تسود مدينة الطيبة حالة من الغضب والتوتر في أعقاب مقتل الشاب سند حاج يحيى (26 عاما)، مساء أمس السبت، متأثرًا بجراح أصيب بها بعد إطلاق النار عليه من قبل الشرطة الإسرائيلية، وذلك بشبهة طعن زوجته ورجل آخر.

وكانت قد أطلقت الشرطة النار عليه بادعاء أنه طعن شرطيًا خلال محاولته الفرار، علمًا أنّ حالة الشرطي كانت طفيفة.

وأكد شهود عيان في الطيبة، أنّ أفراد الشرطة أطلقوا النار على حاج يحيى وهو ملقى على الأرض دون أن يُشكل أي تهديد عليهم، الأمر الذي نفته الشرطة في بيان لها.

وقال ممدوح حاج يحيى، شقيق القتيل سند حاج يحيى أنّ الشرطة أطلقت الرصاص على سند من مسافة صفر ليخترق القسم العلوي من جسده، مؤكدًا أن العائلة تفحص إمكانية التوجه للمسار القضائي خاصةً وأنّ قسم التحقيقات مع الشرطة اثبت خلال سنوات عدم تعامله بإنصاف مع ضحايا الشرطة من العرب.

لجنة تحقيق 

وفي حديثٍ مع المحامي رضا جابر، القياديّ وابن مدينة الطيبة، قال لموقع "بكرا": لا يمكن ان ينتهي مقتل المرحوم سند حاج يحيي بيد الشرطة بدون تحقيق حقيقي بملابسات الحادثة وذلك بتشكيل هيئة تحقيق مستقلة لان تجربتنا مع التحقيقات الداخلية للشرطة سيئة، فهي اما ان تغلقها وإما ان يفلت الجاني من العقاب الحقيقي. رغبتنا في ان تقوم الشرطة بعملها للتعامل بجدية مع الجريمة والعنف والانفلات لا يعني بأننا نقبل بأن دماء شبابنا رخيصة. البلدية كممثلة لجميع ابناء البلد يجب ان تتخذ موقفا من ذلك وهي عليها ان تتوجه باسم الطيبة للمؤسسات المعنية بذلك.

وأضاف: علاقتنا مع الشرطة هي اشكاليّة وحساسة تتسم بجرعة كبيرة من البعد القومي فهي ما زالت تنظر الينا بأننا اعداء يجب ممارسة اساليب السيطرة والمراقبة عليهم وليس مواطنين من حقهم ان يحظوا بالأمن وفرض النظام المتساوي في بلداتهم ومن هنا التعامل الانتقائي وأحيانا العنيف. لذلك مراقبة عمل الشرطة وتصرفاتها هو عمل واجب للأطر التمثيلية والمدنية واتخاذ الموقف الصحيح الذي يخدم مجتمعنا. وطبعا لا يمكننا ان ننسى انّ امرأة كانت الضحية ايضا في هذا الحدث المأساوي ويجب أخذ هذا بالحسبان.

دعوة البلدية إلى عقد اجتماع طارىء

بدوره قال ايمن الحاج يحيى، القيادي في حركة "كفاح" أنّ: حركة "كفاح" تعرب عن استنكارها وشجبها لعملية القتل التي قامت بها الشرطة الاسرائيلية امس بحق المواطن سند عبد الفتاح حاج يحيى وتتقدم من عائلته الكريمة بأصدق التعازي كما تعرب عن تمنياتها بالشفاء العاجل للمصابين بالحادث من ابناء الطيبة.

وقال: بغض النظر عن ملابسات الحادث وتبعاته إلا ان من الواضح وحسب العديد من الشهادات الحية للواقعة انّ الشرطة كانت تستطيع اعتقال المغدور حيًا ولكن كما في عشرات الحالات السابقة عندما يتعلق الامر بمواطن عربي فأن الشرطة يتصرفون وكأن لديهم تصريح بالقتل دون حسيب او رقيب وهذا ليس جديدًا ولا مستغربًا على شرطة تعتبر المواطن العربي مجرد لكونه عربي خطر يجب التصدي له..
كما اننا نستهجن ونستغرب الصمت المريب من قبل البلدية من ائتلاف ومعارضة وصمت لجنة المتابعة وكل الاحزاب فحتي بيانات الاستنكار لم نسمع جععتها هذه المرة..

