احتشد مساء اليوم السبت، الآلاف من أبناء الداخل الفلسطيني، في قاعة منتزه “تل المرح” في قرية عارة، ضمن فعاليات مهرجان “للمسرى فداء” والذي دعت إليه اللجنة الشعبية في منطقة وادي عارة واتحاد مساجد وادي عارة احتفالا بذكرى المولد النبوي ونصرة للمسجد الأقصى المبارك.
تولى عرافة المهرجان الشيخ عماد يونس عضو اتحاد مساجد وادي عاره، مرحبا بالحضور الذين قطعوا المسافات البعيدة نصرة لرسول الله ومسراه، وتطرق الشيخ عماد إلى سيرته صلى الله عليه وسلم، مؤكدا أن حياتنا في هذه الدنيا رخيصة لأجل الله ورسوله.

واستهل المهرجان بتلاوة عطرة تلاها الشاب محمد احمد وتد، ثم كانت البداية مع نشيد “هو الحق يحشد أجناده”.

المحامي حسن عثامنة يدعو السلطات المحلية إلى كفالة حافلات لشد الرحال إلى الأقصى

ثم كانت كلمة لرئيس مجلس كفر قرع المحلي، المحامي حسن عثامنة، ووجه خلالها رسائل كانت الأولى الى الشيخ رائد صلاح قال له “ان قافلتنا واياكم الى الله تسير مهما كانت الكلاب تنبح ويا جبل ما يهزك ريح”.
ثم اعلن ان مجلس كفر قرع يبادر الى تسيير حافلة اسبوعية الى المسجد الأقصى المبارك ودعا ان تتبنى اللجان الشعبية والمجالس المحلية العربية مثل هذه المبادرة ردا على اي تضييق اسرائيلي ضد شد الرحال الى الاقصى.

وفي رسالته الأخيرة، طالب عثامنة الأهالي بالحرص على زرع سيرته صلى الله عليه وسلم في قلوب الابناء بدل نماذج اخرى من الشخصيات فهو صلى الله عليه وسلم “أشجع الشجعان وسيد الابطال والخلق اجمعين” كما قال.

الشيخ سعيد بوبو: لن يمنعونا من قول الحق في وجوه الجائرين

ثم ألقى الشيخ سعيد بوبو، كلمة باسم اتحاد المساجد وأئمة “لجنة التكافل” التي تم حظرها، مشيرا إلى أن مسيرته في العمل الإسلامي بدأت منذ نعومة إظفاره وكان يعلم أن الطريق بحاجة إلى تضحيات وثبات، وتطرق إلى دور “لجنة التكافل” في تعزيز القيم الحقيقية للإسلام حينا عملت على دعم الإئمة الذين منعوا المنابر من قبل المؤسسة الإسرائيلية.

وأكد أن الحظر الإسرائيلي للجنة الإئمة لن يمنع الدعاة من قول كلمة الحق في المساجد ومواجهة طغيان الظالمين في كل مكان وتحديدا في القدس والمسجد الأقصى المبارك، وعاهد الحضور على المضير مع إخوانه الأئمة في اتحاد المساجد، بإعلاء قيم الدين والجهر بالحق في وجوه الظالمين.

وختم الشيخ سعيد كلمته قائلا: “لسنا طلاب مناضب ولا وظائف إنما نحن حملة رسالة وحراس فكر وفقيدة وسنبقى على ذلك حتى نلقى الله تعالى”.

الشيخ كمال خطيب: فشروا هم وكل أعوانهم أن ينجحوا في النيل من ديننا وثوابتنا

الشيخ كمال خطيب، تطرق في مستهل كلمته إلى زيارة قام بها القائد الإسلامي الباكستاني محمد إقبال، قبل نحو 100 عام، إلى المدينة المنورة وقبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث وقف مخاطبا إياه بالقول: “يا رسول الله الناس تتهادى بزجاجة عطر وقد جئتك بزجاجة فيه دم من سفكت دماؤهم من المسلمين في طرابلس والمغرب والجزائر.

وتابع الشيخ كمال خطيب: “كانت هذه زجاجة قدّمها إقبال لرسول الله تعبيرا عما وصل إليه حال الأمة دفاعا عن دينها زمن الاستعمار البريطاني والإيطالي والفرنسي، لكننا لن نقدم لرسول الله الدمع والدم، بل سنهديه هنا من الداخل الفلسطيني باقة ورد فيها 2600 مولود فلسطيني اسمهم محمد، ونسأل الله أن يكونوا من اتباع الكتيبة المحمدية”.

وبشّر الشيخ كمال أن النصر للإسلام رغم كل المحن، مؤكدا أن حظر الحركة الإسلامية لن يحظر الفكرة أبدا، فالمسألة ليست بالمسميات وقال: “فشروا هم وكل أعوانهم أن ينجحوا في النيل من ديننا وثوابتنا”.

وأضاف: “لن نساوم على ثوابتنا ولو على حساب حرية أجسادنا، لأنها تصغر أمام خدمتنا لهذا الدين، نحن لسنا تجارا نبيع ونشتري، بل نحن أصحاب دين همنا أن نلتقي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على الحوض الشريف”.

