علق الخبير في شؤون القدس الدكتور حسن خاطر على مزاعم نتنياهو " بالحفاظ على الوضع الراهن " في الأقصى ومحيطه على أنه محض كذب وتضليل ، مشيرا الى أن نتنياهو استخدم مصطلحا تاريخيا له دلالاته المعروفة ومعناه المحدد وهو "ستاتيكو" الذي يعني في القدس " ابقاء القديم على قدمه " أو "الحفاظ على الوضع الراهن " والوضع الراهن هنا يعني ما كان عليه حال المدينة والأقصى أيام الدولة العثمانية ، لأن أصل المصطلح وبدايات استعماله ترجع الى تلك الحقبة الزمنية ، حيث تم التوافق بين جميع القيادات الدينية في حينه وتحت سلطة الدولة العثمانية الحاكمة، على الحفاظ على تلك الصورة القائمة، التي من شأنها أن تحفظ حقوق الاديان والطوائف، وأن تحمي المعالم التاريخية والدينية، وأن تصون هوية الاماكن والمقدسات وتبعيتها الادارية، وكذلك الادوار والصلاحيات الدينية والتاريخية للجميع .

وقال الدكتور حسن خاطر أن التوافق على قانون "ستاتيكو -ستاتس كفو" في القدس كان من اجل حفظ الأمن والاستقرار للمدينة المقدسة وأهلها وللمنطقة والعالم أجمع ،لأن القدس مدينة مقدسة لجميع الديانات السماوية ووضعها على درجة عالية من الحساسية ،ويمكن لأي مساس - غير مسؤول - بوضعيتها أن يزعزع أمنها وأمن المنطقة والعالم أجمع .

وأكد الدكتور خاطر أن ما شهدته وتشهده المدينة المقدسة والاراضي الفلسطينية عموما من انتفاضات وثورات مستمرة ، انما هو نتيجة اخلال الاحتلال بقانون "ستاتيكو" وعدم اكتراثه بحقوق المسلمين المقدسة ، مشيرا الى أن ثورة البراق عام 1929م كانت بسبب اعتداء اليهود على ساحة البراق الاسلامية التابعة للمسجد الأقصى المبارك ، مؤكدا أن الاحداث منذ ذلك التاريخ الى اليوم لم تهدأ بسبب استمرار انتهاك الاحتلال لذلك القانون الذي كان بمثابة صمام امان أساسي للمدينة المقدسة .

وقال ان محاولة نتنياهو الضرب على وتر هذا القانون من خلال زعمه أنه مستعد " للحفاظ على الوضع الراهن في الأقصى " انما هو كذب وتلاعب بالالفاظ ،ومن الواضح أنه يقصد " الحفاظ على الوضع الذي صنعه الاحتلال " وليس "الوضع الذي كان عليه حال الأقصى والقدس قبل الاحتلال " وبالتالي لا توجد أية علاقة بين الدلالة التي يعنيها ذلك القانون التاريخي "الحفاظ على الوضع الراهن " وبين ما يقصده نتنياهو .

وقال خاطر ان "الوضع الراهن " الذي يقصده نتنياهو ،هو الوضع القائم اليوم بما يتضمن من حفريات مستمرة تحت اساسات الأقصى ، واعمال هدم وبناء في ساحة البراق ، وتطويق للأقصى بأكثر من ثمانين كنيس يهودي

وحفر وافتتاح الانفاق تحت اساسات البلدة القديمة واسوار الأقصى ،وفتح ابواب الأقصى على مصراعيها امام اليهود ،ومنع المسلمين من الدخول والصلاة في مسجدهم ،وانتهاك حرمة الأقصى والمصلين من خلال كاميرات المراقبة والتحكم الكامل في مداخله ومبانيه ....والقائمة طويلة ،والمختصون يدركون أن هذه التغييرات الجذرية والانتهاكات الخطيرة والمستمرة لم تترك أي معنى لقانون "ستاتيكو" الذي كان سائدا قبل الاحتلال.

وبين الدكتور حسن خاطر أن انتفاضة القدس وما تشهده الاراضي الفلسطينية اليوم ما هو الا رفض صريح وواسع لـ "ستاتيكو نتنياهو" الذي يحاول ان يفرضه على المدينة ومقدساتها ، فالانتفاضة هي الرفض القاطع والرد الحاسم على محاولة فرض " الوضع الراهن " على الأقصى ، وان كانت مصطلحات نتنياهو قد نجحت في خداع وتضليل سياسيين كثر ، فانها لم تنطل على أطفال القدس وفلسطين ، وعلى كيري والادارة الامريكية أن يسعوا الى اعادة "ستاتيكو القدس " لا أن ينهمكوا في تسويق "ستاتيكو نتنياهو " الذي يعني مزيدا من اشعال المنطقة وليس القدس والاراضي الفلسطينية وحدها .

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]