أعلنت اللجنة التنفيذية للانتخابات البلدية في السعودية، هذا الأسبوع، عن فوز 14 امرأة على الأقل في الانتخابات التي جرت السبت الماضي، والتي شاركت فيها المرأة السعودية ترشحًا وانتخابًا للمرة الأولى في تاريخها، كون المملكة هو البلد الوحيد في العالم الذي يمنع النساء من التصويت.

وعبرّت ناشطات ومرشحات ومقترعات عن الفخر للمشاركة في هذه الانتخابات التي تعتبر تاريخية كون المملكة البلد الوحيد في العالم الذي لا يتيح للنساء التصويت!. كما وثمنت عددٌ من الحركات السنوية هذه الخطوة داعيّة إلى المضي قدمًا في مسار تحرر المرأة السعودية، منها على سبيل المثال لا الحصر مسألة قيادة السيارة.

وإلى جانب تلك الحركات، برزت رسالة وجهت من حركة "لا نترشح إذًا لا نصوّت" والتي اشتهرت باسم بـ "لونيلوبو"، وهي حركة تقودها نساء إسرائيليات متدينات، من التيار الحريدي، يبحثن عن حقهن في المشاركة السياسيّة، حيث يُسمح لهّن في التصويت لكن يُمنع منهّن الترشح للانتخابات.

وقامت عضوات الحركة بنشر رسالة على صفحتهن على الفيسبوك، بثلاث لغات عربية- عبرية- وإنجليزية عبّرن من خلالها عن فخرهن بهذا الإنجاز للمرأة السعودية.

رسالة للمرأة السعودية من إسرائيل!

وجاء في الرسالة: اخواتنا النساء السعوديات، في هذا اليوم التاريخيّ، حيث حصلتنّ على حق الاقتراع والانتخاب للمؤسسات الرسميّة لأول مرة تاريخيًا، نرسل لكّن التبريكات. نتمنى لكنّ مزيدًا من الخير، الازدهار والبركة لهذه المشاركة في اتخاذ القرارات العموميّة.

نحن نساء متدينات ارثوذكسيات من اسرائيل لا زلنا نناضل من اجل إحقاق حقنا في التمثيل والانتخاب في احزابنا المتدينة التي تمنع النساء من المشاركة السياسية. نشدّ على اياديكنّ ونستمدّ القوة من نضالكنّ وانجازاتكنّ.

حركة "لا نُنتخب ولا نصوّت" لدعم تمثيل النساء المتدينات في السياسة والمجال العام- إلى هنا نص الرسالة.

نضال المرأة السعودية اثارنا

وفي تعقيبٍ لها قالت، استي شوشان، وهي سينمائيّة وتعمل في مجال الدعاية والإعلان لـ "بكرا": نستمد القوة من حركات النضال في العالم. منها؛ نضال النساء في أمريكيا بداية القرن الـ 20 مطالبات بحقهّن في التصويت، حيث شكلن حركة سميت بـ " السوفراجيت" التي انتشرت في أوروبا لاحقًا، ومن سارة شنيرر التي ناضلت من أجل تعلم الفتاة اليهودية المتدينة (حرديت).

وأضافت: نضال المرأة السعودية اثارنا كنساء يهوديات متدينات نتبع إلى التيار المحافظ. على الرغم الاختلاف في الثقافات والبلدات إلا أنّ الأدوات العملية المنتهجة، ردود فعل الشارع على الخطوة، الحجج التي طرحت لمنع النساء من التصويت، شبيهة إلى حد ما بمجتمعنا.

وأوضحت: في إسرائيل تتمتع النساء بشكل عام بحق التصويت، وتتمتع بحق الترشح في كافة الأحزاب عدا تياريّن محسوبين على اليهود المتدينين، وهما "شاس" و- "يهدوت هتوراه"، حيث يسمح لها فقط بالتصويت دون خوض المعركة الانتخابية!.

نتعرض للتهديد وأحزابنا منعت تعيين قاضيات شرعيات مسلمات!

اما أستي ريدر اندورسكي، وهي باحثة نسوية متدينة، فقالت لـ "بكرا": في الآونة الأخيرة نشهد تطورًا في مكانة المرأة اليهودية المتدينة (الحرديت). من جهة، بدأت تندمج بسوق العمل وتسجل إنجازات مهنية تذكر، ومن جهة أخرى تتعّرض من قبل عدد من التيارات إلى المضايقة والتنكيل ومحاولة إخراجها من الحيّز العام إلى الخاص- بيتها في هذه الحالة. ويأتي ذلك من منطلقات وذريعة "ضرورة التواضع" .

وأضافت ريدر اندورسكي: حركة "لا نترشح إذًا لا نصوّت" (لونيلوبو) طرحت بقوة مؤخرًا ظاهرة إخماد صوت المرأة في الأحزاب وطالب بمنحهن تمثيل لائم في مواقع عدة في تلك الأحزاب، إلا أنّ هذا الطلب لم يُحقق بعد ويعود ذلك للاتفاقات الائتلافية المطروحة.

وقالت: مع ذلك، نضالنا بدأ يظهر، والإعلام بدأ يلتفت لنا، مما ساعدنا في تجاوز سلسلة من التهديدات التي وصلنا من الحاخامات ومتاجري الأصوات في الانتخابات.

واختتمت: نضالنا لا يتعلق بمكانة المرأة اليهودية المتدينة فقط، إلا على مكانة المرأة بشكل عام، مؤخرًا حاولنا التأثير على قرارات الأحزاب اليهودية المتدينة والتي دعمت وبشدة عدم تعيين قاضيات شرعيات للمحاكم في إسرائيل خوفًا من أنذ يشكل الموضوع سابقة ويتم تعيين قاضيات في المحاكم اليهودية الدينية.

ورفضت كل من شوشان وريدر اندورسكي التطرق إلى إشكاليّة الوضع السياسيّ بين البلدين مؤكدات بأنهن لا يتوقعن الرد على الرسالة إلا أنها ضرورية لتسجيل موقف داعم لـ "شجاعة المرأة السعودية" وايضًا رسالة مقصودة إلى أحزابهّن التي لطالما تدعي أن إسرائيل "دولة ديمقراطيّة". 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]