وفي البعد الإقليمي، تطرق الشيخ كمال إلى المؤامرات التي تحاك على المسلمين من كل الدنيا وقال “الدب الروسي والوحش الأمريكي والإسرائيلي جاؤوا للكيد بنا، ولكننا لن نتوسل ولن نركع فقد ولى هذا الزمان، ونحن نشم ونستمع إلى سنابك خيول الفاتحين قادمة إلى القدس والمسجد الأقصى”. وختم الشيخ كمال بالقول: “هذا زمن الوفاء وزمن أن نحمل الدعوة على اكتفانا بدل أن تحملنا الدعوة”.

الشيخ رائد صلاح: قلنا لهم لما ساومونا على الثوابت “سمعنا عرضكم ووضعناه تحت أقدامنا”

وكانت الكلمة الختامية في المهرجان للشيخ رائد صلاح، رئيس الحركة الإسلامية، مرحبا بالحضور مع حفظ المناصب والأسماء، وتطرق إلى يوم حظر الحركة الإسلامية في تاريخ 17/11 يوم اقتحمت القوات الإسرائيلية المؤسسات الأهلية التي قالت إنها تابعة للحركة الإسلامية وعاثت فيها فسادا وخرابا، وأشار الشيخ رائد إلى هذا اليوم يذكره بموقف عاشه رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم صدته مكة فخرج إلى الطائف وطرده أهل الطائف وخادمه زيد، فسأله زيد ماذا بعد يا رسول الله، فأجابه صلى الله عليه وسلم “يا زيد أن الله جاعل لما ترى فرجا”.

وأكد الشيخ رائد أن ذاك الموقف لرسول الله، جعله يتيقن أن الله جاعل فرجا، وقال “حين سئلت بعد الحظر واقتحام المؤسسات ماذا بعد، فأجبت الآن بدأت الحركة الإسلامية”.

وتطرق إلى مساومات وتهديدات المؤسسة الإسرائيلية للحركة الإسلامية كي تتراجع عن ثوابتها، مشيرا إلى حادثة وقعت في عام 2003 عندما كان معتقلا في ملف رهائن الأقصى، حيث جاءه وسيط من المخابرات يعرض عليه جملة من العروض والشروط التي يعني القبول بها خروجه ورفاقه من السجن، وكان من بينها، تخلي الحركة الإسلامية عن دورها في القدس والأقصى والكتابة في موضوع التعايش والدخول إلى الكنيست، غير أن الجواب الذي سمعه ذلك المبعوث من قبل المؤسسة الإسرائيلية كان كما قال الشيخ: “قلنا للوسيط سمعنا عرضكم ووضعناه تحت أقدامنا”.

كما أشار إلى حادثة أخرى وقعت في عام 2007، وجاء وسيط من مؤسسة أمريكية اسمها “روزنطل” بهدف مساومة الحركة الإسلامية على موقفها من مخططات الاحتلال في مقبرة “مأمن الله” في القدس، وكان العرض يشتمل على موافقة الحركة الإسلامية على بناء ما يسمى “مركز التسامح” مقابل أن توقف معارضتها للمشروع وأن يكون أحد الطوابق في المبنى والمركز تابعا للحركة الإسلامية، غير أن رئيس الحركة الإسلامية أجاب الوسيط بالقول: “والله العظيم لو أعطيتمونا مساحة أمريكا ذهبا فلن تأخذوا منا توقيعا ولو على متر واحد في مقبرة مأمن الله”.
وأكد الشيخ رائد أن المساومات والتهديد والإغراء للحركة الإسلامية لم تتوقف حتى اللحظة، وأضاف: “لا يمكن أن تسول نفس الحركة الإسلامية ولو من باب الوسوسة أن تخون مواقفها” وتطرق أيضا إلى محاولات إسرائيلية لشراء موقف الحركة الإسلامية بخصوص ملف “المرابطين والمرابطات”.

وتابع الشيخ رائد: “أقول لا تهنوا ولا تحزنوا وإن حظروا الحركة الإسلامية وإن أغلقوا 20 مؤسسة أهلية أو جوّعوا 23 ألف يتيم، أو زادوا من معاناة أهل النقب بإغلاق مؤسسة النقب، لا تحزنوا فإن الله جاعل لما تروا فرجا”.

وشدد الشيخ رائد أن عنجهية الاحتلال وكل مخططاته ستفشل في تقييد الحركة الإسلامية، وأن النصر حليف المسلمين على كل سلطة الاحتلال الغاشم، ودعا أبناء العمل الإسلامي في الداخل الفلسطيني إلى التزود بالعمل والإيمان والأمل والرباط، وأن يقولوا لكل الدنيا، “لنا طريق واحد في اتجاه واحد وهو إلى الأمام ولن نتراجع إلى الوراء بإذن الله تعالى”.

وختم حديثه بمقولة خليفة رسول الله سيدنا أبو بكر الصديق، حين قال بعد وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام ووقوع حروب “الردة”: “أيهلك الدين وأنا حي” ودعا الحضور إلى حفظ هذه المقولة والعمل بموجبها متابعا: “هذه هي جملتي وكل واحد فيكم عليه أن يرددها بعد خروجه من هنا، فليقل أيهلك الدين وأنا حي، أيهدم الأقصى وأنا حي، اتهود القدس وأنا حي، أيجوع أيتام غزة والضفة وأنا حي”.
هذا وقد تخلل المهرجان فقرات من النشيد الإسلامي والمدائح النبوية لفرق مؤسسة “الأندلس” للفن والأدب.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]