منذ العام 2000 قُتل 1100 مواطن عربي في ما يسمى "العنف الداخلي"، وشهدت مدينة ام الفحم عشرة حالات قتل منذ العام 2005 جراء اطلاق النار، كل ذلك نتيجة فوضى السلاح غير المرخص والمنتشر بكثافة في مجتمعنا، وقد اتسعت رقعة هذه الظاهرة في مجتمعنا لتقض مضاجع الناس الاّمنين..مراسلنا تجول في مدينة ام الفحم ليستفهم اسباب استفحال هذه الظاهرة؟ وهل هناك بوادر للحد من هذه الافة الخطيرة؟
ام الفحم استهدفت كونها البوصلة للمجتمع العربي
وقال مصطفى ابو ماجد وهو عضو ادارة في البلدية وممثل اللجنة الشعبية عن حركة ابناء البلد: المجتمع العربي باكمله مستهدف من قبل المؤسسة الاسرائيلية التي تتبع سياسة استرتيجية تهدف الى تفتيت المجمعات الفلسطينية في الداخل،وأم الفحم جزء من هذا المجتمع لكنها مستهدفة اكثر من غيرها كونها البوصلة، وسعت المؤسسة الى استهداف وحدة اهالي ام الفحم لكي نتناسى قضايانا الجوهرية، فأم الفحم كانت مضرب للأمثال في "رأب الصدع واصلاح ذات البين بين اطيافها المجتمعية"، والدليل ان اللجنة الشعبية مُكونة من جميع الحركات والاحزاب السياسية وهي تعمل فقط من اجل صالح البلد.
المؤسسة تعمل على ضعاف النفوس
وحول سؤال مراسلنا اذا كانت ام الفحم تتحلى بهذه الوحدة فكيف استطاعت المؤسسة تفتيت وحدتكم، وأم الفحم اليوم من اكبر المدن العربية وجودا للسلاح فيها فقال ابو ماجد: لسنا بقوة المؤسسة الاسرائيلية، وهناك اشخاص مهنيون(من المؤسسة) يجلسون ويخططون لتدمير المجتمع العربي عامة وام الفحم بشكل خاص، واعترف اننا لسنا بنفس القدر لمواجهة المؤسسة، والمؤسف ان "رجال المؤسسة" تعمل على ضعاف النفوس في قضية السلاح من خلال اقناعهم بالربح المادي والجاه، وهناك العديد من ابناء ام الفحم الذين تأثروا بذلك، اضف الى ذلك ان هناك عصابات تبتاع السلاح من الجنود وباعتراف وزير الأمن الداخلي، وهذه التجارة اصبحت "تجارة العصر".
واسهب ابو ماجد:ما دام السلاح يُستعمل داخل المدينة فالسلطة لا تابه لذلك، لكن في حال خرج هذا السلاح للاستعمال خارج المدينة تهُب المؤسسة الاسرائيلية باذرعها الامنية المختلفة لوضع يدها على السلاح واصحابه خلال ساعات، والدليل انه قبل عدة سنوات اطلقت رصاصة واحدة على سيارة ليهودي في شارع 65، فقامت الدنيا ولم تقعد وخلال ساعات قليلة تم اعتقال مُطلق الرصاصة.
يجب وضع خطة مدروسة ومهنية لمكافحة الظاهرة
وعن التعاون بين ادارة البلدية واللجنة الشعبية في قضية السلاح قال ابو ماجد: للاسف الشديد يمكن القول ان لا تعاون يذكر، وهناك تجاهل للجنة الشعبية من قبل البلدية، علما ان اللجنة الشعبية طالبت مرارا وتكرارا عقد جلسات مع البلدية لوضع خطط مدروسة للحد من هذه الاّفة الخطيرة،لذلك نحن نهيب بالبلدية ورئيسها التعاون معنا ومع كل الاطياف الفحماوية التي تهمها مصلحة البلد لوضع حد لهذه الكارثة التي سنحصد نتائجها الوخيمة في المستقبل القريب.
تستطيع استئجار قطعة سلاح واعادتها بعد الاستعمال
بدوره فقد قال الفنان سعيد ابو شقرة: الوضع في ام الفحم سيئ للغاية في قضية فوضى السلاح، وللأسف الشديد فقد اضحت الحالة في المدينة ان من لا يمتلك سلاحا فقد اصبح "حيط واطي"،و هناك امثلة عديدة وخطيرة جدا وهي ان بعض الاباء يحثون ابناءهم على ابتياع السلاح من اجل"الجاهة والوجاهة".
وتابع ابو شقرة: واضح جدا ان من يقف وراء قضية السلاح هي عصابات الاجرام المنظم.
وحول سؤال مراسلنا لماذا تتبوأ ام الفحم قمة مجتمعنا من حيث كثرة السلاح فيها وما السبب: من يقف وراء قضية السلاح مشكوك بأمره،ولا اريد ان اتطرق لجميع الاسباب علما انها معروفة للجميع، والغرابة في الموضوع اليوم انك تستطيع اليوم استئجار قطع سلاح لمدة معينة واعادتها الى اصحابها بعد استعمالها!!..من جانب اخر اعتقد ان القانون يساهم الى حد ما في عدم ردع هذه الفئة التي تتاجر او تمتلك سلاح،فاليوم حتى لو القي القبض على شخص معين بتهمة امتلاك سلاح غير مرخص وتقديمه للقضاء فأقصى العقوبات بحقه هو عمل" لمصلحة الجمهور"!!
