علم موقع "بكرا" أنّ بلدية باقة الغربية قامت أمس بتنظيم جلسة استماع للمربي والصحافي علي مواسي في أعقاب الضجة التي اثارتها "جماعات سلفية" في البلدة بعد أن قام بعرض فيلم "عمر" لطلاب المدرسة بإدعاء أن هنالك مشاهد "تخدش الحياء".
وشارك في الجلسة رئيس البلدية والمحاسب وعدد من الأعضاء حيث من المُقرر أن تصدر البلدية قرارها في الموضوع يوم السبت القريب.
وأكد مواسي في حديثٍ لـ "بكرا" أنّ القرار في مسألة فصله سيتم اتخاذه يوم السبت القريب مفضلا عدم التطرق إلى حيثيات الجلسة وتفاصيلها.
المحكمة تُجَرّم المعتدين على المدرسة والمربّي علي مواسي
إلى ذلك، وفي ذات السياق، استجابت المحكمة بحيفا، في قرارها اليوم، وبقوّة، للالتماس المقدّم من قبل الكاتب والمربّي علي مواسي، في قضيّته المبدئيّة، ضدّ المعتدين على حرمة المدرسة وعلى شخصه، أمام أعين طلّاب المدرسة والمعلّمين.
وقامت المحكمة بتجريمهم وتحميلهم كامل المسؤوليّة عن تصرّفهم العدائيّ تجاه المؤسّسة والمربّي، دون أدنى وجه حقّ.
ولم تكتفي المحكمة بتجريم المعتدين وتحميلهم المسؤوليّة، بل قامت بفرض العقوبات اللّازمة عليهم، وتغريمهم بمصاريف وأتعاب المحامين.
بدورها، عقّبت المحامية نور رسلان، من مكتب المحامي أحمد رسلان، بالتّالي: "كما جاء في مرافعتنا أمام هيئة المحكمة الموقّرة في هذه القضيّة العينيّة، فإنّ المراد والمطلب من الذّهاب للمحكمة، كان توجيه رسالة واضحة لكلّ من تسوّل له نفسه التّعدّي على حرمة الإنسان وكرامته، واللّجوء للقوّة والغصب من أجل فرض آرائه وتوجّهاته الخاصّة على الآخرين، بعيدًا عن لغة الحوار الحضاريّ والمسؤول، والمنافية لقيمنا العربيّة والإسلاميّة السّامية."
وأضافت رسلان: "العبرة من هذا القرار، إعادة رسم الحدود الواضحة والحاسمة، بين الفرد والمؤسّسة، ومنع أيّ تجاوز يمسّ مؤسّساتنا العامّة وموظّفيها، خاصّة تلك الّتي تُعنى بالتّربية والتّعليم، ولتكن العقوبات المنصوص عليها في هذا القرار، عبرة للجميع."
هاني ابو اسعد: لا تساعدوا المخابرات الإسرائيلية
وفي بيان له عمم على وسائل الإعلام، قال المخرج هاني ابو أسعد، مخرج فيلم عمر: وصلني ان مجموعة في مدينة باقة الغربية قد قامت بالاعتداء على المربي والشاعر علي مواسي بعد ان عرض امام طلابه فيلمي "عمر".بداية، انا أعرف علي مواسي شخصيًا، وهو من أكثر الناس وعياً ومعرفة وصدقاً واحترامًا ووطنية من بين الذين اعرفهم. بغض النظر عن رأي أي شخص في الفيلم، علينا دعم المربي علي ليكمل مسيرته في تربية أجيالنا القادمة، كلي ثقة به وبمهمته وبمسيرته، لذلك لن اتأخر لحظة عن دعمه في معركته.
وأضاف البيان: ثانيًا، قرأت بيان المجموعة الصادر في وسائل الإعلام، ومن الواضح لي ان تفسيرهم للفيلم خاطيء جداً. فهم يدعون بأن الفيلم يتخلل مشاهد غير اخلاقية وأنه ضد المقاومة. كمخرج وكاتب للفيلم ولمعرفتي الأكيدة بما أقصده في الفيلم، أؤكد ان هذه التحليلات خاطئة بتاتاً. ان كان هناك أمر واضح يريد ان يقصده الفيلم فهو نشر الوعي عن خدع المخابرات في محاولتها تدمير الصداقات، الحب، والأهم المجتمع. عندما تفرّق مجتمع يمكنك السيطرة عليه اسهل. والفيلم يريد ان يحذر، خاصة الجيل الجديد، من ان يصدق الشائعات التي يروج لها اشخاص لها دوافع مسيئة للمجتمع. والفيلم يوضح ان المخابرات تستعمل الحساسية الدينية والحساسية الوطنية كي تخلق حالة من "البارانويا" في المجتمع. هذه الرسالة كانت واضحة في الفيلم، وبالنسبة لي ليس هناك اي لبس في هذا.
وأضاف: على أية حال، ليس هناك أي خطأ في الاختلاف في التفكير والمواقف، وما من خطأ في كتابة أي رأي عن الفيلم. اذا كنت تفكر بشكل مغاير هذا حقك، ويمكنك ان تختلف مع الفيلم، لكن ان تمنع عرض الفيلم - أي فيلم أو عمل فني وثقافي –فهذا ليس من حقك بتاتاً. فلا أحد يملك وصاية على عقول الناس، فالناس ليسوا بأغبياء ويجب منحهم الحق في أن يروا ويقرروا عن انفسهم ما هو ملائم لهم وما هو مناقض لأفكارهم.
وقال البيان: أسأل نفسي " من هو المستفيد الأكبر من منع الفيلم؟" في نظري الجواب واضح، المستفيد الأكبر هي المخابرات وأجهزة الدولة، لكهنم أذكياء كفاية كي لا يمنعوا الفيلم بأنفسهم، لأن هذا سيأتي بنتيجة عكسية على نواياهم، فهم يمكنهم ان يمنعوا عرض الفيلم في المدارس لكن هذا سيجعل الناس تريد ان تشاهد الفيلم أكثر وأكثر الفيلم المتوفر على يوتيوب للجميع ولا يمكن منع مشاهدته بتاتاً. لذا هم يستعملون آليات مخفية وأيدي تعمل في الخفاء وبغطاء الحساسية الدينية ليجنوا ثمار نزع مصداقية الفيلم بينما هم خارج الصورة ظاهرياً.
وأختتم البيان بالمناشدة: لا تساعدوا المخابرات دون قصد في نشر شائعات تلعب على الوتر الديني والوتر الوطني الحساسيين في مجتمعنا، لكن اذا قررتم ان تكونوا ضد الفيلم، فاعلموا ان محاولة منع عرضه سيعود للفيلم بالفائدة حيث ستخلق حربكم ضده وضد الأستاذ علي مواسي حالة من الاهتمام والتضامن حيث ان شعبنا في مجمله ليس غبياً ولا هو قطيع لأحد، وسيزداد عدد مشاهدي الفيلم ,انا واثق بأن الناس بالمجمل ستصلها رسالتي من الفيلم وليس الرسالة الخاطئة المضللة.
[email protected]
أضف تعليق