قال الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلة مع قناة "فينيكس" الصينية إن لا جدول زمنياً للقضاء على الإرهاب لأن الأمر لا يتعلق فقط بالتقدم على الأرض بل بالدعم الذي يتلقاه الإرهابيون من بلدان أخرى.
وأكد الأسد أن المجموعات الإرهابية تراجعت خلال الشهر الأول للغارات الروسية وهرب الآلاف من عناصرها إلى تركيا وأوروبا واليمن ودول أخرى.
وذكر الأسد بالمقابل في حوار أجرته معه محطة تلفزيون فينيكس الصينية الأحد 22 نوفمبر/تشرين الثاني أن نتيجة عمليات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة بعد عام من بدئها أن الإرهابيين حققوا الكثير من المكاسب والتحق بهم المزيد من جميع أنحاء العالم.
الروس يعتمدون على القوات البرية السورية
وأوضح الرئيس السوري أن الروس يعتمدون على القوات البرية السورية على عكس الأمريكيين الذين لا ينسقون عملياتهم مع قوات على الأرض، لافتا إلى أنه لا يمكن محاربة الإرهاب من خلال الغارات الجوية فقط .
وأكد الأسد أن وضع قواته على الأرض تحسن بشكل جلي بعد مشاركة سلاح الجو الروسي في محاربة الإرهاب وأنه يحقق تقدما في جميع المناطق.
وعبر الرئيس السوري عن رغبته في عقد حوار سوري جديد بروسيا يكون عنوانه موسكو 3، مشيرا إلى أن حكومته مستعدة لذلك بغض النظر عن مؤتمر فيينا او أي مؤتمر آخر، لافتا إلى أن روسيا تقود النشاط السياسي المتعلق بسوريا على الساحة الدولية.
المعارض لا يحمل سلاحًا، من يحمل سلاحًا ضد دولته إرهابي
وأشار الأسد إلى عدم وجود مجموعات معارضة ملموسة في بلاده، مضيفا مخاطبا محاورته أن "تعريف مجموعة المعارضة.. لا تعني مقاتلين.. عندما تتحدثين عن المعارضة فإن ذلك مصطلح سياسي وليس مصطلحا عسكريا.. عندما تحملين رشاشا.. فأنت مقاتلة أو إرهابية.. أو سمي ذلك ما شئت.. لكنك لا تستطيعين إطلاق اسم معارضة على أشخاص يحملون الرشاشات أو أي نوع آخر من الأسلحة".
وعن داعش، قال الرئيس السوري إن الأمريكيين هم من أعلن "أنثمة دولة إسلامية في العراق تحت إشرافهم أو لنقل تحت الاحتلال الأمريكي.. إذا الأمريكيون هم الذين قالوا ذلك.. لا أحد يستطيع القول إن داعش لم يكن موجودا في العراق أو إنه لم يكن موجودا تحت الإشراف الأمريكي.. هذا واضح"، مضيفا أن "داعش والنصرة انبثقا عن القاعدة في أفغانستان.. وكما قالت كلينتون.. وكما يعرف الجميع.. فقد تم إنشاؤها في أفغانستان لمحاربة السوفييت حينذاك بتمويل سعودي وإشراف وتعليمات أمريكية".
دعم أكثر من نصف السوريين
وردا على سؤال حول سر تمكنه من البقاء في منصبه أكثر مما توقع أعداؤه وخصومه، قال الأسد: "أراد الغرب أن يصور الوضع على أنه مشكلة تتعلق برئيس يرغب بالبقاء في السلطة.. أن يبقى في كرسيه.. وأنه يريد قتل شعبه لأن هذا الشعب يريد التخلص منه.. هذا ليس هو الواقع.. كيف تستطيع البقاء عندما يكون في مواجهتك.. ليس الإرهابيون داخل سوريا وحسب.. بل أقوى وأغنى بلدان العالم.. ورغم ذلك تستمر لخمس سنوات… هذا يعني أنك تتمتع.. على الأقل بدعم أكثر من نصف السوريين".
الرئيس السوري بشار الأسد يقول في مقابلة مع قناة "فينيكس" الصينية إن لا جدول زمنياً للقضاء على الإرهاب لأن الأمر لا يتعلق فقط بالتقدم على الأرض بل بالدعم الذي يتلقاه الإرهابيون من بلدان أخرى.
الأسد: لا جدول زمنيا للقضاء على الإرهاب لأن الأمر لا يتعلق فقط بالتقدم على الأرض بل بالدعم الذي يتلقاه الإرهابيون
دعم "داعش" يأتي من تركيا والسعودي وقطر
وأكد الأسد أن جميع أشكال الدعم المقدم لتنظيم "داعش" الإرهابي يمر عبر تركيا بالتعاون مع السعوديين والقطريين الذين يشكلون "الحديقة الخلفية لـ"داعش" وأن قوة هذا التنظيم المتطرف تأتي من تركيا وبدعم شخصي من أردوغان وداوود أوغلو..
وأشار الأسد إلى أنه لا جدول زمنيا للقضاء على الإرهاب لأن الأمر لا يتعلق فقط بالتقدم على الأرض بل بالدعم الذي يتلقاه الإرهابيون من بلدان أخرى، لأن العديد من الدول في الغرب وفي المنطقة لا مصلحة لها في التوصل إلى حل سياسي وهم يؤمنون فقط بدعم الإرهابيين من أجل إسقاط الدولة السورية لذلك فإنهم يريدون إطالة أمد الأزمة ولا يملكون إرادة محاربة الإرهاب.
نستجيب لأي مقترح في مصلحة الشعب
ولفت الرئيس الأسد إلى أن سوريا كدولة وكحكومة هدفها الرئيسي هو العمل لمصلحة الشعب وهي ستستجيب لأي مقترح جيد، موضحا أن الأمر الأكثر أهمية بالنسبة للسوريين هو أن يكون الدستور والنظام والبلاد بشكل عام "علمانية" التي تضمن حرية الأديان وتستوعب الجميع تحت المظلة السورية، مؤكدا في الوقت نفسه أنه لا يمكن اتخاذ خطوات سياسية ملموسة قبل القضاء على الإرهاب الذي هو مصدر القلق الأكبر لكل سوري.
وشدد الرئيس الأسد على أن العلاقات السورية الصينية مستقرة جدا منذ عقود وهي لم تتأثر بالأزمة ولم تتراجع والاتصالات لم تتوقف بين البلدين. وأشار إلى القيم العظيمة التي تميز الشعب والحكومة الصينية التي انعكست على وزنها الكبير على الساحة الدولية.
وقال "ينبغي استعادة التوازن في العالم ودعم القيم وميثاق الأمم المتحدة وينبغي تصحيح الانحطاط الأخلاقي الذي يعتري السياسات الغربية والذي ندفع ثمنه نحن وهكذا فإننا نتطلع إلى ما سيفعله الشعب والحكومة الصينية لعالمنا في المستقبل القريب منه والبعيد".
[email protected]
أضف تعليق