لا يخفى علينا ما تسببه ظاهرة حوادث السير، فهذه الافة الخطيرة تزهق سنويا أرواح المئات من المواطنين، وتخلف وراءها الالاف من الجرحى والمعصوبين، زيادة على مئات اليتامى والعائلات المشردة والاشخاص المعاقين الذين يصبحون بين عشية وضحاها "عالة على المجتمع"- بإعتبار البعض للأسف. 

تلك الخسائر يضاف إليها الجرح الذي لا يندمل، فعائلات الضحايا لم تزل تذكر أحبائها، وتذرف دمعًا دمًا وألم عليهم، وهذا ما أدكته بعض العائلات في بلدة كسرى- سميع في الجليل الاعلى خلال حديث خاص لمراسلنا.

ضحية حوادث الطرق حسن عبد الله

"طفل جميل وبريء اضاء النور بحياة عائلته حيث اتى اليهم سنة 1997، بسماتهم منذ ذلك الوقت لم تفارقهم، شاب جميل ووسيم ذو العينين العسليتين، صاحب القامة الطويلة والشعر الاسود الناعم، صاحب الوجه البشوش والضحكة الجميلة المليئة بالسعادة وكل من نظر اليها احبه ودخل الى قلبه، الشاب المحبوب وساحر القلوب لن يصعب عليه شيء، متميز دائما عن الجميع، لديه قوة تفوق جيله وان قصد شيء قام به، كان "رضي" اهله ولم يحزنهم يوما، لديه شقيقين وخمسة اخوات علاقتهم كانت جميلة ودائما بجانب بعضهم البعض، عاشوا اجمل الايام بالضحك واللعب والسعادة حتى اختاره القدر وكانت صدمة العمر عندما جاء خبر وفاته في حادث طرق مروع عام 2012"- بهذه الكلمات وصفت عائلة عبد الله ابنها حسن.

وأضاف الشيخ كريم عبد الله، وهو من كسرى سميع، والد المرحوم الشاب حسن: كان املنا انه سيعيش لكن للأسف احكام القدر، فارقنا وترك لنا جرح الفقدان، الذي لن يشفى مدى الحياة، لم يبقى لنا سوى شريط الذكريات الجميلة والمؤلمة، حسن امك اباك واخوتك اشتاقوا لك كثيرا وكل يوما يتذكرونك، ومهما نكتب يعجز القلم عن وصف الالم وعن وصف ما يوجد بقلوبنا، دقات القلب تنزف شوقا وحنينه ينادي حسن، وهل الماضي ان يعود لأعانقك بشدة ليته يعود الزمن، وتبقى ذكراك خالدة للابد يا اغلى من الروح.

ضحية حوادث الطرق حسام عبد الله

اما الشيخ نديم عبدالله من كسرى سميع فقد رزقه الله حسام عام 1992 والذي توفي عام 2012 في حادث طرق مروع، فقال في حديث لمراسلنا: مهلا ايها الموت، لا تسرق زهرة العمر ولا تتركني خائبا، اريد حسام لحظة لأعيش على ذكراه، فمنذ غاب وانا ما عدت انا، دمعي يندثر على خدي وغصة بداخلي تخنقني، ما عاد للأشياء قيمة والحياة غدت سراب، ولد على يدي زهرة هبت رياح القدر فزف حسام بالأبيض كعريس يختال ضاحك ، مهلا ايها الموت عد ادراجك صامتا ، اترك حسام ولا تتركني خائبا.

واضاف: اوجه رسالة في كل يوم ، رسالة مليئة بالألم، الى كل ام واب، الى جيل الشباب الى كل انسان، اعقلوا وتوكلوا على الطرقات، فهناك من ينتظركم في البيت، اهل تقبلون ان تذرف امهاتكم الدموع ؟ اهل تقبلون ان يتحسر ابائكم ؟ وتتركونهم وحيدين يتألمون، كونوا حذرين ايها الشباب على الطرقات وفي كل مكان فحياتكم غالية على الجميع، لقد تذوقنا مرار الالم بعد فقدان ابننا حسام والذي سيبقى ذكراه في قلوبنا حتى الممات فلا تدعوا هذه الحسرة ان تكون في قلوبكم. 

ضحية حوادث الطرق صالح عبد الله

اما السيدة سوسن عبد الله، زوجة المرحوم صالح عبد الله من كسر سميع والذي ايضا لقي مصرعه في حادث طرق مروع بالقرب من بلدة مجد الكروم في تاريخ 13-5-2010 قالت لـ "بكرا": شعور مؤلم وصعب ، فقد اصبحت حوادث الطرق مرض خطير ينتشر ويقضي على الناس، حيث تترك هذه الحوادث خلفها مصائب كبيرة، بعد تجربتي وتذوق هذا المصاب الاليم وفقدت زوجي في حادث طرق اقول للجميع، وخاصة للأهل ، ان يزرعوا الوعي في عقول ابنائهم، لان الحياة لها قيمة كبيرة ولا يعرف قيمتها الا من جرب وذاق مرارتها، وفقدان الزوج او الاخ او الابن صعب لدرجة من الصعب وصفها بالكلمات.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]