قام الإسرائيليون مع نهاية الأسبوع الفائت بالتضامن مع فرنسا في أعقاب سلسلة من الأعمال الإرهابية أدت إلى مقتل 129 شخصًا وجرح نحو 352 آخرين، بينهم 99 على الأقل في حالة حرجة جدًا، وفق النائب العام في باريس، الذي لفت إلى أنّ "سبعة إرهابيين قتلوا خلال عملهم الإجرامي، بينهم ستة فجروا أنفسهم".

وكان رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قد أمر كافة السفارات في إسرائيل بتنكيس أعلامها فيما قام رئيس الكنيست، يولي أدلشطين، بالطلب إلى الطواقم إضاءة مبنى الكنيست بألوان العلم الفرنسي، كذلك قامت بلدية تل أبيب بالتضامن مع باريس بإضاءة البلدية بألوان العلم الفرنسي، وقامت بلدية القدس بإضاءة أسوار القدس.

بدورهم؛ غيروا الافتراضيون على الفيسبوك والتوتير صور "البروفايل" إلى صورة خاصة عليها العلم الفرنسي.

الأجدر بفرنسا أن تتضامن مع الشعب الإسرائيلي
ورغم أن الخطوات السابقة قد تظهر أن هنالك إجماع إسرائيلي في طريقة وصورة التضامن مع فرنسا إلا أنّ أصواتًا في العالم الافتراضي برزت تؤكد أن هذا التضامن مبتذل، وأنّ الأجدر بفرنسا أن تتضامن مع "الشعب الإسرائيلي" الذي يتعرض "للإرهاب ايضًا"- حد تعبيرهم، وهنالك من ذكر بالتاريخ الفرنسي ابان الحرب العالمية الثانية وآخرون قرروا "محاسبة" فرنسا لموافقتها على قرار مقاطعة المنتجات الإسرائيلية.

ومن بين تلك الأصوات كان السياسي اليميني، باروخ مارزل، والذي غرّد على التوتير موبخًا: 78 الف يهودي أرسلوا إلى معسكرات الإبادة من قبل النظام الفرنسي، وهذا تذكير لكل المعاتيه المتضامنين مع فرنسا. فرنسا لا-سامية، تدعم العرب، وتتعلم من هم أصدقائها.

إلى النقد السابق أنضم مدير مكتب الصحافة السابق والمختص الإعلامي، أورن هلمان، والذي غرد على التوتير وقال: انا مصدوم من قتل يعقوب ونتنئيل ليفمان ليس أقل من صدمتي من الإرهاب الذي وقع في فرنسا، عليه لن أبدل صورتي إلى العلم الإسرائيلي، سأبقى مع علمي.

الصحافي وكاتب المقالة ايتان زليغر كتب على التوتير وقال في السياق: عوضًا عن إستبدال صورة البروفايل بالعلم الفرنسي كان يتوجب تبديل علم السلام يعلم الحرب دون الهوادة على الإرهاب الإسلامي!.

بدوره، كتب الناشط السياسي اليحاي هيلمان ايضًا وعلق على الموضوع في التوتير: أصدقائي الذي بدلوا صور البروفايل خاصتهم إلى صورة عليها العلم الفرنسي أذكركم أنه أمس وقعت عملية إرهابية في إسرائيل!.

أما مقدم الأخبار في القناة الـ 2، أمير ابغي، فقد قال في رد على الاستهجان بإضاءة أسوار القدس بالوان العلم الفرنسي: لو أن نائبة وزير الخارجية حوطوبيلي طلب بإضاءة أسوار القدس بألوان العلم الفرنسي لبدا الأمر لدى المنتقدين أنه طبيعيّ.

المختص في عالم الإعلانات والتسويق، شلومي اليسيان، بدل صورته على الفيسبوك بصورة شخصية أخرى وقال معلقا في ذات السياق ايضًا: لا علم فرنسا ولا بطيخ، صورتي هي من إنتاج محلي، أزرق وأبيض (الوان العلم)، ما حدث في فرنسا محزن، لكن تعالوا لا ننسى ماذا فعلوا بنا في الأسبوع الأخير (القصد عن قرار وسم المستوطنات والذي أيدته فرنسا).

بغض النظر عما جاء، غالبية المجتمع الإسرائيلي تتضامن مع فرنسا

وتعقيبًا على هذا النقد قال الصحافي يوأب شطيرن لـ موقع "بكرا": أن أغلبية المجتمع الإسرائيلي يتضامن مع الشعب الفرنسي، وهنالك عدد قليل يذّنب المجتمع الفرنسي ويحاسبه تاريخيًا. هنالك آخرين يدعوّن أن فرنسا لم تستطع أن تتصدى للإرهاب. كما وأنّ هنالك من يدعى أن فرنسا تدفع الآن ثمن سياساتها الداعمة للقضية الفلسطينية والشعب العربي والإسلامي.

وأضاف: من الواضح أن ما حدث في فرنسا قد يؤثر على الجاليات العربية والمسلمة وأتمنى أن تقوم فرنسا بإنتهاج العكس، وهو أنصاف تلك الأقليات والحفاظ على الهدوء لأن هذا الحل لتجنب عمليات إرهابية إضافية.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]