استقبل المرشد الأعلى الإيراني، قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي خامنئي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والوفد المرافق له.

وكان الرئيس بوتين قدم الى العاصمة الايرانية طهران ظهر اليوم الاثنين، في زيارة ستشمل جملة من اللقاءات الثنائية مع قادة الدول المشاركة في قمة الدول المصدرة للغاز الثالثة المنعقدة في طهران.

هذا وسيبحث الرئيس بوتين مع الجانب الايراني خلال الزيارة قضايا التعاون الثنائي في مجالات التجارة والاستثمار والطاقة النووية والنفط والغاز، اضافة الى تعزيز التعاون في المجالات الدفاعية.

كما سيبحث الجانبان مختلف القضايا الدولية والاقليمية، ومنها الأزمة السورية، ومكافحة الإرهاب وخاصة التنظيم الارهابي "داعش" حيث تدعو موسكو منذ عدة اشهر الى تشكيل تحالف موسع يضم ايران بهدف محاربة "داعش" في سوريا.

الزيارة الأهم لبوتين هذا العام

زيارة فلاديمير بوتين إلى طهران ربما هي الزيارة الأهم التي يقوم بها الرئيس الروسي إلى دولة أجنبية هذا العام. حيث التقى سيد الكرملين مع المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية السيد علي خامنئي... لقاء يوصف بالمهم، فيما يتعلق بآفاق العملية العسكرية الروسية في سوريا، ومستقبل الرئاسة في سوريا، ونتيجة الحرب على داعش. إذاً هو لقاء لضبط عقارب الساعة بين الشريكين، قد يسمح بتبني موقف مشترك من الانذار الأميركي الذي خلص إلى تخيير موسكو وطهران بين الوقوف في خندق واحد مع الأسد، وبين الانخراط في تحالف واشنطن ضد داعش.

موسكو ستطلب من طهران تكثيف الدعم العسكري على الأرض للأسد:

وقال رجب صفروف، رئيس مركز دراسة ايران المعاصرة: "من الواضح أن الغارات الجوية التي تستهدف البنى التحتية للارهاب ليست كافية لتحقيق انتصار تام على داعش وسواها، لذا لا بد من القيام بعملية برية"، مضيفاً "وهنا تحديداً يكمن الدور الايراني الحاسم في المعركة".
وأشار صفروف إلى أن "روسيا بحكم عقيدتها العسكرية لا تستطيع إرسال قوات برية"، لافتاً إلى أن "ايران بصفتها الحليف الأول لسوريا يمكن أن تفعل ذلك لأن داعش يشكل خطراً مباشراً على الجمهورية الإسلامية".

طهران أقنعت موسكو بأن ثمة مؤامرات تحاك ضدها:

لم يعد سراً أن موسكو أقدمت على العمل العسكري في سوريا بعد مباركة إيرانية وتعهد منها بمضاعفة الدعم على الأرض للجيش السوري المقاتل. ولم يعد خافياً أن دور ساعي البريد بين المرشد والرئيس أداه قائد فيلق القدس قاسم سليماني.

يقال إن الجنرال الايراني الذي يحظى بثقة السيد خامنئي نقل إلى بوتين رسائل دفعت الكرملين إلى الاسراع في قرار التدخل عسكرياً. ثمة معطيات أن الإيرانيين كشفوا للروس مخططات نقل النشاط الإرهابي إلى روسيا بتدبير دول إقليمية وتخطيط مخابرات غربية.

لا بديل للشراكة الاستراتيجية بين موسكو وطهران:
روسيا التي تخلت نهائياً على ما يبدو عن وهم الشراكة الحقيقية مع الغرب، بعد تجربة أوكرانيا، باتت ترى في إيران حليفاً بديلاً يبدو أكثر صدقية وأمانة ومراعاة لمصالحها، ولا سيما لجهة تأمين خاصرتها الجنوبية من الخطر الإرهابي. حقيقة سارع إلى الاقرار بها فور عودته من طهران أكبر صقور الكرملين دميتري روغوزين، الذي يدير في الحكومة الروسية ملفات التصنيع العسكري وتكنولوجيات الطيران والفضاء، أي تلك الملفات التي تعني إيران الماضية قدماً إلى احتلال الريادة الاقليمية.

تلاقي المصالح الجيوسياسية يجعل التحالف الروسي الايراني ضرورة ملحة على مايبدو لمواجهة التحديات الناجمة عن كسر معادلة العالم الآحادي القطب، وتفشي الارهاب المتوحش.

على هذه الأسس يمكن الاستنتاج أن العنوان العريض للقمة الروسية الايرانية إذا هو "التحالف الاستراتيجي المنشود" بين موسكو وطهران.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]