"بادلني كتابك"، مبادرة مميّزة بروح شبابيّة

ما زال معرض "بادلني كتابك" مستمرًا في تقديمه يد العون لاهالي ام الفحم والمنطقة علمًا أنه المعرض الثاني على التوالي والذي اشرفت وعملت مجموعة مبادرون على افتتاحه بالتعاون مع بلدية ام الفحم وذلك للتسهيل على العائلات، المستورة بالاساس، اعباء دخول العام الدراسي وما يرافقه من شراء الكتب والقرطاسيات.

واشار عدد من الشباب والفتيات المبادرون والذين خصصوا وقتهم للعمل الخيري بالتواجد في معرض "بادلني كتابك"، ان الاقبال لهذا العام منقطع النظير من قبل كافة شرائح المجتمع الفحماوي بغض النظر عن وضعهم الاقتصادي.

عارف بشير: تلقينا مئات طلبات الانضمام للمساعدة 

واكد الشاب المبادر عارف بشير ان: الاقبال لهذا العام منقطع النظير، من قبل كافة شرائح المجتمع الفحماوي، حيث يعمل معرض "بادلني كتابك" على توفير الكتب والقرطاسيات باسعار رمزية، لكافة الاهالي، دون استثناء، وذلك في محاولة منا في مجموعة مبادرون ان نخفف العبء عن العائلات ميسورة الحال بالاساس وخاصة في ظل الاوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمر فيها البلاد والوسط العربي بشكل خاص، ولهذا رأينا انه من واجبنا ان نقوم بهذا العمل الخيري، وفعلا بفضل الله رأينا الطاقات الكامنة الموجودة في مدينتنا في ام الفحم، حيث تلقينا مئات الطلبات من شباب وفتيات يرغبون بالتطوع والمساعدة على انجاح المعرض، وهذا يدل على مدى الخير الموجود في مدينتنا ام الفحم.

فداء محاجنة: عشت هذه التجربة كطالبة، وانا ايعشها اليوم ولكن مع امكانية للتغيير

وعن اسباب خروج الشباب والفتيات ومنح وقت عطلتهم او راحتهم في سبيل انجاح هذا المشروع فقد قالت الشابة المبادرة فداء محاجنة قائلة: كنت اعيش هذه التجربة كطالبة في كل عام، وارى صعوبة الامر على عائلتي والعديد من العائلات، واليوم وبعد تعليمي الثانوي احاول ان اساعد من هم بحاجة إلى مساعدة حتى اوفر قسم من معاناتهم.

وقالت: انا واحدة من المبادرين الذين شعروا بصعوبة الوضع الذي يمر فيه مجتمعنا اليوم وبالذات ان اسعار الكتب باتت خيالية وذلك عدا عن تجديد المنهاج الدراسي في كل عام، بالاضافة الى الكتابة والتصليح على الكتب، الامر الذي يحول دون مشاركة الكتب بين الاخوة، من هنا رأينا انه يجب علينا منح الناس امكانية مشاركة الكتب بدل من ان يبقى على الرف دون استعمال، فلربما يكون على رف شخص اخر يمكنه ان يستفيد منه.

كما واشارت فداء محاجنة الى ان معرض الكتاب ليس مفتوح فقط للعائلات الفقيرة، بل لكافة شرائح المجتمع على الاطلاق، وعن تأثير المعرض عليها بصورة شخصية فقد قال: لقد رأيت قيمة التطوع، ففكرة مبادرون تعتمد على فكرة ماذا يمكن ان يقدم البعض للكل، ولكن في هذا المعرض رأينا ما هي قيمة ان يعطي الكل للكل ومن هناك خرجنا بالعديد من الهاشتاغات المميزة عبر صفحات الفيسبوك والتي لاقت رواجا فظيعا، واهم ما في الامر اني لم اعد العب دور المتفرجة، بل اصبحت العب دور المساعدة التي تنقل العطاء من شخص الى اخر.

الشاب انس رباح: العديد من المكتبات تبرعت لنا بقرطاسيات وكتب

اما الشاب انس رباح فقد اشاد بعمل طاقم معرض "بادلني كتابك" الدؤوب والذي يعمل جاهدا على توفير كل ما تحتاجه العائلة من قرطاسيات وكتب وحقائب قبيل دخول العام المقبل حيث قال: يمكن للشخص ان يشتم رائحة حب العطاء منذ الخطوة الاولى داخل المعرض، فالكل تكاتف هنا ليقدم جل طاقته من اجل ان يخفف على العائلات وليخدم مجتمعه الذي يعيش فيه، فجميع من تطوع من شباب وفتيات فضلوا ان يستثمروا وقتهم في خدمة المجتمع على ان يقضوه في امور اخرى، وفي الحقيقة رأينا تعاون واسع من قبل العديد من المكاتب في مدينة ام الفحم التي لم تبخل علينا على الاطلاق ووفرت لنا الدعم المتواصل اللا منقطع طيلة الفترة الماضية وحتى يومنا هذا.

هيا جبارين: اطلقنا حملة توعية للحفاظ على الكتب، ونأمل ان نقطف ثمارها في العام المقبل

وعن الصعوبات والمشاكل التي واجهوها خلال المعرض وعن حملة التوعية التي كانت قد انطلقت فيها مجموعة مبادرون فقد قالت الشابة المبادرة هيا جبارين: لقد تلقينا العديد من التبرعات لكتب دراسية الا اننا واجهنا بعض الصعوبات في اعادة استعمالها من جديد كون هناك من كان يكتب على الكتب او في بعض الاحيان كان المعلمين يضعون ملاحظاتهم على الكتب، ومن هنا اطلقنا حملة توعية حول سيئات هذه الظاهرة من خلال زيارتنا للمدارس وعبر صفحات الفيسبوك وذلك لمنح امكانية استعمال الكتب من جديد ، وفي الحقيقة رأينا تجاوب واسع من قبل المعلمين والطلاب، ونأمل ان نكون قد حققنا هدفنا وان نرى تأثير الحملة التي اطلقناها من خلال كتب نظيفة صالحة للاستعمال.