وأضاف: لهذا ندعو كل هذه الاطراف بضرورة اتخاذ موقف حازم رافض لجريمة القتل حتى لا تفهم قيادة الشرطة ان هناك قبولا بتصرفها، كما اننا نهيب بكل هذه الجهات المعنية بالمطالبة بشكل موحد بلجنة تحقيق قضائية مستقلة لتحقق بالحادثة وتعلن نتائج التحقيق على الملأ ولا ان ينتهي الامر في اروقة قسم التحقيقات مع الشرطة المعروفة سلفا نتائجه، ونذّكر كل الاطراف المذكورة اعلاه ان وقت حادثة نشأت ملحم في تل أبيب انهم تسابقوا الى الميكروفنات ليعلنوا شجبهم للحادث حتى قبل ان يفهموا ما الذي حدث.

وأوضح: في الختام نوجه دعوتنا لإدارة البلدية لعقد اجتماع طارئ لكافة الكتل الممثله بالبلدية والقوى الشعبية والمؤسسات القانونية لتحديد الية تعاملنا مع هذه القضية وعموما تعاملنا مع الشرطة الاسرائيلية.

ذهنية المجرم 

بدوره وفي حديثٍ خاص، أنضم القيادي في الطيبة عبد الستار شاهين إلى المطالبة بلجنة تحقيق مستمرة في الموضوع وقال موضحًا لـ "بكرا": بغض النظر عن تفاصيل وملابسات الحادث، وبالإعتماد على شهادة شهود عيان، الذين أكدوا أنه تم اطلاق النار على رجل المغدور من قبل الشرطي ولاحقًا تم اطلاق النار عليه من مسافة صفر علمًا أنّ مسالة اعتقاله كانت سهلة، هذا الحادث مدان، وسهولة ضغط الشرطة على الزناد عند الحديث عن عربي مدان ومستهجن وسبق أنّ انتفضنا وطالبنا من الشرطة وقف هذه السياسة، لكن على ما يبدو فأن أفراد الشرطة يتعاملون مع العربيّ بذهنية المجرم الذي يفضل تصفيته بأفضل الحالات. 

وأضاف شاهين: عند الساعة الـ 19:30 سنجتمع في البلدية لفحص امكانية أتخاذ قرارات في هذه الحادثة المؤسف بكل تفاصيلها وملابساتها. 

على الشرطة أن تتحمل مسؤولية تفشي الجريمة في مجتمعنا

وبدوره قال ساجد حاج يحيى، مدير جمعية "تشرين" الشبابيّة في الطيبة لـ "بكرا": نرفض تعامل الشرطة مع شبابنا العربي. عوضًا عن إعدام شبابنا على الشرطة أن تتحمل مسؤولية تفشي الجريمة والعنف في مجتمعنا، فهذا التقصير أضف إليه العدائية في التعامل مرفوض، مستهجن ويجب العمل على تغييره.

وأضاف: من الجدير توضيحه أنه ووفقًا لشهادات من مكان الحادث كان هنالك إمكانية تنفيذ أعتقال، دون إعدام ميداني، ومن غير الواضح لنا لماذا قرر الشرطيان إطلاق النار على سند، عليه نطالب بتشكيل لجنة تحقيق خاصة وخارجية، وجزءً من أعضائها من العرب، للتحقيق في ملابسات الحادث. من نافل القول اننا لا نثق بتحقيق وحدة التحقيقات في الشرطة، تجربتنا السابقة أثبت بدون أي مجال للشك أنها في صف الجلاد وليس الضحية.

وعن عمل "تشرين" مع الشباب ودورها في رفع وعيهم لقضايا العنف وتفشي الجريمة قال حاج يحيى: "تشرين" عملت ولا زالت على رفع وعي شبابنا الطيباوي ضد العنف بشكل عام وضد قتل النساء تحديدًا. كما وتنظم نشاطات لتعزيز الانتماء للبلد وللمجتمع وخلق واقع بديل ينشط فيه الشباب اجتماعيًا وثقافيًا، إلى ذلك تعمل على اقامة الاطر الشبابية المثرية والتثقيفية يقدم من خلالها الشباب مساهمات بناءة لمجتمعنا.

وأختتم قائلا: مستمرون في العمل مع شبابنا، وفي الفترة القريبة سنعمل على ترجمة مشاريع أخرى، لكن في المقابل ندعو البلدية إلى تسجيل موقف حاسم وواضح من تعامل الشرطة مع شبابنا وسياسية الكيل بمكيالين وسهولة الضغط على الزناد عند الحديث عن عربي. 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]