تأثير هدم البيوت على الصحة النفسية لدى الشبيبة البدو يفوق تأثير الحرب الاهلية على الصحة النفسية لدى الشبيبة في افريقيا، وبذلك يكون التأثير على الصحة النفسية لهدم البيوت على الصحة النفسية للشبيبة البدو الاعلى في العالم حتى مقارنة مع ردود الفعل عند الشبيبة في مجتمعات افريقيا والتى تعاني من حروب اهلية ، هذه هي احد النتائج لبحث دكتوراه اجراه الاستاذ\ المستشار التربوي خالد ابو السيد من برنامج ادارة وفض النزاعات في جامعة بن غوريون وكان البحث باشراف البروفيسور شيفرا ساجي ود. اورنا لفينسون .
بحث لدرجة الدكتوراة يؤكد أن تاثير هدم البيوت على الصحة النفسية عند الشبيبة البدو هي الاعلى والاقوى عالميا
وفحص البحث الهويات ، موارد التعامل مع الازمات وردود الفعل العاطفية على اثر هدم البيوت حيث كانت هناك مقارنة بين الشبيبة في القرى المعترف بها والقرى غير المعترف بها ، واعتمد البحث على نظرية انتونوفسكي والتي تبحث في الموارد التي تقوي من قدرة الفرد على التعامل بنجاح مع الازمات.
يذكر انه شارك بالبحث 926 طالبا من تسعة مدارس ثانوية (384 من العينة بنين ) قاموا بتعبئة استمارات بين السنوات 2010-2011 تتراوح اعمارهم بين 13-18 . 453 من المشاركين يسكنون في قرى غير معترف بها. واظهرت النتائج بان مستوى ردود الفعل العاطفية عالية وقوية عند الشبيبة وخاصة الشبيبة الذين عاشوا تجربة هدم البيوت في القرى غير المعترف بها حيث اثرت هذه الردود على المستوي التعليمي، السلوكي، العائلي والراحة النفسية عندهم. وكذلك اظهر البحث بان مورد الشعور بالتماسك ( شعور الفرد بان العالم مفهوم ، ذو معنى ومدار بشكل جيد) لم يساعد الشبيبة في التعامل مع ازمة هدم البيوت، وتقليص ردود الفعل ،بل على العكس زاد من حدة ردود الفعل العاطفية وان دل ذلك فانه يدل على قوة ردود الفعل العاطفية، وعلى مدى الشعور بالكبت، والانتكاسة وخاصة ان للبيت اثره النفسي والاجتماعي حيث ان هدمه يعني هدم كل اطر الامان الفردي والعائلي والمجتمعي للفرد.
اما بالنسبة للهويات فقد كانت " الهوية الفلسطينية " هي الهوية الفعاله عند كل ابناء الشبيبة وبرزت " الهوية البدوية " كهوية قوية وفعالة عند ابناء الشبيبة في القرى غير المعترف بها . ان نتائج البحث اثبتت وجود اختلافات بين ابناء الشبيبة من القرى المعترف بها والقرى غير المعترف بها في الهويات القومية ، موارد التعامل مع الازمات وردود الفعل العاطفية ومن الجدير بالذكر بان نتائج البحث قد تساعد في بناء برنامج تربوي- استشاري ملائم للمجتمع العربي للتعامل مع ازمات ضاغطة واخيرا ننوه الى ان الاستاذ خالد ابو السيد يعمل محاضرا ومرشدا في كلية كي الاكاديمية لاعداد المعلمين وجامعة بن غوريون.
وعقب النائب طلب ابو عرار على نتائج البحث بقوله:" مثل هذه الأبحاث تنقصنا بشكل كبير، ونشكر الدكتور خالد ابو السيد على هذا البحث الشامل والشافي، والذي يظهر المأساة التي يعيشها الشبيبة العرب بشكل علمي أكاديمي، فالشباب والأطفال ينظرون الى بيوتهم وهي تهدم، ويتركون واهلهم في العراء، ولا حول ولا قوة لهم الا بالله.
البحث يجب ان يضيء ضوء احمر لكل الجهات الأمنية، والاجتماعية
هذا البحث يجب ان يضيء ضوء احمر لكل الجهات الأمنية، والاجتماعية، والحقوقية، والشعبية، فلا يمكن ان نطلب من إنسان ان يكون سويا في غياب الأمن الاسري والاجتماعي والاقتصادي والثقافي، النابع من هدم البيت.
ومن هنا نطالب بتكثيف عمل العاملين النفسيين في المجتمع العربي الذي يشهد هدم للبيوت بشكل متواصل، الامر الذي يدل على ان الانفجار والتمرد على الظلم والعنصرية ليس ببعيدا.
البحث يؤكد ما نقوله دائما ان للهدم تأثير سلبي من الناحية النفسية، والاقتصادية، والتحصيل الدراسي، وان اسرائيل ستجني على نفسها بهدم البيوت، وبمواصلة ممارسة الظلم والعنصرية ضد العرب.
كما ان التأثير النفسي ومخلفاته يؤدي الى الاحباط، وعدم الانتاج للإنسان، الامر الذي يُحد من عطاء هذا الانسان، وتفكيره في مستقبله، مما يخلق ظواهر سلبية عند الانسان، وإحداها الانتقام، والشك المتواصل في نوايا وأعمال الجهة التي تُمارس الظلم ضده".
[email protected]
أضف تعليق