يستخدم البعض، مصطلح " معاقين" على الأشخاص أصحاب الإعاقات- أو من  ذوي الاحتياجات الخاصة، وهذا الوصف مغلوط، ولا يجوز لأحد أن يستخدمه، لان الإعاقة الحقيقة هي في عقلية مجتمعنا الذي يهمش تلك الفئة من الناس، فقد ينشأ بينهم افراد بارزين في مهارات اخرى تجبرنا على ان نقف احتراما لهم ونسعى بجانبهم ونكون جسمًا داعمًا لهم.

وهذا ما فعله، مركز التأهيل المهني" ذوي المهارات الخاصة " في حرفيش اقيم عام 2005 فبفضل جهود كبيرة من قبل مركز الخدمات الاجتماعية بالقرية ممثلا بالسيدة نورا علي مديرة المكتب وبالتعاون مع المجلس المحلي. المركز مخصص لشباب وشابات من ذوي الاعاقات العقلية الخفيفة والمتوسطة بعد جيل الحادية والعشرين ، والهدف الاساسي من المركز دعم وترقية هؤلاء الشباب بالمجال التشغيلي من خلال ادماجهم الكامل بالمجتمع وتوفير فرص عمل لهم تتناسب بقدراتهم وامكانياتهم ليشعروا بكيانهم واستقلاليتهم وانهم ليسوا عالة على المجتمع، بالإضافة لتنمية مهاراتهم الحياتية والعقلية من خلال تدريبهم على الاستقلالية وتعزيز ثقتهم بنفسهم وبقدراتهم ، المركز اقليمي ويضم أفراد من القرى؛ " حرفيش الجش فسوطة وكسرى وكفر سميع".

هم بشر، مثل غيرهم

وقالت جنيت غضبان، وهي اخت لصاحبة احتياجات خاصة : " قال الله تعالى في كتابه العزيز : وان يمسك الله بضرٍ فلا كاشف له الا هو وان يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم ،صدق الله العظيم ، وبدوري اؤمن واقول انه على الانسان ان يتقبل ما اسبغ الله عليه من انعام بالقبول والرضى والتسليم ، فإنني لا ارى بأبنائنا فلذات أكبادنا ذوي الاحتياجات الخاصة إلا نعمه ومنحه من الله عز وجل فهو (يضع سره بأضعف خلقه) ، بل هم أمانه في أعناقنا، يجب علينا كأهل أن نعتني بهم أيما اعتناء ، وأن نرعاهم ونعزز لديهم ثقتهم بأنفسهم ونساعدهم على أن يكتشفوا ذاتهم ويتعرفوا على قدراتهم وميزاتهم ، وأن نبعث بهم روح الانتماء لمن حولهم مع علمي أنهم جداً محبين ومتعاطفين مع كل من يحيطهم ،أهل ،أخوة ، عائله ،جيران ، فأنا أتطلع وأتوق لأن أرى عائلاتهم الصغيرة والكبيرة وكل المحيطين بهم يعاملوهم كما يجب ويقدموا لهم المحبة والرعاية ، ويتعايشوا معهم تماماً كتعايشهم مع اي انسان عادي آخر ،فهم بالرغم من اختلاف شكلهم أو تصرفاتهم ،هم بشر كباقي البشر ،لهم مشاعر وأحاسيس لديهم متطلبات واحتياجات ، علينا جميعًا العمل على تلبية هذه المطالب والرغبات وتوفير العيش الرغيد والحلم السعيد والأمل الجديد . والله ولي التوفيق ".

المركز افتتح بعد جهود جمه

وفي حديث لمراسل موقع بكرا مع مديره مكتب الشؤون الاجتماعي السيده نورا علي قالت" : مركز التشغيل المهني حرفيش هو اطار مهني من ضمن اطارات عديده يديرها مكتب الرفاه الاجتماعي بقرية حرفيش ، المركز اقيم بمبادرة من السيدة نورا غضبان علي مديره مكتب الرفاه الاجتماعي وبمساعدة طاقم العاملات في المكتب حيث لوحظت نسبة الاشخاص ذوي الاعاقات العقلية في القرية والذي يبلغ عددهم حوالي ال 60 شخص من كل الاجيال ، المركز افتتح بعد جهود جمه من مكتب الرفاه الاجتماعي والمجلس المحلي وبمسانده تامه من قبل السيد نبيل قبلان المفتش المسؤول من قبل وزارة الرفاه الاجتماعي وقد كانت الانطلاقة بتاريخ 23\5\2005 حيث افتتح المركز بمستوى خدمات منطقيه للقرى حرفيش, كفرسميع , كسرى , يانوح جث, فسوطه والجش ويستقبل شباب من جيل 21 وما فوق ، والذين يعانون من اعاقات عقليه بسيطة، مقر مركز التاهيل المهني في بنايه خاصه بنيت بتمويل المجلس المحلي حرفيش, وزارة الرفاه الاجتماعي وصندوق شليم والتامين الوطني ، ويشغله طاقم مرشدات متخصصات يعملن على مرافقة الطلاب، ارشادهم وتعليمهم ورعايتهم ، مكتب الرفاه الاجتماعي قام ويقوم بعده فعاليات لهذه الشريحة المميزة مثل رحل ورشات عمل وارشاد للأهل وغيرها ".

غادة نمر نمر: اشعر انهم حقيقيين وغير مزيفين

السيدة غادة نمر نمر معلمة لغة عربية وتربية خاصة ومرشدة مهنية منذ 11 عاما في مركز التأهيل المهني في حرفيش قالت في حديث لمراسل موقع بكرا : " منذ 11 عاما اعمل مع شريحة ذوي الاحتياجات الخاصة ، واستطيع ان اؤكد ان الطيبة والبساطة والمشاعر الصادقة موجدة فقط عند هذه الفئة من المجتمع ولا يملكها غيرهم ، اشعر انهم حقيقيين وغير مزيفين في مشاعرهم وحبهم وتعاطفهم ، ويجب ان يكون دعم كبير لهذه الشريحة من قبل السلطة والمؤسسات ، هناك العديد من هذه الفئة لديهم مواهب عديدة منها الغناء والعزف وغيرها ، فمثلهم مثل جميع ابناء البشر ، فعلى المجتمع ان يحافظ عليهم لانهم يملكون اسمى معاني الصدق والمحبة وهم خير لمجتمعنا ".

ورود رباح: هذه الفئة هي جزء لا يتجزأ من المجتمع

اما السيدة ورود رباح تعمل منذ عامين مرشدة في مركز التأهيل المهني قالت في حديث لمراسلنا : " على المجتمع ان يهتم بهذه الشريحة اكثر واكثر ، نلاحظ في مجتمعنا انه اصبح هناك نوع من الوعي بخصوص ذوي الاحتياجات الخاصة ، ولكن هذا غير كاف ، يجب التوعية اكثر واكثر ، لان هذه الفئة هي جزء لا يتجزأ من المجتمع ، نلاحظ ان بعض الاشخاص ينظرون الى هذه الفئة بنظرة شفقة ولكن هذا خطا كبير يجب تشجيعهم بكل ما يفعلون ، ونطالب بان يكون دعم اكثر من قبل المؤسسات والسلطات لهذه الشريحة "

 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]