احسن العائلات في ام الفحم تمتلك السلاح
"الاغراب" أي ابناء جلدتنا من الاراضي المحتلة الذين وفدوا الى ام الفحم في السنوات الاخيرة ويبلغ تعدادهم بالالاف، هم وراء جزء من مشكلة فوضى السلاح على حد قول بعض الفحماويون ،عن ذلك قال ابو شقرة: يفترض باهالي ام الفحم استيعاب هذه الشريحة بدل تهميشها ونعتهم بالغرباء، وكيل الاتهامات لهم بما يجري، ولا يجوز اتهام الناس جزافا بهذا الشكل، وعلينا قول الحقيقة وهي ان "احسن العائلات" في ام الفحم تمتلك السلاح وتستعمله في الاعراس جهارا نهارا، واكثر ما يؤلمني اتهام هذه"الأقلية" وكأنها هي المسؤولة عن فوضى السلاح، فنحن أقلية بهذه البلاد ونعاني من العنصرية والتمييز بحقنا ،فكيف لنا ان نرمي اخوتنا واهلنا من هذه الشريحة بنفس السهام.
اتهام ابناء شعبنا الفلسطيني القاطنين في ام الفحم ،اتهام خطير
وحول سؤال مراسلنا هل عدم ترأس الحركة الاسلامية لبلدية أم الفحم في السنوات الاخيرة ساهم في استفحال قضية السلاح،عن ذلك قال سكرتير الحزب الشيوعي وعضو اللجنة الشعبية مُريد فريد:لا اعتقد ذلك، خاصة وأن من يترأس البلدية الشيخ خالد حمدان يؤكد انه جزء من الحركة الاسلامية، واعتقد ان هناك عوامل جوهرية لقضية انتشار السلاح في أي بلد وبالذات في ام الفحم، وأم الفحم لا تختلف عن أي بلد في اسرائيل، فالحركة الاسلامية الشمالية نشطت في البلاد ضمن القوانين الاسرائيلية وضمن اللعبة السياسية ،وانتشار السلاح له اسباب كثيرة ومتعددة،وبدون شك المؤسسة الاسرائيلية جزء من المشكلة وليست كلها .
وتابع فريد: في ام الفحم نلمس تطورات اجتماعية مختلفة وتغيير في التركيبة السكانية وهذا لا يعني ان كل شخص جاء من المناطق المحتلة الى ام الفحم هو عميل..
لكن رجل الشارع الفحماوي يتهمهم باستفحال هذه الظاهرة بقضية السلاح فرد فريد قائلا: لا يمكن نعتهم "بالاغراب"، فهم من دمنا ولحمنا واهلنا،لكن للاسف الشديد المئات او ربما الالاف من بين ابناء شعبنا من الاراضي المحتلة كانوا عملاء لاسرائيل، وبعضهم مطلوبين اصلا للعدالة منذ الانتفاضة الاولى وربما هؤلاء لهم دور في قضية انتشار السلاح في ام الفحم، لكن كل ذلك يبقى ثانوي لأن ظاهرة العنف والسلاح استفحلت بشكل خطير، وأم الفحم تغيرت جذريا في العقدين الاخيرين وخاصة في مجال التعليم ،وخاصة تعليم المرأة.
وتابع فريد: هناك شريحة في ام الفحم لها مصلحة في تجارة السلاح،لذلك هناك من يُمول ،والسلطة هي المستفيدة الاولى من هذه الظاهرة،وهناك ايضا فئات في ام الفحم وخارجها مستفيدة من ذلك، ويجب قول الحقيقة وفي المجتمع العربي هناك عائلات تسمى"بعائلات اجرام" تتبع سياسة جباية"الخاوة"،وهناك تعاون مشترك بين رجال الاجرام في المجتمع العربي واليهودي.
عقد مؤتمر لكل الطيف الفحماوي وبمشاركة البلدية لوضع حد لهذه الظاهرة
وحول تعاون البلدية والهيئات الوطنية في ام الفحم في موضوع العنف والسلاح قال فريد:من اجل مكافحة ظاهرة انتشار السلاح لا بد من تعاون مشترك لكل من الهيئات الوطنية والبلدية والشرطة، وبدون ذلك لا يمكن وضع حد لذلك، فالشرطة من جانبها "وكاسقاط واجب"، خرجت علينا بمشروع "مدينة بلا عنف، وكأن الخلاص سيأتي من هذا المشروع البائس، وبلدية ام الفحم تتحمل جزء من المسؤولية عن هذا الوضع الشائك، فكيف يعقل مدينة فيها اكثر من 55 الف نسمة لا وجود لبركة سباحة عامة فيها، ولا وجود لمسارح او حدائق عامة،فمن اجل ان تضع حدا لظاهرة العنف عليك ان تجد البديل للشباب، وبعدم وجود اماكن تربوية او اماكن للترفيه فهذا الامر يغذي العنف اكثر.
ختم فريد وقال حول الحلول: دون وضع برنامج علمي من اللجنة الشعبية وبتعاون مع البلدية لا يمكن الحد من هذه الظاهرة، لذلك نحن على استعداد تام لعقد مؤتمر جدي لبحث الظواهر السلبية وعلى رأسها موضوع العنف والسلاح، فالبلدية ليست خصما لنا بل بلدي تُمثل كل اهالي ام الفحم.
[email protected]
أضف تعليق
التعليقات
ماسكين الدين من ذيله