ناشدت ما يُسمى بـ لجنة "مستوطنو يهودا والسامرة"، والتي تعنى بالاستيطان في الضفة الغربية، وتحصل على أموالٍ من الحكومة الإسرائيلية، في حملة خاصة، اليهود في البلاد، إلى مقاطعة عددًا من المحلات التجارية العربية في عدة مدن منها عكا.

وذكرت اللجنة المذكورة أنّ المقاطعة تأتي بسبب دعم تلك المحلات "للإرهاب"- على حد تعبيرهم، موضحة أن تلك المحلات قد أعلنت الإضراب في السابق بسبب أحداث أمنية. 

ومن المحلات المطلوب مقاطعتها في عكا على سبيل المثال: مطعم البابور على الشاطئ الغربي؛ حمص ابو حسن؛ حمص عيسى طنطوري؛ مطعم ابو سهيل؛ فلافل ستيتي؛ مخبز رام وغيرها.

الملاحقة على خلفية الموقف السياسي 

وفي تعقيبٍ له، قال المحامي نضال عثمان، مدير الائتلاف لمناهضة العنصرية لـ "بكرا": هذه الحملة عنصرية من الدرجة الأولى. بالذات في هذه الفترة، المتوترة أمنيًا، يتوجب علينا العمل بحزم ضد كل من تسول له نفسه باستغلال الوضع لبث العنصرية والتحريض. من نافل القول أنّ غياب الرد الحكومي على هذه الحملة يكسبها الشرعيّة وهذا الخطر في الموضوع ايضا.

وأضاف عثمان: الحملة تطالب معاقبة جمهور كامل بسبب مواقفه السياسيّة، مما يعني ملاحقة واضطهاد على خلفية الموقف. إلى ذلك، هذه الحملة تقوم بوصم المجتمع العربي وكأنه مؤيدًا "للإرهاب" وليس كمواطنين يحق لهم التعبير عن مواقفهم السياسية. 

وختم عثمان: سبق وأن توجهنا نهاية أكتوبر الأخير (2015) مع مركز التعددية اليهودية إلى المستشار القضائي للحكومة والقائم بأعمال القائد العام للشرطة وطالبنا بالتحقيق مع اللجنة المذكورة بسبب نشرها إلى حملة تحريضية سابقة ضد المواطنين العرب وسنقوم ايضًا هذه المرة بملاحقتهم قضائيًا.

طالبنا بدء التحقيق 

بدورها، قالت المحاميّة أولي إيريز-ليخوفسكي، من المركز الإصلاحي للدين والدولة لـ "بكرا": لا حدود للوقاحة، توجهنا إلى المستشار القضائي للحكومة وللشرطة بطلب بدء التحقيق مع مروجي الحملة المذكورة لا سيما وأنهم حصلوا على أموالٍ من المجلس الإقليمي في يهودا والسامرة (الضفة الغربية). 

وقالت: مستمرون في محاربة مظاهر التحريض والعنصرية المقززة، وحتى معاقبتهم اناشد الجميع بالذهاب إلى المحلات المذكورة والاستمتاع بالأكل فيها. 

حملة قذرة تهدد النسيج الاجتماعي 

من جانبه، عقب النائب العكي زهير بهلول على ذلك قائلا: هذه اللجنة الخطيرة والحقيرة والتي دمرت حياتنا واهدرت الأمل في الضفة وحولت الحياة هناك الى جحيم تريد الان وبكل وقاحة وعنصرية دق الاسافين بين الاقلية العربية والاغلبية اليهودية في البلاد، انهم يتنافسون بين بعضهم على تحطيم الرقم القياسي في الاعمال الفاسدة والمنحطة .

وتابع بهلول: هذه الحملة القذرة تهدد النسيج الاجتماعي الحساس في المدن المختلطة، ولكن اقول لهم بصوت عال: لن نسمح لكم دخول مدينتنا الغالية عكا، وسنتصدى لكم انا وزملائي عربا ويهودا لكي نطردكم ونُشوش كل مخططاتكم التي تهدف الى الى اشعال نار الفتنة في الدولة.

وقال بهلول: بفعلتهم هذه هم يعلنون علينا الحرب، اما نحن وكل من هو تقدمي في هذه البلاد سنضع امامهم جدارا حيا لحماية وتأمين وجودنا في البلاد.

مشابه لما مر به اليهود في أوروبا 


اما النائب دوف حنين، من القائمة المشتركة، فقد طالب الحكومة بوقف الأموال التي تحوّل إلى تلك اللجنة مضيفًا: ان الجسم الذي يعمل على بث الكراهيّة والتحريض، بصورة مخالفة للقانون، مستمر في الحصول على دعم حكوميّ. 

وأضاف حنين: اللجنة المذكورة اثبت بأنها لا تتردد بتقليد لاساميين في أوروبا لإشعال العلاقات بين اليهود والعرب في البلاد، فبعد الحملة اللاسامية ضد اليسار الإسرائيلي يأتي دور مقاطعة المحلات التجارية للعرب، بصورة شبيه جدًا لما مر به اليهود في أوروبا. علينا أن نوقف هذه الحملة والتحقيق مع المروجين لها. 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]