من المقرر ان تعقد لجنة متابعة قضايا التعليم العربي يوم السبت جلسة طارئة عشية افتتاح العام الدراسي الجديد وذلك بغية بحث عدة مواضيع وامور منها قرار وزير التربية والتعليم نفتالي بينيت والذي ينص على تعليم اللغة العبرية للأطفال العرب ابتداء من الروضة، علما ان الطلاب العرب لا يتعلمون حتى اللغة العربية في الروضات كما انهم بطبيعة الحال يواجهون مشكلة في لغة الام، في حين أنهم يبدأون بتعلم العبري في جيل متأخر اكثر وهو عشرة سنوات في الصف الثالث.

وقد لاقى هذا القرار استياء عارما من قبل اوساط مختلفة في المجتمع العربي حيث استهجن البعض مثل هذه القرارات التي تساهم وتساعد مخطط الدولة الاسرائيلية في فقدان الهوية الفلسطينية وضياعها، وتساءل البعض عن مدى صحة إدعاء بينيت بان هذا القرار جاء لخدمة الطالب العربي والمساهمة في تقوية لغته العبرية حتى تنفعه في العمل مستقبلا، مؤكدين بان هناك نية مبيته من هذا القرار. وقد اشار البعض انه لو كان هذا القرار قد جاء لصالح الطالب العربي لعمل بينيت ايضا على تجسين ظروف المدارس العربية والروضات وايجاد حلول للمشاكل والازمات التي تعانيها.

الاتحاد القطري: اللغة ليست العائق لخلق أجواء التفاهم والتواصل بين العرب واليهود في البلاد

موقف الاتحاد القطري للجان أولياء أمور الطلاب العرب من هذا القانون اكده رئيس الاتحاد فؤاد سلطاني ونائبه احمد عبد الرؤوف جبارين حيث عقبا لـ"بـُكرا": كنا قد تداولنا نقاش بهذا الصدد وهذه صيغة اتفق عليها تعقيباً على خطة الوزير بينيت بالنسبة لتعليم اللغة العبرية في الروضات حيث طل علينا وزير التعليم نفتالي بينيت بخطه جديده تفيد بإلزام الطلاب العرب بتعلم اللغة العبرية من جيل الروضة بدل من جيل سبع سنوات كما هو الحال الآن
.
وتابعا: وواضح أن هذه الخطة لا ترتكز لأي أساس بحثي او علمي وهي نابعه فقط من نسيج خياله العنصري المتعالي. أنها محاوله جديده بائسه لفرض لغة السيد الأجنبية على العبد ، قبل حتى أن يعطى الفرصة من تعلم لغته العربية ، لغة الأم. فكيف يمكن لعاقل أن يتخيل أن يبدأ الطفل بتعلم لغة أجنبية قبل لغته الأصلية مما يدخله ببلبلة لغوية هو في غنى عنها.

واختتما لـ"بـُكرا": إذا كانت حجة الوزير بينيت أنه يريد تقوية أسس وإمكانيات الحوار والتفاهم بين الشعبين فهذا هراء. إذ ان اللغة ليست العائق لخلق أجواء التفاهم والتواصل بين العرب واليهود في البلاد ، بل العائق هي السياسة العنصرية التي أنتهجتها جميع حكومات إسرائيل ووزرائها أمثال الوزير بينيت. ومن الحري بهم اولا اعطاء ابناءنا حقهم بالميزانيات وبناء غرف التدريس والبنية التحتية لتعليم بالوسط العربي.

عايدة توما: اخشى ان تكون محاولة للعبث بهويتنا ولغتنا بجيل مبكر منذ الطفولة

النائبة عايدة توما عقبت لـ"بـٌكرا" في هذا السياق قائلة: انا افضل ان يتم التشاور مع الناس التي تهتم بقضايا التعليم والمهنيين في المجال ولكن ردة الفعل الاولى على مثل هذا الاقتراح، اولا ان هناك رائحا تشتم من الموضوع، حيث انه اذا كان تأهيل العرب في سوق العمل بالعبرية بإمكانهم تعزيز ساعات العبرية والمضامين في الابتدائية او الثانوية ، بكل العالم لم اسمع انه يتم تعليم اطفال في هذا السن المبكر لغة غير الام.

وتابعت لـ"بـُكرا": نحن نعاني من مستوى العربي لدى اطفالنا ونقل ثقافتنا العربية، فما بالك اذا دخلت عليهم لغة اخرى وبمستوى اللغة المحكية ، هذا مخطط يجب الانتباه له بشكل جيد، لماذا قرر بينيت سلم اولوياتنا بالتعليم مرة اخرى ، اذا كان يريد مصلحة طلابنا العرب فهناك مواضيع اخرى يستطيع العمل عليها ومعالجتها مثل افتتاح مدارس عربية، معالجة النقص في الصفوف، ساعات تعليمية، كثافة داخل الصفوف، كما ان رياض الاطفال هي مباني مستأجرة، لماذا لا يعملون على سلم الاولويات هذه قبل تعليم اللغة العبرية في الروضات، اخشى ان تكون محاولة للعبث بهويتنا ولغتنا بجيل مبكر منذ الطفولة.

وعن خطوات مرتقبة عقبت قائلة: انتظر ان يتم نقاش جدي داخل الاطر المهنية حول الموضوع، ان نعلم ما الحدث كم الساعات ، نقاش مهني جدي حول الموضوع من منظور حماية هويتنا ونقلها الى نقاش جدي نحاول معالجة الامر من خلال جلسات ،نحاول ان نفحص تفاصيل الخطة في المرحلة الحالية ومدى تأثيرها على روضاتنا، الحس الاولي لدي يقول انه ليس مرتبط بالفعل بسلم اولوياتنا لتطوير التعليم لدى اطفالنا انما لخدمة خطة لدى بينيت.

لجنة متابعة قضايا التعليم العربي: كل الابحاث اثبتت ان العمل الاساسي مع الطالب في هذا الجيل يجب ان يعتمد على تقوية لغة الام


عاطف معدي مدير عام لجنة متابعة قضايا التعليم العربي عقب لـ"بـُكرا" في هذا السياق قائلا :سيتم يوم السبت عقد اجتماع سنطرح فيه هذه القضية ونبحث عن موقف .
وتابع: الامر واضح ولكننا لم نأخذ القرار الاخير بعد، علما ان قضية تقوية اللغة العبرية تعتبر امر طبيعي ومطلوب ولكن ان كان هناك اهداف مبيتة من وراء القرار وبالنسبة لنا هي مرفوضة، وتعتبر عبئ على الطالب وكل الابحاث اثبتت ان العمل الاساسي مع الطالب في هذا الجيل يجب ان يعتمد على تقوية لغة الام واعطاءه الامكانيات والمهارات في لغة الام، اللغة العربية بحاجة لتقوية وافضل التعامل مع تقوية لغة الام في هذه الاجيال وفي جيل اكبر ممكن ان نتحدث عن لغات اخرى.

واختتم قائلا: ليس لدينا اي اشكالية من تمكن طلابنا في لغات اخرى مثل العبرية وغيرها، في حين ان الاستثمار من جهاز التربية والتعليم يجب ان يكون في لغة الام، علما ان تمكين استيعاب اللغة العربية فيه اشكالية لذلك يجب ان يكون هناك اسس ومهارات لتقوية لغة الام لدى الطفل العربي اولا ومن ثم لغات اخرى.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]