجه من الحلبة السياسية ، فهنا نجحت السعودية في ادخال الشخص واخراجه بالتعاون مع حلفائها الغربين ، واليوم تحاول تطبيق نفي الحكاية في سوريا .

وأختتم د. قراقرة قائلا: الإعلان عن حزب الله انه تنظيم إرهابي من مجلس التعاون ، سببه داخلي في داخل السعودية ودول الخليج المحيطة والتي تحوي أقليات شيعية ، وهذا الإعلان جاء أيضا كرسالة لسكان هذه البلدان من الأقليات الشيعية ان لا تتواصلوا مع حزب الله ، وان لا تتحالفوا معه وان لا تظنوا باستطاعتكم تكوين تنظيم عسكري تمردي يوازي او يشابه حزب الله . 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]