في الآونة الاخيرة تتعرض الارض الشرقية في قرية ترشيحا لعمليات حرق متتالية، حيث تلتهم النيران اشجار الزيتون والمحصول الزراعي وتتسبب بأضرار جسيمة، الأمر الذي اثار الشكوك عند اهالي ترشيحا ان هذه الحرائق المتكررة مفتعلة. عن هذا الموضوع تحدث مراسلنا مع نخله طنوس وابو حسان اعضاء بلدية معالوت ترشيحا عن التجمع الوطني الديمقراطي.

حرائق مفتعلة وتدفيع ثمن..

وقال اعضاء البلدية ابو حسان وطنوس في حديث لمراسلنا: مساء الاثنين، التهم حريق الأرض الشرقيّة في ترشيحا، وأتى على ما تواجد أمامه من زيتون ومحصول زراعيّ، حتّى قامت طواقم الإطفاء بإخماده، هذه ليست المرّة الأولى التي يحصل فيها هكذا حريق، فأواخر العام الماضي كانت هناك سلسلة حرائق أتت على قسم كبير من المحصول الزراعيّ. واستمر هذا المسلسل في الصّيف الحاليّ، في مشهد يُثير الشكوك، خاصّة عندما أكدّ لنا بعض الأهالي الذين يسكنون بالقرب من منطقة الحرائق، عن رؤيتهم لأشخاص يهربون من المنطقة الشرقيّة باتجاه معلوت، ومن هنا من حقّنا أن نسأل ونتساءل، من الذي يقوم بذلك ولماذا؟ فهل يُعقل أن تحترق نفس المساحة من الأرض عدّة مرّات، بدون سبب؟ وهل يُعقل أن تكون كل هذه الحرائق في نفس الساعة دائماً لمجرّد الصدفة؟ وهل يُعقل أن يرى الأهالي شخصيّات مشبوهة تهرب من منطقة الحريق، ويقوموا بتبليغ الشرطة بذلك، دون أن تحرك الأخيرة ساكنا أو تعتقل أحدا؟

وأضافا: يحق لنا طرح هذه الأسئلة على أنفسنا أوّلا، وعلى المسؤولين ثانيا، رغم أن الإجابة تكاد تكون واضحة. ففي ظل الجو العنصري المستشري في الدولة بشكل عام، وفي ظل كل ما نصادفه من عدم بيع الشقق للعرب والمناداة بطردهم من المدن اليهوديّة، والجرائم البشعة التي يرتكبها المستوطنون يوميّاً في كل أنحاء البلاد، والتي كانت أبشعها حرق عائلة الدوابشة في قرية دوما جنوب نابلس، في ظل كل ذلك نستطيع القول أن هذه الحرائق مُفتعلة وليست محض صدفة، وأنّها تندرج ضمن عمليّات تدفيع الثمن التي تنتهجها العصابات الإستيطانيّة الصهيونيّة تجاه العرب في الدولة.

بصدد اتخاذ خطوات تصعيدية فردية 

وقالا: نحن نُحمّل البلديّة المسؤوليّة كاملةً عن هذه العمليّات الجبانة. فالبلديّة التي لم يرمش لها جفن عندما قامت شركة معلوت الخضراء بمنع مواطن عربي من شراء شقّة في حي أورانيم، ولم تتحرّك عندما هتف نُشطاء اليمين العنصري بعبارة "الموت للعرب"، والبلديّة التي طالب رئيسها أهالي معليا الشقيقة ب "إلقاء الحجارة" على المتظاهرين ضد الحرب على غزّة، والتي تستبيح أراضي ترشيحا ليل نهار وتصادرها، وغيرها من الأمثلة التي لا تُعد ولا تُحصى، هذه البلديّة تتحمّل المسؤوليّة كاملة عن هؤلاء الرُعاع، الذين أخذوا شرعيّتهم ومصداقيّتهم منها ومن سياستها المُجحفة بحق ترشيحا وأبناءها. وبناءً عليه، فقد قرّرنا اتّخاذ سلسلة من الخطوات من أجل الحفاظ على أراضينا وحمايتها. أوّل هذه الخطوات كانت توجيه رسالة إلى مكتب القائد العام للشرطة بينتسي ساو، وإلى مكتب ضابط شرطة معلوت الرئيسي مناحيم بنيامين، وذلك عن طريق النائب د. باسل غطّاس، نحثّهما فيها على أن تتحمّل الشرطة مسؤوليّتها ولتتعقّب الجُناة العنصريّين، وأن تقوم بتقديمهم إلى العدالة بأسرع وقت ممكن. هذا على الرغم من علمنا المُسبق بتقاعس الشرطة في تأدية مهامها، عندما يتعلّق الأمر بجرائم ضد العرب. أراضينا أمانة في أعناقنا، نصونها ونحميها ونزرعها، ونقف في وجه كل من يُحاول النيل منها ومّنا، وليعلم المسؤولون والجهات المُختصّة، أنّه في حالة استمرار الحرائق وعدم القبض على الجُناة، وعدم تحمّل الشرطة مسؤوليّتها، سنكون بصدد اتّخاذ خطوات أخرى للدفاع عن أرضنا، نذكر منها إقامة مُظاهرات، أو إقامة لجان حراسة ليليّة لمنع كل من تسوّل له يده من الاعتداء علينا."

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]