عقدت لجنة متابعة قضايا التعليم العربي (المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا) أمس الخميس المؤتمر الثامن للتعليم العربي، تحت عنوان “تحديات التربية والتعليم في المجتمع العربي في القرن الـ 21″، بمشاركة عشرات رجال ونساء التربية والتعليم ومنتخبي الجمهور والباحثين ورؤساء السلطات المحلية واعضاء كنيست وذلك في قاعة المؤتمرات في المركز الجماهيري الحوارنة في كفر قرع.
وقد تخلل المؤتمر العديد من الجلسات البحثية القيمة، وافتتح بفقرة فنية راقية من الطالبة سلمى صعابنة طالبة مدرسة المستقبل الابتدائية كفر قرع لتنتقل الجماهير الى الجلسة الاولى التي شملت كلمات ترحيبية من القائم بأعمال رئيس مجلس كفر قرع، نظير زحلاقة والذي شكر جماهير الحضور باسم رئيس المجلس المحلي المحامي حسن عثامنة الذي تعذر عليه الحضور لأسباب صحية.
وأكد نظير زحالقة أن كفر قرع حققت في الدورة الحالية قفزة نوعية بمستوى التربية والتعليم وحققت انجازات تعليمية وتربوية مشرفة , وجاء في كلمته: كفر قرع منذ بداية الدورة الحالية وضعت في سلم اولوياتها قضايا التربية والتعليم في بلدنا حيث عقد اجتماع في بداية السنة الماضية ضم جميع اطياف المجتمع التربوي، انبثقت من هذا المؤتمر لجنة توجيه لمتابعة ومعالجة سير اداء المؤسسات التربوية والتعليمية في القرية ولا ننسى أن كفر قرع قد قامت بقفزة في مجال التحصيل العلمي، ولا تزال هذه اللجنة التوجيهية تجتمع وتطرح جميع القضايا المتعلقة في سلك التربية والتعليم، ومن هنا لم نتردد حين عرض علينا استضافة مؤتمر لجنة متابعة قضايا التعليم العربي في هذه البلاد استمرارا لما وضعنا امام اعيننا اهمية التربية والتعليم في مجتمعنا العربي، كما وسبق ان استضفنا مؤتمر اللواء (لواء حيفا) بحضور طاقم لواء حيفا ممثلا بمديرة اللواء رحيل متوكي لبحث قضايا التربية والتعليم وسبل تطوير مسيرة التربية والتعليم في مفر قرع اهلا وسهلا بكم جميعا واتمنى للجميع مؤتمرا ناجحا ومثمرا بما يعود بالفائدة على طلابنا جميعا، ولا يفوتني ان اشكر موظفي وموظفات المجلس المحلي وكل من ساهم في انجاح هذا المؤتمر.
يتعاملون مع التعليم العربي وكأنه احد ملحقات وزارة المعارف
كما وتحدث رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، محمد بركة مستهلا كلمته بتقديم الشكر والتقدير لرئيس مجلس محلي كفر قرع و لأهالي كفر قرع على حسن الاستضافة ومهنية التنظيم كما وحيا بركة لجنة متابعة قضايا التعليم العربي على جهودها على مدار سنين طويلة لتحسين وتطوير جهاز التربية والتعليم العربي. واشار محمد بركة الى ان اقامة المجلس التربوي العربي هي خطوة استراتيجية هامة جدا خصوصا ان هذا الامر يدعم مطلبنا في ان تكون استقلالية تامة في جهاز التربية والتعليم العربي في اطار وزارة المعارف, وقال محمد بركة : وزارة المعارف حتى الان تتعامل مع ثلاثة مسارات مختلفة ويتعاملون مع التعليم العربي وكانه احد ملحقات وزارة المعارف الامر الذي لا نستطيع ان نقبله نحن نطالب من جديد من خلال مؤتمر اليوم ان تكون استقلالية كبيرة وواسعة لجهاز التربية والتعليم حيث يدير جهاز التربية والتعليم العربي شخصيات تعليمية وتربوية عربية من اجل ادراك حاجات واحتياجات جهاز التربية والتعليم العربي والمضي فيه قدما.
لن نسمح أن نكون على الهامش
رئيس بلدية سخنين ورئيس اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية، مازن غنايم استهل كلمته بتقديم الشكر والتقدير لمجلس محلي كفر قرع متمثلا برئيس المجلس المحلي وعموم الموظفين على حسن التنظيم والاشراف للمؤتمر. واشار مازن غنايم الى ان جميع رؤساء السلطات المحلية العربية قد قاموا بواجبهم اتجاه ابنائهم الطلاب من خلال دعم اجهزة التربية والتعليم والمدارس في مختلف المدارس بالرغم من شح الميزانيات وتقليصها من قبل الوزارات الامر الذي يستوجب ان يقوم الطلاب بواجبهم اليوم اكثر من أي وقت مضى بالاهتمام اكثر واخذ المسؤولية في سبيل تحسين وتطوير انجازاتهم التعليمية والتربوية . كما وهاجم رئيس اللجنة القطرية الحكومة والجهات المسؤولة لعدم رصدها الميزانيات اللازمة لتطوير جهاز التربية والتعليم التي تتقاعس في تقديم ميزانياتها ودعمها لجهاز التربية والتعليم في المجتمع العربي.
