تظاهر جمهور واسع اليوم السبت في الطيرة، استنكارا لجريمة قتل المربية سهى منصور، بمشاركة قيادات المجتمع العربي ومدينة الطيرة، ورفع المشاركون الشعارات المنددة بالعنف المجتمعي وظاهرة قتل النساء، وتقاعس الأجهزة الإسرائيلية، ودعا رئيس لجنة المتابعة محمد بركة الى اقامة طاقم شعبي لمتابعة كل واحدة من الجرائم التي ترتكب. في حين انتقد رئيس بلدية الطيرة مأمون عبد الحي تقاعس الشرطة في ملاحقة المجرمين.
وشارك في التظاهرة، رئيس لجنة المتابعة للجماهير العربية محمد بركة، والنواب من القائمة المشتركة أيمن عودة ومسعود غنايم وعايدة توما سليمان وحنين زعبي وباسل غطاس وعبد الله أبو معروف، ورئيس بلدية الطيرة مأمون عبد الحي، وقيادات حزبية، وشخصيات اجتماعية وجمهور واسع. وبعد التظاهرة توجه المشاركون في مسيرة الى بيت المغدورة لتقديم واجب العزاء.
وافتتح الكلمات، القائم بأعمال رئيس بلدية الطيرة المحامي سامح عراقي، الذي استنكر الجريمة، محملا السلطات المسؤولية كاملة كما دعا إلى تحصين مجتمعنا أمام هذه الظواهر، وأشار إلى أن بلدية الطيرة تعمل في الآونة الأخيرة على احياء النشاطات الثقافية الهامة لتجنيب أبناء البلدة أوقات الفراغ وتوفير الأطر لهم.
وانتقد رئيس البلدية، مأمون عبد الحي في كلمته، استهتار الشرطة بالمواطنين وسلامتهم قائلا إن الشرطة تتستر على عشرات المجرمين المعروفين بشكل واضح وتبقيهم طلقاء أحرارا، وطالب بتطبيق القانون بشكل فوري.
وقالت عهود شبيطة، باسم اللجنة المحلية لمكافحة العنف، إن هذه التظاهرة على أهميتها يجب ان لا تكون الا الخطوة الأولى، نحو بناء برنامج تكاملي تام لمواجهة العنف في الطيرة، وأشادت شبيطة بشخصية المرحومة سهى منصور وبعطائها لبلدها وأهلها.
وكانت الكلمة لرئيس المتابعة بركة وقال، صحيح أن قتل المربية سهى منصور هو كارثة لعائلتها، ولكنه أيضا كارثة للمجتمع بأسره، وإلى جانب ما أكدنا عليه من مسؤولية المؤسسة الحاكمة عن انتشار العنف وانتشار السلاح وعدم معاقبة المجرمين، وعن التراكم في مدينة الطيرة بالذات، التي من أصل 33 جريمة قتل، لم تتم محاكمة سوى الجناة في جريمتي قتل، وهذا وضع لا نستطيع التعايش معه.
وعلينا أن نقول كلاما آخر وواضح، نحن كمجتمع لا نقوم ما يجب أن نقوم به، فصحيح أن هناك اجماع على رفض هذه الجرائم، وصحيح أن امكانياتنا للرد على هذه الجريمة أو تلك، تبدأ بعد وقوعها لأنه ليس لدينا الامكانيات بأن نعلم قبل وقوعها للأسف، ولكننا نستطيع أن نعمل على تجفيف المستنقع الذي تنمو عليه هذه الأعشاب السامة والمجرمة.
وقال بركة، آن الأوان أن نجلس في كل حي وفي كل بلد وعلى صعيد المجتمع ككل، ونعلن أن من يحمل السلاح غير مرغوب به في مجتمعنا، وليس مرغوبا به في أعراسنا، ويجب أن نخلق رأي عام ضد هذه المظاهر، كما علينا أن نخلق رأي عام لضمان التكافل الاجتماعي لصيانة وحماية الأمن الشخصي، فنحن لا نملك شرطة ولا سجون، ولكننا نملك أخلاق مجتمعية وموقف جماعي، نحن نستطيع أن ننبذ من مجمعتنا هؤلاء المجرمين وهذه العصابات، فهم معروفون بأسمائهم وعناوينهم، وهم يعتمدون على الخوف فينا.
وتابع بركة قائلا، أما على صعيد العنف ضد المرأة، فهناك كلام آخر، لأن من يرتكب تلك الجرائم ليسوا بالضرورة من ذوي الخلفيات الجنائية، بل ممن مصابون بالتخلف الاجتماعي والعصبية المتخلفة البدائية التي لا مكان لها، وهذا موضوع تربية يجب ان نهتم به، على عدة صُعد.
واقترح بركة اقامة طاقم شعبي بعد كل جريمة لمتابعتها كي لا نعطي للسلطة الحاكمة فرصة للتهرب من الوصول الى الجناة وتقديمهم للمحاكمة.
[email protected]
أضف تعليق