بالتنسيق المستمر بين بلدية الطيرة والمعهد العربي اليهودي التابع لبيت بيرل، استقبل رئيس بلدية الطيرة المحامي مأمون عبد الحي في قاعة البلدية صباح يوم الثلاثاء 1/12/2015 ، وفداً كبيراً مؤلفاً من صحفيين وإعلاميين يُمثلون دول مختلفة من أمريكا اللاتينية، في إطار التعارف وتسليط الضوء على مدينة الطيرة كنموذج لمدن وقرى فلسطينيي 48، من خلال التعرف على الجوانب المختلفة للحياة الاجتماعية والسياسية والثقافية داخل المجتمع العربي والدولة. وقد شارك في هذا اللقاء الذي يُعتبر الثاني خلال ثلاث سنوات، العشرات من رجال ونساء الأعلام لدول عديدة مثل البرازيل، الأرجنتين، البيرو، البارغواي، غواتيمالا، فنزويلا، المكسيك، تشيلي، الأورغواي وغيرها.

شارك في استقبال الوفد اللاتيني الى جانب رئيس البلدية مستشاره السيد خالد عقفة، السيد زهير عبد الحي مدير وحدة النهوض بأبناء الشبيبة، السيد ثائر عبد الحي رئيس بلدية الطيرة الأسبق، والسيدة إخلاص قشوع مديرة مشروع المتناس في الطيرة. وقد رحّب بدايةً رئيس البلدية في كلمة له بوفد الإعلاميين لأمريكا اللاتينية الذين يمثلون شريحة واسعة في بلدانهم، شاكراً اهتمامهم بعكس الصورة الحقيقية لجمهورهم بشكل مباشر دون وسيط. وقد قدّم كالعادة شرحاً عن مدينة الطيرة تناول فيها الجوانب السياسية والاجتماعية والاقتصادية والتعليمية، متطرقاً إلى الوضع العربي داخل الدولة وما يعانوه كمواطنين وبلديات من إجحاف وتمييز بالرغم من كونهم يمثلون 20% من نسبة السكان.

خلال اللقاء طُرحت العديد من الأسئلة والاستفسارات التي تركزت على العديد من الجوانب التي تعتبر مُبهمة وغامضة بالنسبة للمتابع اللاتيني الذي يريد أن يتعرف على تفاصيل المشهد العام للمواطنين العرب الفلسطينيين داخل اسرائيل، ولهذا تطرق الإعلاميون في تساؤلاتهم إلى جميع الجوانب الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في الطيرة بشكل خاص والبلاد بشكل عام.

رئيس بلدية الطيرة المحامي مأمون عبد الحي أجاب بإسهاب على جميع الأسئلة، وعرّفهم على معظم الأمور الغامضة وغير الواضحة بالنسبة اليهم، وخصوصاً وضع العرب في اسرائيل والمواقف السياسية التي تتبناها الجماهير العربية عن طريق لجنة المتابعة والأحزاب المتمثلة داخل الكنيست من خلال الأعضاء العرب. كما وتحدّث عن الميزانيات التي تُجبى وتُخصص للبلد وحالة الإجحاف اللاحقة بالبلدات العربية من حيث الميزانيات المخصصة لهم من قبل الدولة والتي تكون عادة أقل بكثير من مثيلاتها للوسط اليهودي ومنها الميزانيات المخصصة للتعليم والطلاب، وشرح للوفد عن طريقة إدارة البلدية ودور المعارضة وعدد الموظفين والخدمات التي يقدمونها للمواطنين، كما تحدّث عن مشاركة العرب في الانتخابات والوضع الصعب الموجودين فيه كوننا داخل صراع بين أبناء شعبنا ودولتنا، مؤكداً أنّنا فلسطينيين عرب مواطنين في هذه الدولة. وأوضح عبد الحي كيف جرى التقسيم بين الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية عام 48، والعلاقة التي نشأت بين الفلسطيني داخل وخارج حدود الدولة، وعن العلاقة الصعبة مع العرب بشكل عام الذين لم يتعاملوا معهم لعشرات السنين لأسباب مختلفة مما زاد في حالة العزلة التي عاشها هذا المواطن إضافة لعزلته داخل دولته، أيضا تحدّث عن الفصل بين الدولتين والجدار العازل الذي فصل العوائل الفلسطينية الواحدة وصعّب سير الحياة فيها مُخلفاً ورائه أزمات وحالات إنسانية صعبة. كما وأوضح الأمور المتعلقة بمشاركة العرب في الانتخابات واختيار ممثليهم، وعن إشكالية التواجد داخل الائتلافات الحكومية بنفس الوقت الذي يتم فيه الاعتداء على الشعب الفلسطيني وعدم إعطائهم الحق في إنشاء دولتهم المستقلّة، وعن وضع المرأة الفلسطينية ودورها في الحياة الاجتماعية والسياسية واستلامها للعديد من المناصب الإدارية في الطيرة وغيرها بالرغم من انّ اغلبهن غير عاملات. كما وأكّد أن العرب بشكل عام طبقة فقيرة يعملون بشكل قانوني ويدفعون الضرائب بشكل كامل، ولكنهم في نفس الوقت لا يحصلون على نفس الخدمات والمزايا لأسباب مختلفة أهمها عدم أدائهم للخدمة العسكرية التي قد تضعهم في مواجهة مع أبناء الشعب الفلسطيني، ناهيك عن وجود معيقات مختلفة في رفض تشغيل العرب ببعض الأماكن وعدم السماح لهم باستلام مناصب في إدارات ومؤسسات مختلفة.

خلال اللقاء قدّم السيد ليران جيرسي المدير العام لجمعية (تعادل) نموذجاً عن البرامج والفعاليات التي تُقام داخل الدولة والتي تهدف لترسيخ التعايش بين اليهود والعرب من خلال مشاريع مختلفة، حيثُ استعرض مشروع مشترك يقومون بتنفيذه بين الطلاب برعاية المتناس يقوم على رفع مستوى التعليم عن طريق كرة القدم، ومساعدة طلاب الجامعات بالتعاون مع المدارس اليهودية، والعربية حيثُ شاركت العام الماضي ثلاث مدارس ابتدائية من الطيرة النجاح، العمرية، والابتدائية (و).

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]