قد يكون من اللطيف أحيانا أن نصعد ونحن خارج البلاد إلى القطار أو الباص ونسمع نغمة لغة غريبة، ولكننا في بلدتنا، في مدينتنا وفي سفرنا إلى العمل أو الدراسة، نحتاج إلى أن تكون المعلومات في المواصلات العامة متوفرة وسريعة وسهلة الفهم بالنسبة لنا، وكذلك إلى أن نحظى بالشعور بأننا في بيتنا، بأن لغتنا وهويتنا هنا مرغوب بهما.
يبدو الأمر منطقيا، صح؟
حتى الآن، في أغلب الباصات، بما فيها تلك التي تمر في المدن والبلدات العربية، فإن المعلومات تبث بلغة واحدة فقط، العبرية، وفي بعض الأحيان بالإنجليزية أيضا. في العام المنصرم، انطلقنا بحملة لطرح الموضوع على الرأي العام، تحت عنوان "خلوا الباص يحكي عربي" وطالبنا كل مشغلي المواصلات العامة إلى التنازل عن الحجج والبدء بإضافة المعلومات باللغة العربية فورا: على اللافتات الإلكترونية وفي الباصات، وفي أجهزة المناداة الأوتوماتيكية وفي مواقع الانترنت.
من دواعي سرورنا الكبير، بأن مجموعة العفيفي، المشغّلة الـ 3 في كبرها لخطوط الباصات في إسرائيل والتي تشغل مئات خطوط الباصات (المجموعة تضم "نتيف اكسبرس" وشركات أخرى) أتخذت في الأشهر الأخيرة القرار المطلوب، وهي اليوم في ذروة العملية الجذرية بإضافة كل المعلومات باللغة العربية في الخطوط التي تشغلها. وللأسف الشديد فإنه حتى لهذه العملية البسيطة والضرورية، هنالك معارضون، ممن لا يدركون أهمية توفير المعلومات باللغة الأم لـ 20% من المواطنين ويطالبون بإزالة المعلومات بالعربية أو بتأجيل التغيير "لأسباب اقتصادية".
هذه المعارضة، فقط تشجعنا بأن نواصل مطالبة كل مشغلي المواصلات العامة الآخرين في البلاد بالتعلم من خطوة مجموعة العفيفي، وأن نطالب وزارة المواصلات بالإلزام بتوفير كل المعلومات في كل وسائل المواصلات العامة، باللغة العربية أيضا، وذلك في كل المحطات. التجربة تؤكد بأن الحيز العام المشترك، الذي تكون فيع اللغة العربية حاضرة بتساو مع اللغة العبرية، يتحول سريعا جدا إلى طبيعي ومفهوم ضمنا لكل واحدة وواحد، أيضا لمن عارضوا التغيير في البداية ويساعدنا كلنا على انتاج واقع آخر.
زورونا عبر الفيسبوك : https://www.facebook.com/ntt.buses
[email protected]
أضف تعليق
التعليقات
مية بالمية ضروري جدا