تعمل بعض الجمعيات النسائية ومؤسسات المجتمع على رفع نسبة النساء العربيات المشاركات في سوق العمل، وضمن ذلك يتم العمل على اشغال المرأة الدرزية ودمجها في سوق العمل والمجتمع، من بين هؤلاء النساء كان لنا هذا اللقاء مع الناشطة الاجتماعية اسنات عثمان التي تحدثت لموقع "بكرا" عن محاولات دمج النساء في إماكن صنع القرار، وهي المهمة التي تعد مستحيلة ليس في المجتمع الدرزي أو العربيّ فقط إنما في المجتمع الإسرائيلي ككل والذي لا زال بطركيًا.
اسنات عثمان الحاصلة على اللقب الاول من جامعة حيفا وتدرس المحاماة في جامعة "بار ايلان"، اضافة لعملها في المجلس المحلي المغار، تصبو من خلال تعليمها لتحصيل حقوق جميع الموظفات والموظفين في عملهم، هي ايضًا ناشطة في برنامج المبادرات الذي ينظمه "صندوق إبراهيم" الساعي إلى دمجِ المرأة في اماكن صنع القرار.
توعية الرجال
"مبادرات، هي المبادرة للتغيير وللحصول على مجتمع افضل" بهذه الكلمات استهلت اسنان عثمان حديثها لـ "بكرا" والتي اضافت في السياق: التغيير يحتاج إلى تغيير الذات بداية الأمر، وتغيير الذات يبدأ من تقبل الواقع، معرفته ولاحقًا العمل على تغييره.
وقالت: في المجتمع الدرزي لا يوجد نقص في النساء الاكاديميات، على العكس يوجد لدينا خامات هائلة اكاديميًا، ووصلن الى مراكز متقدمة جدًا في التعليم، ويمكن القول في العمل، إلا أنه ومع ذلك ما زلن يبتعدن عن اماكن صنع القرار، وهذا برأيي مهم جدًا لتغيير واقع المرأة بغض النظر عن طبيعة المجتمع وثقافته ولغته. بات من المهم ان يكون لنا تمثيلا يتوافق مع نسبتنا ومع امكانياتنا وقدراتنا في اماكن صنع القرار.
واسهبت: من نافل القول أن هنالك معيقات تمنع ذلك، منها مؤسساتيّة ومنها ابويّة مجتمعنا، إلا أنّ على الرجل الإقتناع بأن هذا التغيير هو نوع من الشراكة في دفع مجتمعنا كافة إلى التقدم والإلتحاق بركب بقية الشعوب المتطورة، لذا علينا أن نعمل على "توعية" الرجال، فالتغيير لن ينجح إذا لم يقتنع الرجل بضرورة هذا التغيير.
يجب تذويت هذه المفاهيم لدى الجيل الجديد
واضافت: التغيير يبدأ بخطوة صغيرة، ويتطلب الايمان بالقدرة على النجاح، وهذا ما اشعر به حاليًا وبعد مشاركتي في برنامج "صندوق ابراهيم"، يمكن القول أنه حاليًا يوجد لنا، والقصد مجموعة نساء درزيات، خطة عمل كيف يمكن دمج المراة في اماكن صنع القرار، الخطة ترتكز على التثقيف وتعليم طلاب المدارس، والفرضية أنه لبناء مجتمع سليم فكريًا علينا أن نربي جيل سليم فكريًا، وبهذا علينا أن نربي أطفالنا على حق المرأة في تبوأ المناصب السياسية والإجتماعية وضرورة دمجها في اماكن صنع القرار وقدرتها على التغيير والتأثير إلى الأفضل.
صمت المجتمع حيال جرائم الشرف
وتطرقت عثمان لقضية القتل على خلفية ما يسمى بـ "شرف العائلة" قائلة: يصعف بمجتمعنا العنف، منه العنف ضد المرأة، وهذا مثال على تعامل المجتمع مع نسائنا، فهو القاضي والجلاد، علمًا أنّ أحدًا لا يملك الحق في ازهاق الأوراح، علينا أن نحترم ما منحنا الله وحقنا في الحياة والعيش الكريم.
وقالت: مؤلم جدًا ايضًا تعامل مجتمعنا ككل مع الظاهرة والصمت المحيط بها، ولا يكفي أن تكون ضجة إعلامية هنا وهناك، المطلوب محاربة العنف.
لا يكفي أن نكون نصف المجتمع
واختتمت اسنات عثمان حديثها: طموحي بان ارى المرأة كمشاركة فعالة ايضا في المجال السياسي، وهذا يتطلب الايمان بالقدرات. يمكن في بداية الأمر التأثير محليًا، في مجالسنا المحلية ولاحقًا ننطلق إلى دوائر تأثير أوسع، فلا يعقل أن نكون نصف المجتمع ولسنا قادرات على رسم حدود خطابه.
[email protected]
أضف تعليق