تحظى قضية ذوي الاحتياجات الخاصة باهتمام كبير ومتزايد في الدول المتقدمة، ونظرة هذه المجتمعات لهم تعكس حضارتهم وتقدمهم، فلم تعد رعايتهم مجرد مساعدات مالية خيرية بسيطة، بل أصبحت قضية مهمة ورسالة اجتماعية سامية، وأفراد هذه الفئة أمانة في عنق هذه المجتمعات، حيث تضمن رعايتهم في مختلف المجالات، فهناك مؤسسات حكومية خاصة متميزة لرعايتهم وإجراءات وسياسات واقعية وجادة خاصة بعلاجهم وتعليمهم وتشغيلهم وضمان حقوقهم الاجتماعية والتربوية والنفسية والصحية والإنسانية، الأمر الذي يساعد في تحسين حياتهم بشكل واضح وإدماجهم في المجتمع بصورة مقبولة تكسبهم الثقة بأنفسهم وبالمجتمع، أما في بعض عالمنا العربي فالوضع مختلف، فقد تخجل بعض الأسر التي لديها فرد من ذوي الاحتياجات الخاصة، وقد لا تعامل الأسرة بشكل لائق ومناسب، كما قد لا يحصل الفرد نفسه على معاملة لائقة ومناسبة من المجتمع نفسه ، اليوم هو اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة ، وفي هذا السياق كان لمراسل موقع "بـُكرا" حديث مع رئيس منتدى مدراء مكاتب الرفاه والشؤون الاجتماعية العربية إميل سمعان حول هذا الموضوع .

نسعى في تطوير خدماتنا 
وقال سمعان : اذا جئنا لنعرف الاعاقة فهي الاعاقة الصحية، الجسدية، النفسية وذوي الاحتياجات الخاصة ، الذين كانوا يسمونهم في الماضي " التخلف العقلي " وطبعا اليوم تغير الى ذوي الاحتياجات الخاصة ، هذه الشريحة مساوية لجميع افراد المجتمع ولهم حقوقهم وعلينا ايضا تقديم المساعدات والمشورة والنصيحة في جميع مستويات حياتهم الاجتماعية واليومية، لا شك من خلال مكاتب الرفاه الاجتماعية توفير خدمات واسعة لشريحة اكبر لأصحاب الاعاقة، وطبعا هناك اشخاص قد اندمجوا في سوق العمل، كما ونسعى في تطوير خدماتنا واقامة نادي للمعاقين وذوي الاحتياجات ومراكز تأهيل مهني، المعاق هو انسان متساوي ومن المفروض احترامه واعطائه الفرص الحياتية والمعيشية كي يتقدم في حياته اليومية .

علينا اعطائهم الفرص لتحقيق الذات
وأضاف: للأسف الشديد مجتمعنا الشرقي بشكل عام يرى المعاق كانسان ذو اعاقة ، يشفق عليه، ينظر اليه من منطلق شفقة، ولكن هذا هو الخطأ علينا ان نتعامل معه بشكل عادي مثل اي انسان، وطبعا لديه احتياجات خاصة ونحن نعمل على توفيرها ، ولكن علينا ان لا ننظر على الانسان المعاق وكانه ناقص ومختلف، واكبر اثبات على هذا هو عندما يذهب هذا الانسان لإدلاء صوته في الانتخابات نتعامل معه كانسان عادي ، ولكن في الحياة اليومية نشفق عليه وكانه ناقص وليس مثل باقي البشر، واستطيع ان اقول انه اي انسان مع اعاقة يستطيع العمل، اليوم نرى اطباء وعلماء ومحاميين وصحافيين مع اعاقة وهم من انجح الاشخاص وقد حققوا ذاتهم ووصلوا الى اكبر المراكز، والاثبات على هذا الكاتب الكبير طه حسين ، فيجب علينا اعطائهم الفرص لتحقيق الذات.

واختتم قائلا : هناك حاجز امام الفتيات اللواتي يعانون من اعاقة معينة في ارتباطهم وزواجهم، هناك العديد من النساء الناجحات في مجتمعنا قد حرموا من الامومة لانهم معاقات ولان المجتمع حكم هكذا، ولكن للأسف الشديد هناك اعاقة اجتماعية وهي اصعب بكثير من اصحاب الاعاقات، حيث الاعاقة الاجتماعية ممكن ان تؤدي الى الطلاق وهدم الاسرة ولكن انسانة مع اعاقة جسدية تستطيع ان تبني عائلة وجيل ناجح وبيت سليم .

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]