توفي السياسي المخضرم والصحافي يوسي سريد يوم الجمعة الماضي عن عمر يناهز (75 عاما) وقد شيّع جثمانه أمس الأحد في كيبوتس "جفعات هشلولشا" بالمركز.

وشغل سريد منصب عضو كنيست 9 مرات بين السنوات 1974-2006، كنائب عن أحزاب “المعراخ” و”راتس” و”ميرتس”،وشغل منصب وزير في وزارتين – التربية والتعليم والبيئة – وقاد حزب ميرتس من عام 1996 وحتى 2003، وكان زعيما للمعارضة في العامين الأخيرين من قيادته للحزب، وترك سريد وراءه زوجة، وتُدعى دوريت، وثلاثة أبناء. وكما اراءه، اثار موت سريد جدلا في الساحة الإسرائيلية، حيث قام عددٌ من السياسيين، الإعلاميين والناشطين بالتعبير عن اسفهم لخسارته، إلا أن هنالك من فرح لهذا الموت وأعتبره تخلص من "الشيطان".

عن سريد الانسان والسياسي تحدث عبد الحليم زعبي مستشاره في وزارة المعارف، والنائبان فريج وبهلول .

الانسان في مركز الحدث

وقال النائب عيساوي فريج(ميرتس):بالنسبة للمرحوم يوسي سريد، فقد كان الانسان بمركز الحدث وليس تبعيته او قوميته،هكذا كان تعامله مع الناس، اما بالنسبة لسريد السياسي فقد كان قائدا بكل ما تحمله الكلمة من معنى وليس منتخب جمهور فقط، وقد شق طريقه منذ شبابه في العمل السياسي، وكان بارزا وسليط اللسان ،وقد ترك بصماته في وزارة المعارف بالنسبة للجمهور العربي ،اما في حزب ميرتس فقد كان لدينا شعور دائم بمرجعيته وقيادته في حزب ميرتس، واليسار في السنوات الاخيرة يفتقد الى قادة بقامة سريد .

كنت صديقا حميما لسريد

الى ذلك قال عبد الحليم زعبي والذي شغل منصب مستشار الوزير يوسي سريد في وزارة المعارف فقد قال: سريد كان صديقا لي، اضافة الى عملي كمستشار له في وزارة المعارف، ويوم امس وخلال تشييع جنازته استذكرت زوجته علاقة الصداقة بيني وبينه، سريد كان انسانا محبا بدون أي علاقة لقومية هذا الانسان، من جهة اخرى لم يكن لسريد كثرة من الاصدقاء. سريد كان انسانا مبدئيا وكان شخص حساس جدا الى درجة البكاء في المواقف الانسانية، اما سريد السياسي فكل المجتمع العربي يستذكر دور سريد في وزارة المعارف في عام 1999 ،سريد ضاعف الميزانيات للمجتمع العربي من وزارة المعارف وفي عهده تم بناء العديد من المدارس في الوسط العربي اضافة الى افتتاح اولى الروضات التي لم تكن في ذلك الوقت .

اليسار الاسرائيلي يفتقد الى مثل هذه القامة في ايامنا هذه

بدوره فقد النائب زهير بهلول(المعسكر الصهيوني): سريد برحيله خسارة كبيرة للمجتمع الاسرائيلي لأنه كان بمثابة الصوت المغاير والقيمي والجريء، سريد عكس بمواقفه وتصريحاته اليسار الاسرائيلي الغائب الان عن المنصة الديموقراطية، لكننا كعرب اجرينا معه نقاشات ليست سهلة خاصة عندما قال "ابحثوا عني". سريد انعكس امامي في المرأة الاعلامية كشخصية ذات مصداقية كبيرة ويلتئم بقيمه امام كل طرح وامام كل مسائلة بلا خشية وبشكل ابداعي لان لسانه كان سليطا وفي نفس الوقت قيميا، يغيب هذا الصوت الان في المجتمع الاسرائيلي لأنه وامثاله قد رحلوا، واليسار الاسرائيلي يفتقد مثل هذه القامة التي كانت منتصبة وتعمل بلا كلل او وجل وتنتصب امام كل معضلة او مأزق ليبق الضمير الحي في المجتمع الاسرائيلي العطش الى شخصيات من هذا القبيل ولكنها لن تعود.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]