احتفلت مدرسة السلام الاعدادية في مدينة الطيبة بداية الاسبوع بانهاء مشروع "ميلا" التابع للشرطة الإسرائيلية "الريادة معاً من أجل الشباب"، وقد عبر عددٌ من اهالي الطيبة عن غضبهم ورفضهم لهذا المشروع الذي "يدخل مدارسنا ويغرر بأبنائنا ويخدم مصالح الشرطة في خلق جيل متعاون مع الشرطة"- على حد تعبير االسياسيّ ايمن حاج يحيى، القياديّ في حركة "كفاح".
روني الشيخ ترك كل اشغاله ليشارك بتخريج بضعة طلاب ؟!
وقال حاج يحيى:اعتقد انه موضوع فاضح، وهذه الخطوة جزء من مخطط شرطوي واجهزة الامن لاختراق المجتمع الطيباوي بشكل خاص والمجتمع العربي بشكل عام، وقد استهدفت الطيبة كونها تُشكل رأس الحربة في العمل الوطني في السنوات الاخيرة، وفي نفس الوقت نحن لا نشكك بنوايا مدراء المدارس الذين قد لا يدركون حقيقة النوايا الحقيقية للمؤسسة الامنية، فهم يتعاطون مع الموضوع كموضوع تربوي، لكن الاجهزة الامنية لا تتعامل مع الموضوع بحسن نية بل هدف هذا المشروع بحسب ما هو مذكور في قرار قائد الشرطة ترغيب المواطنين العرب للاجهزة الامنية، والبند الرابع يشدد على أنّ من اهداف المشروع ترغيب الاجيال الصغيرة للاجهزة الامنية وهي خطوة نحو التجنيد وكسر الحاجز النفسي عند المواطن العربي من الشرطة.
وتابع حاج يحيى:هذه المشاريع واجهناها في زمن اللجان المعينة وتصدينا لها وافشلنا جزء كبير منها وجزء اخر نجح بالتفرد بين ايدينا لعدم معرفتنا بها وسنستمر في مواجهتها، واذا كانت المعركة في الطيبة على موضوع الخدمة المدنية فسنحسم هذه المعركة في الطيبة.
وختم حاج يحيى ردا على سؤال مراسلنا اين الجهات الوطنية والاحزاب السياسية من هذه القضايا في الطيبة فقال:في كثير من الاحيان لم نعلم عن هذه المشاريع كونها لم يعلن عنها سلفا، و بالتالي كنا نعرف عنها في وقت متأخر، كما ولا يعلم أولياء أمور الطلاب عن مشاريع مماثلة، فهي فعاليات لا منهجية. المثير فعلا أن روني الشيخ - القائد العام للشرطة- ترك كل اعماله ومهامه ليشارك في تخريج بضعة طلاب من هذا المشروع ،وهذا يدُلل على خطورة هذا المشروع. كان لي حديث مع رئيس البلدية شعاع منصور حول الموضوع وابلغناه معارضتنا وسخطنا حول هذا المشروع فرد قائلا: هذا المشروع من زمن اللجنة المعينة ولا تفاصيل كثيرة لدي حول الموضوع، وأكد انه سيبحثه بشكل جذري وسيتخذ القرار بشأنه.
تعقيب مدير المدرسة
بدوره فقد اصدر مدير مدرسة “السلام” الاعدادية، المربي إبراهيم دعسان عبد القادر بيانا حول الموضوع جاء فيه :لا يخفى على احد الظروف التي مرت بها الطيبة خلال العقدين الأخيرين ، القاصي والداني يعرف أزمة إدارة البلدية وتعاقب اللجان المعينة على إدارة شؤون البلدية في العشر سنوات الأخيرة، إلا أن جهاز التربية والتعليم في الطيبة استطاع أن يصمد أمام هذه القضية رغم كل الظروف الصعبة وذلك بفضل مدراء المدارس الذين عاهدوا الله أولا وعاهدوا أنفسهم ثانيا بان جهاز التربية والتعليم خط احمر!!!.
وتابع البيان: فعلا وبمشيئة الله وجهد المدراء ودعم أهل الخير أصحاب الأيدي السخية وأولياء الأمور الغيورين استطاعت المدارس من تخطي هذه المحنة بسلام والمحافظة عليها وعلى انجازاتها وتحقيق نجاحات يفتخر بها رغم كل العقبات والمصاعب.ث
م اضاف: إيمانا منا وحرصنا على هويتنا وخصوصيتنا ووجودنا على هذه الأرض في هذه الدولة والمحافظة على جذورنا وحرصا منا على تزويد أبنائنا بالعلم والمعرفة والتربية الصالحة لضمان حياة كريمة. من هذا المنطلق كل مدير جد واجتهد كل حسب قدراته وإمكاناته واحتياجات طلابه ومدرسته.
وتابع: للتوضيح مشروع ميلا هو مشروع مشترك بين السلطة المحلية والشرطة الجماهيرية في البلدات التي حازت على ميزانيات من الدولة لمشروع "مدينة بلا عنف"، والطيبة هي إحدى المدن التي حازت على ميزانية لهذا المشروع. لا يخفى على احد أن العنف في الوسط العربي مستشري في مدننا وقرانا والكل يتذمر من هذا الوضع المأساوي دون علاج يُذكر،أما المضامين والوحدات التعليمية في مشروع ميلا هدفها الأساسي إعداد قيادة شابة قادرة على التمشي مع احتياجات مجتمع حضاري تكنولوجي واجتماعي ناجح وموفق. وإكساب هذه القيادة مهارات وأدوات تمكنهم ضمان مستقبل آمن وحياة كريمة وناجحة علميا،مهنيا واقتصاديا في مجتمعه وإكسابه روح العطاء والتطوع في محيطه القريب، بلده ومجتمعه.
لا تعقيب من البلدية
وفي ذات السياق حاول مراسلنا معرفة موقف البلدية ورئيسها شعاع مصاروة منصور من الموضوع لكننا لم ننجح بذلك،وما علمناه ان الرئيس سافر الى خارج البلاد.
ما هو مشروع ميلا
من الجدير ذكره ان مشروع “ميلا” ( الريادة معاً من أجل الشباب) الذي يعمل بالتعاون مع الشرطة وبتوجيه من القائد العام للشرطة، مخصص للشبيبة من جيل 13 حتى 17 عامًا، وهو عبارة عن صف تعليمي للطلاب بالتعاون مع الشرطة ومدته 4 أشهر (32 لقاء) . يشمل محاضرات من اجل تحسين ورفع مستوى العلاقة بين المواطن والشرطة، تحت مسمى “انقاذ الشبان من خطر الانزلاق في الجنائيات”، ذلك من خلال الفعاليات والالتزام بالقوانين ومتطلبات المشروع. واطلق مشروع “ميلا” في مدارس مدينة الطيبة منذ اربعة اعوام، اي في عهد اللجان المعينة التي تولت زمام ادارة بلدية الطيبة .
[email protected]
أضف تعليق