بعد ساعات على دخول الاتفاق الخاص ببرنامج إيران النووي حيز التنفيذ، ورفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على البلاد منذ سنوات، أعلن الرئيس، حسن روحاني، اليوم، أن الاتفاق يفتح «فصلاً جديداً في العلاقات بين إيران والعالم»، ويمثل «صفحة ذهبية» في تاريخ بلاده.
ويأتي ذلك بعدما كانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد أكدت، مساء أمس، التزام طهران بالحد من أنشطتها النووية وفقاً للاتفاق الذي وقعته مع القوى الكبرى في شهر تموز/يوليو الماضي.
ونقلت وكالة «ارنا» الإخبارية الرسمية عن روحاني تهنئته لـ«الشعب الإيراني العظيم بهذا الانتصار وبهذا الفخر والعزة»، إذ أن البلاد تجاوزت مرحلة الحظر ودخلت مرحلة التنمية. وأضاف في الوقت نفسه بأنه «ما علينا إلا أن نعمل، وبعزمٍ وإرادةٍ راسخين، للاستفادة من الفرص المتاحة أمام الجميع».
ورأى روحاني، في كلمة له أمام البرلمان خلال تقديمه لمسودة ميزانية السنة المالية المقبلة، أن «الاتفاق النووي فرصة يجب أن نستغلها لتنمية بلادنا وتحسين رفاهية الأمة وإرساء الاستقرار والأمن في المنطقة».
وقال الرئيس الإيراني: «نحن اليوم، وبعدما تجاوزنا أصعب المراحل، نمد يد الصداقة للجميع لنبدأ فصلاً جديداً من علاقاتنا مع العالم»، مشيراً إلى أن إيران استطاعت خوض المباحثات النووية «بأفضل شكلٍ ممكن، والخروج منها بكل عزة واقتدار وطي ملف الحظر وتثبيت حقوق الشعب النووية ووضع الاقتصاد الايراني في مدار الاقتصاد العالمي».
وشدد روحاني على أن تنفيذ الاتفاق النووي «لن يكون ضد أي بلد»، ذلك أن «أصدقاء ايران عبروا عن سرورهم به، وأما المنافسون، فلا بد أن لا يساورهم أي قلق منه»، معتبراً أن بلاده «لا تشكل تهديداً لأي شعب أو حكومة».
وفي جانبٍ آخر من بيانه، قال روحاني إن الانتصار في المفاوضات النووية، «لا يقتصر علی فئة دون أخری»، وأن الاتفاق النووي «ما هو إلا حصيلة مقاومة وحكمة وتدبير شعب يعارض الحرب والعنف».
وختم الرئيس الإيراني بيانه معبراً عن شكره «للشعب ولسماحة القائد (مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران السيد علي الخامنئي) ولمراجع التقليد والجهاز الدبلوماسي والسلطة التشريعية».
تبادل «سجناء» بين طهران وواشنطن
وفي إطار عملية تبادل غير مسبوقة بين طهران وواشنطن، جاءت قبيل بدء تطبيق الاتفاق النووي، أفرجت ايران، يوم أمس، عن أربعة أشخاص يحملون الجنسية الأميركية، بينهم الصحافي جايسون رضائيان الموقوف منذ 500 يوم، فيما «عفت» الولايات المتحدة عن سبعة إيرانيين، وفق ما ذكر مسؤول أميركي.
وأوضح المسؤول أن الأميركيين الأربعة المفرج عنهم «لم يغادروا حتى مساء السبت الأراضي الايرانية»، مضيفاً أنّ «هناك بعض الإجراءات اللوجستية التي يتعين اتخاذها، ونحن نبذل جهدنا للانتهاء من الأمر بأسرع ما يمكن».
وفي هذا الاطار، أكد مسؤول ايراني كبير أن الأميركيين الأربعة المفرج عنهم، «بمقتضى اتفاق تبادل سجناء مع الولايات المتحدة»، ما زالوا في إيران، نافياً تقارير سابقة أشارت إلى أنهم غادروا البلاد.
وأضاف المسؤول، الذي طلب عدم نشر اسمه، قائلاً: «لم يغادر أي من الأميركيين الأربعة، وبينهم مراسل «واشنطن بوست» جيسون رضائيان، إيران بعد، وعندما يحدث ذلك سنعلن عنه رسمياً».
كذلك، أفرجت السلطات الايرانية عن أميركي خامس، ولكن في إطار آلية دبلوماسية لا صلة لها بعملية التبادل، وتمكن من مغادرة ايران، بحسب المسؤول الأميركي نفسه.
وبالنسبة إلى الايرانيين السبعة الذين أفرجت عنهم واشنطن، أشار المسؤول الأميركي إلى انهم كانوا «ملاحقين أو صدرت بحقهم أحكام في الولايات المتحدة لبيع ايران معدات صناعية، خصوصاً للأقمار الاصطناعية، ومعدات الكترونية وأجهزة ملاحة، في انتهاك للعقوبات الدولية ضد طهران».
وأوضح المسؤول أن «الولايات المتحدة ألغت أيضاً المذكرات الحمراء كافة لدى الانتربول بحق 14 ايرانياً».
وكان وزير الخارجية الأميركي، جون كيري قد لفت، أمس، إلى أن عملية التبادل «سرعتها المفاوضات» حول البرنامج النووي الايراني.
المصدر: الأخبار
[email protected]
أضف تعليق