اثار حادث مقتل المربية سهى منصور من الطيرة عاصفة من الغضب في الشارع العربي، ما دفع الجمعيات النسائية المختلفة الى الإشارة بأصبع الاتهام نحو الحكومة والشرطة التي لم تأخذ الدور الجدي في تعاملها مع حوادث العنف والقتل ضد النساء وتحديدا النساء العربيات تحت مسميات مختلفة شرعت وأباحت قتل النساء العربيات دون محاسب او رقيب .
واقع عنيف يدنّي من مكانة المرأة في المجتمع
في هذا السياق تحدث مراسلنا على ناشطات وفاعلات في جمعيات نسائية ، حول قضايا الاعتداء والعنف ضد النساء العربيات عامة وحول مقتل المربية سهى منصور خاصة وقالت مديرة جمعية الزهراء النسائية في سخنين وفاء شاهين: لا شك اننا كجمعيات نسائية وكناشطات ونساء بشكل عام نستنكر كل حوادث العنف المستشري في البلاد وخصوصا العنف ضد النساء وبشكل خاص النساء العربيات مهما اختلفت الأسباب والذرائع ، ونرفض بشكل قطعي إعطاء الشرعية او الحق لإنسان ان يزهق روح انسان اخر مهما كانت الدوافع .
وأضافت: للأسف ما زلنا نعيش بواقع يتغذى من جذور ريفية تحمل فكر ابوي والذي يحاول فرض السيطرة الذكورية في مجتمعنا ، وأن يفرض واقع عنيف يدنّي من مكانة المرأة في المجتمع، وهذا ما نرفضه بكل ذرائعه التي تعطى كمسبب لارتكاب جريمة بشعة بحق انسان او امرأة .
وتابعت: نحن نستنكر وبشدة مقتل المربية سهى منصور ، ونرفض بشدة تلك الجريمة البشعة ، ونحن جميعنا نتحمل مسؤولية مسلسل الجرائم وقتل النساء ، نتحمل المسؤولية كمجتمع وكمؤسسات حين نقف مكتوفي الايدي امام مثل هذه الحوادث الخطيرة ، وأيضا نحمّل الشرطة المسؤولية كونها لا تضع الوسائل الصحيحة والمكانيات الجدية في وضع حد لهذه الجريمة ، ونحمّل المسؤولية كذلك لكل انسان في مجتمعنا يلزم الصمت حين وجب عليه ان يقف ويرفض العنف.
من يدفع الثمن هو نحن كأقلية عربية فلسطينية في البلاد
اما نوال حنيف ، مركزة مشاريع للنهوض بمكانة المرأة في سخنين قالت : يصعب علينا التعامل او حتى التفكير في قضايا العنف وقتل النساء كأمر عادي او حادث طبيعي ، فالواقع ليس كذلك ، وهذا ما يشعرني بالغضب والحزن اننا في القرن الـ21 وما زلنا نعيش بعقلية وبفكر كان يجب ان ينتهي منذ مئات السنين ، فقتل النساء ووأدهن قد ولّى منذ الجاهلية .
وأضافت نوال : يكفينا كأقلية عربية في البلاد ما نعيشه، فنحن نعيش الامرين، من ناحية نعاني من سياسة عنصرية متطرفة ممنهجة لتهويدنا كعرب فلسطينيين في الداخل، ومن ناحية أخرى تسعى الحكومة الى تنفيذ مخططاتها بتهودينا من خلالنا نحن ، حين تستعملنا أداة قتل نستعملها ضد بعنا ، وادخالنا في دوامة عنف لا نستطيع الخروج منها ، وبالتالي نكون قد انجزنا جزء من المخطط الإسرائيلي ، وبهذا من يدفع الثمن هو نحن كأقلية عربية فلسطينية في البلاد .
وتابعت : هنالك تباين واضح في نسبة تنفيذ قتل النساء والعنف بشكل عام من منطقة لأخرى ، فعلى سبيل المثال غالبية حوادث القتل والعنف ضد النساء هي داخل المدن المختلطة والمدن الواقعة اكثر في منطقة الجنوب المثلث ، وهي المناطق الأكثر قربا لمجمعات السكن اليهودية ، بينما في الشمال وتحديدا في منطقة البطوف نسبة العنف والجريمة ضد النساء هي اقل ، وهنا تتضح فعلا ان هناك سياسة ممنهجة من اجل اخلاء السكان الاصلانيين العرب من بيوتهم .
وقالت : الشرطة هي شريك في ارتكاب الجريمة وتفشي العنف في مجتمعنا ، فحين لا يتم القبض على المجرم لمجرد ان الضحية عربي او تخفيف الحكم على منفذ جريمة قتل معينة فهذا يزيد من نسبة العنف والقتل في مجتمعنا ، وهذا ما ترجمته الاحداث المختلفة مؤخرا ومن بينها حادث مقتل المربية سهى منصور من الطيرة ، وغيرها من النساء العربيات .
[email protected]
أضف تعليق