عقد ما يسمة بـ "منتدى ضباط الشرطة المتقاعدين"، وأغلبهم بـ برتبة جنرال وميجر جنرال، هذا المساء، اجتماعًا طارئًا في تل ابيب في اعقاب قرار وزير الأمن الداخلي غلعاد اردان تعيين البريغادير احتياط من الجيش، غال هيرش، مفتشًا عاما للشرطة.
وأصدر اعضاء المنتدى بيانا مشتركا في ختام الاجتماع أعربوا فيه عن استيائهم من هذا التعيين ومن عدم اختيار اي ضابط من داخل سلك الشرطة لمنصب المفتش العام، مهددين بالتوجه إلى مراقب الدولة ولجنة "تيركل" للمطالبة بالغاءه.
ضباط الشرطة، ومنهم ساو ...مستائين!
وكان قد أثار تعيين العميد العسكري المتقاعد، جال هيرش، مفتشًا عامًا للشرطة الإسرائيلية موجة غضب عارمة بين ضباط وقيادات جهاز الأمن العام الداخلي الإسرائيلي، نظرًا لأنه لم يخدم داخل الشرطة، لكونه أحد قادة الجيش الإسرائيلى.
وأعرب عدد كبير داخل جهاز الشرطة عن غضبهم و"خيبة أملهم" تجاه هذا القرار، مشيرين إلى أن اختيار شخصية من خارج أروقة الشرطة لتولي هذا المنصب الرفيع، يدل على أنه لا يثق بأفراد الجهاز الذي يتولى قيادته، حسبما أذاع راديو "صوت إسرائيل".
وبدأت بوادر انقلاب داخل الشرطة الإسرائيلية إزاء هذا القرار؛ حيث صرح القائم بأعمال المفتش العام الميجر جنرال، بنتسي ساو، الذي كان من أبرز المرشحين لقيادة الشرطة، إنه ينوي اعتزال الخدمة في أعقاب هذا التعيين، علمًا أن المجتمع العربي طالب في أكثر من مناسبة عدم تعيين ساو لمسؤوليته عن استشهاد 13 شابًا عام 2000.
ومن جانبه، أكد الميجر جنرال، زوهر دفير، أحد القيادات داخل الشرطة، أنه يشعر بإحباط شديد لاختيار أحد أفراد الجيش لتولى مهام داخل جهاز لم يخدم به، التي وصفها بـ"الصدمة المهنية"، مشيرًا إلى أنه لم يحسم أمره بعد بالنسبة لمستقبله بالشرطة، حسبما نشرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية.
وفي السياق ذاته، رفض أرييه عميت، قائد لواء الاحتياط، تعيين هيرش، معتبرًا أن هذا القرار يدل على عدم إدراك احتياجات الشرطة الإسرائيلية، خاصةً أن هيرش لم يخدم بالجهاز، بالإضافة إلى أن عمل الشرطة معقد للغاية ويحتاج للخبرة التي يتمتع بها قادتها، حسبما نشرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية.
ورأت الصحيفة أن هذه الأراء، تنذر بعدد من الاستقالات الجماعية المرتقبة داخل جهاز الأمن العام الداخلي.
وغضب عائلات الجنود القتلى في العدوان على لبنان
ومن الجهة الأخرى، انتاب الغضب عائلات الجنود الذين قتلوا خلال خدمتهم داخل الوحدات العسكرية في لبنان تحت قيادة هيرش، حيث اتهموه بالتسبب في إراقة دماء أبنائهم.
وكان أحد المنتقدين هو تسفي ريغيف، والد الجندي إلداد ريغيف، الذي أسر جثته "حزب الله" وجثة زميله ايهود غولفاسير، في اليوم الذي نشبت فيه حرب لبنان الثانية، وقال: "إنني أرى هيرش مسؤولا عن اختطاف ابني وأودي غولدفاسير وأنه قاد حربًا فقدنا فيها خسائر بشرية ثقيلة"، واصفًا اختياره لهذا المنصب بـ"المريع"، حسبما نشرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية.
وفي تحدٍ لهذا الغضب الشديد، أكد وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، جلعاد إردان، أن تعيين هيرش جاء لعدم وجود ضباط أكفاء في جهاز الشرطة.
[email protected]
أضف تعليق