قبل عدة أسابيع بدأت كندا تطلق إشارات حول استكمال استعدادها لاستقبال اللاجئين السوريين، ولكن لم يخطر على بال أي شخص أن تقوم كندا البعيدة ثقافيا وسياسيا عن الشرق الأوسط ومما يدور فيه باستخدام رموز مؤثرة من أجل إظهار حسن نواياها في هذا المجال.

بدأ اللاجئون السوريون رحلة المعاناة منذ سنوات عديدة، منذ أن انطلقت الشرارة الأولى للنزاع في البلاد. عندما غادر الناس بيوتهم خوفا من الموت برا وبحرا، سيرا على الأقدام ومن خلال استخدام القطارات في أوروبا، لكن مسيرتهم هذه لم تجعل أحدا يعتقد أنه سيكون بالإمكان استرجاع إحدى الصور التاريخية والمؤثرة في الإسلام، والتي شق النبي محمد من خلالها طريقه من جديد وبعث من خلالها الدين الإسلامي للحياة والعالم، بعد أن اضطهده وطارده أبناء شعبه وأهله.

في الأسبوع الماضي، قال رئيس الحكومة الكندي جاستن ترودو إن أي مهاجر سيحط على الأراضي الكندية سيتحول في نفس اللحظة إلى مواطن، وقد تجسد ذلك أيضا بشكل رمزي وثقافي وسياسي وديني.

هذا الأسبوع، ظهرت الصورة بشكل جلي، عندما وقف الكورال الكندي والذي يضم مئات الأطفال، أمام أطفال المهاجرين وعائلاتهم داخل قاعة كبيرة، وفي الخلفية أنشدوا جميعا أغنية مؤثرة من التاريخ الإسلامي، وهي الأغنية التي استقبل فيها "الأنصار" في المدينة المنورة المسلمين الأوائل الذين وصلوا إلى المدينة كـ "مهاجرين" وكمواطنين بحقوق متساوية وكاملة مع أهل المدينة...

شارك الأطفال بشكل بالغ التأثير وبأكثر من لغة وهم يرددون:

طلع البدر علينا من ثنيات الوداع

وجب الشكر علينا ما دعى لله داع

أيها المبعوث فينا جئت بالأمر المطاع

جئت شرفت المدينة مرحباً يا خير داع

163 لاجئًا 

وكانت أول طائرة تضم الدفعة الأولى اللاجئين السوريين وعددهم 163 لاجئًا، قد هبطت في مطار تورونتو، في وقت متأخر من الخميس الماضى، باستقبال شخصي من رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو.

وتسعى الحكومة الكندية إلى توطين 10 آلاف لاجئ سوري بحلول نهاية ديسمبر الجاري، بالإضافة إلى 15 ألف آخرين تستقبلهم من تركيا ولبنان والأردن، خلال العام القادم 2016.

وجاء ذلك بعد أن شكلت الحكومة الكندية الجديدة برئاسة جاستن ترودو، لجنة في العاشر من نوفمبر الماضي، لتنسيق عملية استقبال 25 ألف لاجئ سوري إلى البلاد، حتى نهاية عام 2015.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]