وقال مازن غنايم : لن نسمح ان نبقى وان نكون على هامش الحكومة نحن طالبنا ونطالب من اجل رصد الميزانيات المطلوبة لتطوير بلداتنا العربية في مختلف مجالات ونواحي الحياة وعلى راسها التربية والتعليم.
كما ووجه مازن غنايم رسالة الى جميع الشباب والطلاب في مجتمعنا العربي بالتوجه الى التعليم الاكاديمي وحصد الشهادات وقال غنايم :”الشهادة الجامعية لنا كأقلية عربية هي الاهم وهي الضمان وهي بوليصة التامين الوحيدة لنا وشيء لا يقل اهمية الا وهو التربية، عندما نتحدث عن التربية والتعليم نحن اذا كنا عنيفين اضعنا الهدف واذا كنا تجار سلاح اضعنا الهدف واذا كنا تجار مخدرات اضعنا الهدف من هنا علينا بالتربية الصحيحة والسليمة .
واختتم الترحيبات، رئيس لجنة متابعة قضايا التعليم العربي المربي محمد حيادري والذي استعرض موجزاً لرؤية واعمال لجنة المتابعة لقضايا التعليم العربي، كما واشاد السيد حيادري بمجلس كفر قرع المحلي على رعايته العظيمة للمؤتمر وهذا الاحتضان المشرف للمؤتمر الثامن موجهاً تحية حارة لكفر قرع واهلها ومجلسها. تولت عرافة هذه الجلسة الدكتورة منال يبك ابو احمد.
ثم انتقلت الجماهير للجلسة الثانية التي شملت محاضرة قيمة للبروفيسور مروان دويري حول انماط التفكير والسلوك المعيقة للنهضة بمجتمعنا العربي. وقد ادار الجلسة المربي رشيد عثامنة، مدير قسم المعارف في مجلس كفر قرع المحلي.
ورشات عمل
وشملت الجلسة الرابعة ثلاث ورشات عمل متوازية الأولى حول تحديات التعليم العالي بمشاركة د. نهاد علي ود. قصي حاج يحيي ود. خالد عرار ود. علي الهزيل والمحامي رسول سعدة؛ والثانية حول “الخطط والبرامج الاصلاحية الوزارية في جهاز التربية والتعليم العربي” بمشاركة المربي نبيه أبو صالح والمربي فيصل طه والمربية مريم حرب والمربي خضر عقل والمربية نوال كناعنة عليمي. هذا وقد قامت المربية نوال كناعنة عليمي بتلخيص الورشة الثانية حيث قدمت عشر توصيات حول الخطط والبرامج الإصلاحية في جهاز التربية والتعليم.
أما الورشة الثالثة فكانت حول الهوية الجماعية الوطنية والثقافية بمشاركة د. ماري توتري والبروفيسور مصطفى كبها والكاتب سلمان ناطور ود. محمد حبيب الله والمربي محمود يونس والمحامي فؤاد سلطاني. أما الجلسة الخامسة التلخيصية فأدارها المربي راجي منصور، الرئيس السابق للجنة متابعة قضايا التعليم العربي.
يذكر أنّ لجنة متابعة قضايا التعليم العربي تأسّست عام 1984، نتيجة لقرار اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية في البلاد، الذي نص على تشكيل لجنة مهنية فرعية منبثقة عن لجنة المتابعة العليا، لجنة لمتابعة قضايا التعليم العربي، تعنى بجميع قضايا التربية والتعليم التي تخص الأقلية العربية الفلسطينية في إسرائيل وتواكب عمل واداء الجهاز التربوي والتعليمي من حيث تركيبته، كفاءته، نجاعته، ادارته وتنظيمه وسياسته ونهجه. إن الهدف الأساسي الذي تضعه لجنة متابعة قضايا التعليم العربي نصب أعينها هو تطوير التعليم العربي وإحقاق مساواته في جميع المجالات، من خلال مواكبة عمل وأداء جهاز التربية والتعليم العربي من حيث المبنى التنظيمي، الكفاءة، النجاعة، الإدارة والسياسة التربوية، وتعميق وعي ومسؤولية ومشاركة الأهالي والمجتمع العربي في العملية التربوية؛ بهدف تغيير أوضاع التعليم العربي في جميع المجالات والمستويات، بدءًا بتغيير أهداف التعليم العربي، مبناه، مضامين التعليم ومناهج التعليم، وتحسين البنية التحتية المادية والمهنية، وانتهاءً بالمساواة الجوهرية وتكافؤ الفرص في توزيع الميزانيات والموارد.
[email protected]
أضف تعليق