وجهت مجموعة من الاخصائيين التربويين والنفسيين عبر صفحة التواصل الاجتماعي- "سيكيولوجيين من اجل المجتمع" رسالة خطية الى أهالي التلاميذ في المدارس الاهلية والذين لم يعودوا الى مقاعد الدراسة حتى الان بسبب الاضراب الذي تخوضه هذه المدارس منذ 19 يوما. حيث حذرت مجموعة الاخصائيين في رسالتها من تبعيات الخطوات الاحتجاجية التي تقوم بها المدارس الاهلية والاهل وتأثيراتها السلبية على التلاميذ وخاصة الأطفال منهم في حال لم يتم التعامل معها كما يجب وشرحها بالطريقة الأمثل للتلاميذ.

دور الأهل على ترتيب عالم الطفل لما يحدث 

واكد المختصون في رسالتهم بانه هناك دور مهم للاهل في مساعدة الطفل على ترتيب عالمه في ظل ما يحدث من خلال محادثة واضحة وقصيرة حول أسباب الاضراب والخطوات التي اتخذت حتى الان والخطوات المستقبلية دون ذكر اراء او اقاويل الى جانب تويهات وارشادات عدة شهدتها الرسالة للاهل.

هزام جبران: خطوة تسجيل الطلاب في مدارس حكومية سببت لهم البلبلة

مراسلة موقع بُـكرا تحدثت مع أحد المبادرين لهذه الخطوة - هزام جبران ، وهو مختص نفسي تطوري وتربوي حيث عقب قائلاً: " بسبب التغييرات التي يمر بها الأهالي المضربين مع أولادهم في المنزل قمنا بتوجيه إرشادات في كيفية التعامل مع الأولاد وهي عبارة عن شرح ما يحدث، فالى حانب الفعاليات النضالية والنشاطات الرائعة التي يشهدها هؤلاء الطلاب هناك أيضا جانب اخر من النضال، حيث ان التلاميذ يعانون من جلوسهم في المنزل في حين ان سائر الطلاب قد بدأوا بالتعليم.

وتابع موضحا: هناك صورة غير جميلة ممكن ان يراها الأولاد في المنزل وتسبب لهم البلبلة مثل عملية ذهاب أولاد اخرين الى المدرسة وهم لا، الى حانب الخطوات الاحتجاجية التي قمنا بها حيث ذهبنا لتسجيل أولادنا في مدارس حكومية مما سبب البلبلة والامتعاض لدى عدة طلاب لم يفهموا القصد من هذه الخطوة .

القصد هو تحذير الاهل في خطواتهم الاحتجاجية في الرسائل التي يقومون بايصالها الى الأولاد وخاصة هؤلاء الذين يكونون في سن ليست لديهم القدرة لتحليل وفهم الأمور على صورتها وهيئتها، لذلك يجب الوعي وتفهم احاسيس الأطفال والانتباه لهم في هذه المرحلة النضالية.


اميره شهلا: خطوتنا هدفها ان تساعد الاهل في التعامل مع البلبلة والفراغ الناتج عن الإضراب والذي ممكن ان يؤدي الى ردود فعل عاطفيه وسلوكيه صعبه.

وبدورها قالت المختصة النفسية في المجال التربوي والإكليني - أميرة شهلا لـ "بكرا": نحن عبارة عن مجموعة من الاخصائيين من المجال التربوي، نعمل ونناقش مواضيع عده وبتواصل دائم. قمنا بافتتاح صفحة فيسبوك بعنوان "سيكولوجيين من اجل المجتمع" لطرح ازمة المدارس الاهلية والطلاب المضربين. شعرنا انه لنا دور مهم في ما يحدث وبعد المشاركة بالمظاهرات والاعتصامات وبعد رؤيتنا للروح الإبداعية الجميلة التي وجدت في المظاهرات، شعرنا بالتوتر وعلامات القلق لدى الاهل والتلاميذ بسبب استمرارية الإضراب وعدم معرفة نهايته. رأينا خيبة الأمل عند الأطفال اللذين كانوا متشوقون للترفع للصف الأول. ولاحظنا صعوبة ايجاد اطر تحوي التلاميذ، الى جانب تخوف التلاميذ الأكبر سنا من موضوع امتحانات البجروت القريبه. لذلك قررنا التعامل مع هذه القضية والأوضاع كاخصائيين، وان نعرض توصياتنا وخدماتنا للمدارس والاهل والطلاب في هذه الفتره الحرجه، خصوصا ان المدارس الاهلية لا تحظى بخدمات نفسيه تربويه من البلديات والمجالس الحكوميه كما هو الحال في المدارس الحكومية.

وتابعت: نصحنا الأهالي بان تعطي مجال للأولاد بالتعبير عن مشاعرها بعدة طرق، وتقبل مشاعرهم وردود فعلهم. ارى ان الطواقم التربويه تعمل بشكل جميل في خييم الاعتصام في هذا الموضوع فهنالك فعاليات تعبير من خلال الرسم واللعب وكتابة الشعارات والمواهب المختلفه لدى الطلاب. ننصح بمساعدة اطفالنا على سرد الحقائق حول القضيه الحاليه لنفسهم بدون الاقاويل والتشويهات التي تبثها وسائل الاعلام. وننصح الاهالي ببناء برنامج يومي متوقع للطفل قدر الامكان. كل ذلك يقلل من البلبلة والفراغ والصعوبات العاطفيه الناتجه عن حالة الاضراب التي نواجهها اليوم.

 

أحببت الخبر ؟ شارك اصحابك
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]