ما زال كتاب التربية الدينية الذي حضرته الطفلة دانية جهاد حسين إرشيد (17 عاما) استعدادا لامتحانات نصف الفصل الدراسي في مكانه، فلم تسعفها صرخاتها أنها لا تحمل سكينا من رصاصات جندي إسرائيلي استهدفها وعلى ظهرها حقيبتها المدرسية.

ودعت دانية مدرستها التي كانت تستعد للتخرج منها نهاية هذا العام، برقصة في ساحتها أمس تحت المطر، قبل أن تغتالها رصاصة محتل قرب بوابة الحرم الإبراهيمي في البلدة القديمة بمدينة الخليل، لتنزف على الأرض ساعات طويلة دون تقديم الإسعاف لها.

طالبات الصف الثاني عشر الأدبي، الثلاثين، في مدرسة الريان الثانوية، وزميلات إرشيد وقفن في ساحات المدرسة بلا كلمات، حملن العلم الفلسطيني، لوحن به، غرسن شجرة أسمينها باسم زميلتهن الشهيدة، بكينها، ثم تعاهدن على الجد والاجتهاد ليحققن حلمها بالنجاح في امتحان الثانوية العامة لهذا العام.

زميلة الشهيدة على المقعد الدراسي رنيم الهشلمون قالت إن خبر استشهاد دانية كان بمثابة الصدمة لها.

'كنا نتعاهد كل يوم أننا سنبقى صديقات إلى الأبد، وكل فترة كنا نتذكر ما مر بنا على مدار سنوات دراستنا معا، وعدنا بعضنا بالنجاح بامتحانات التوجيهي ودراسة هندسة الديكور، فهي كانت تجيد الرسم ووعدتني أنها ستساعدني في الفروض الجامعية، رحلت وأنا سأكمل العام الدراسي وحيدة على مقعدنا'، قالت الهشلمون.

وحسب وزارة الصحة، فقد بلغت حصيلة الشهداء منذ بداية الشهر الجاري 61 شهيدا، منهم 14 طفلاً.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]