في كل فصل من السنة هناك موسم ما يزخر بالعطاء والتجدد ويشهد على كرم الطبيعة وجمالها، حيث في فصل الربيع تزهر اشجار اللوز على الهضاب وتكسوها بالأبيض المدهش، وفي فصل الصيف تنبت الازهار والاشجار وثمار الفواكه المختلفة مثل الخوخ والتفاح والاجاص والمشمش والكرز وغيرها من الفواكه، وفي فصل الخريف يستقبل الفلاحون موسم الزيتون وتتساقط اوراق الاشجار، اما في فصل الشتاء فتنبت النباتات الطبيعية الصالحة للأكل مثل: الفقع "الفطاريش"، الخبيزة، القرة، الحفحيف، الحميضة وغيرها، وهكذا تظل المواسم متجددة تزخر بالخير والعطاء، وبعد هطول الامطار الغزيرة خلال يومي الجمعة والسبت الاخيرين كانت الامطار كافية لنضوج موسم الفطاريش ، حيث خرج محبي الفقع الطبيعي للبحث عنها وقاموا بجمعها من الحقول ليقوموا بقطفها وتنظيفها واعداد وجبة " الفطاريش " ذات الطعم الطيب والنكهة الخاصة .
حياة طويلة خالية من الأمراض
مراسل "بـُكرا" تحدث مع المواطن فوزي سليمان (أبو وسام) والذي قال: كل موسم له ميزاته الخاصة، ومع بدء سقوط الامطار وسماع صوت الرعد والبرق تبدأ حبات الفقع "الفطاريش" والنباتات الاخرى مثل القرة، الحميضة وغيرها بالنضوج. كما هو معلوم، في فصل الشتاء تعتبر هذه النباتات اكثر اقبالا للطعام، منها يصنع الفطائر والأطعمة الساخنة الصحية واللذيذة، الجيل الماضي كان يعيش على الغذاء الطبيعي، لهذا يعيشون حياة طويلة خالية من الامراض، وليس مثل اليوم يعيشون على المعلبات والطعام غير السليم .
وجبة طبيعية ومفيدة
وعن طريقة طبخ الفطاريش، قالت المواطنة سوريه فرحات في لغتها العامية: نقوم في البداية بتنظيف حبات الفطاريش ومن ثم نغسلها جيدا، وبعدها نضعها في طنجرة على النار لتغلي قليلا ومن ثم نصفي الماء ونضعها في وعاء، نقوم بوضع شرائح البصل مع زيت الزيتون في طنجرة على النار حتى ان تذبل البصلة ونضيف شرائح من الفلفل الاحمر الحلو وبعدها نقوم بتحريكها ونضيف "الفطاريش" وقليل من الملح والفلفل الاسود ونحركها على النار وهكذا تصبح الوجبة الطبيعية والمفيدة جاهزة للأكل" وفي النهاية، اوصت الجدة سوريا بعصر الليمون على الفطاريش والذي يعطيه طعمة ومذاق يحصل عليه الإنسان مرة واحدة في السنة وفقط في فصل الشتاء.
[email protected]
أضف تعليق