لا يزال شارع 70 والذي عرّف بشارع الموت المحاذي لمدينة طمرة وتحديدا عند مفرق منتزه طمرة الواقع في المنطقة الصناعية للمدينة ، يخطف أرواح السائقين نتيجة حوادث السير القاتلة التي تقع بين حين واخر والتي تسجل على مدار العام.
وبحسب معطيات رسمية صادرة عن جمعية 'أور يروك'، بلغت نسبة الحوادث في هذا الشارع منذ مطلع 2012 نحو 380 حادث سير بالمعدل، والتي خلفت اكثر من سبعة قتلى ونحو 800 جريح، حيث بات البعض يطلق على المكان 'شارع الموت'، والبعض الآخر 'شارع الرعب' أو 'شارع الدماء'، ذلك لكثرة الدماء التي سالت من الجرحى والقتلى التي حصدتها حوادث السير على امتداد هذه الأعوام . فاخر حوادث هذا الشارع كان النقطة الأخطر على امتداد الشارع وهو مفرق المنتزه طمرة حيث فجعت منطقة الشمال بحادث طرق كان الأصعب والذي اودى بحياة 3 اشخاص من المشهد وحرفيش ومواطن يهودي من سكان كفار هفرديم واصابة عدد اخر بإصابات وصت ببالغة الخطورة.
وفي هذا السياق، تعالت الأصوات وارتفعت مطالبة تحسين أوضاع الشارع، فكانت أصوات شفاعمرية وطمراوية وكابولية وكل البلاد الواقعة بمحاذاة هذا الشارع تنادي وتطالب وزارة المواصلات بإيجاد حلول لكن هيهات، على حد قول المواطن كامل شاهين من مدينة طمرة، وهو احد المبادرين الذين قدموا أوراقا ووثائق تصف مدى خطورة المكان وتهديده لسلامة المواطنين الذين يستخدمون شارع رقم 70 شارع الموت .
تحسين مفرق "احيهود"!!!
المواطن كامل شاهين قال معقبًا لموقع بكرا: الجميع يعرف مدى خطورة هذا الشارع ومدى صعوبة الحوادث التي سجلت فيه ، وانا حتى اليوم استغرب من ردود وزارة المواصلات بانها لا ترى حاجة ملحة في وضع إشارات ضوئية او أي حاجة للعمل على هذا الشارع علما ان المفترق والشارع رقم 70 يخدم الاف المواطنين من مدينة طمرة وشفاعمرو وكابول واعبلين وأيضا زوار المنتزه الذين يأتون من جميع البلاد الى هنا.
وأضاف: الامر الأكثر غرابة ان الوزارة بدأت مؤخرًا بزرع إشارات مرورية وتحسين الأوضاع بنفس الشارع ولكن بالمناطق الواقعة اكثر في منطقة احيهود (الواقعة على اراضي البروة)، بالقرب من المستوطانت اليهودية، والتي كانت تعاني من نفس الخطر. رغم ان السكان هناك لا يتعدون المئات الا ان وزارة المواصلات تستعمل سياسة التمييز والتفريق ولا يهمها الخطر الواقع على الاف المواطنين العرب .
وقال شاهين: رغم الخطورة التي تهدد حياة الاف بل مئات الاف من مستخدمي هذا الطريق الا ان وزارة المواصلات حتى اليوم لم تجد سببا مقنعا يوجب عليها البدء في العمل على تحسين ظروف الشارع وتحديدا مفرق المنتزه طمرة المعدوم من الإشارات المرورية التي تسهل على السائقين حرية التنقل بأمان مما يضطرون للمغامرة وقطع الطريق املين الوصول بامان الى الطرف الاخر ، علما ان الشارع يعرف بكثرة حركة السير فيه التي تكاد لا تنقطع تحديدا عند ساعات الصباح الباكر وساعة المساء وهي أوقات سفر العمال من والى العمل.
واضاف شاهين: للأسف اصبحنا في آخر القرن الـ21 وما زلنا نطالب بوضع إشارات مرورية وتحسين الشوارع، وكأن أرواح الناس باتت مصنّفة لدى الحكومة التي تنتهج سياسة التمييز العنصري بين مواطنيها ، ولكن لن نرضى بالوضع الحالي وسنبقى نطالب الوزارة وكل الجهات المسؤولة بان تعمل على توفير الأمان للساقين في هذا المفترق وان اضطررنا لتصعيد الأمور فلن نرضى بغير ذلك .
حراك...وطرح حلول
اما المحامي نضال عثمان منسق نشاط اللجنة الشعبية لمناهضة العنف في طمرة فقال بدوره: نحن في اللجنة الشعبية وضعنا موضوع الشارع 70 في مفرق منتزه طمرة على أجندتنا، إذ نعتقد أن حوادث الطرق هي أحد أنواع العنف، كما أن السياقة من دون ضوابط ومن دون أخذ بالحسبان وجود اخرين هي عنف ، ومفرق منتزه طمرة ومدخل المنطقة الصناعية في طمرة جنوبا كان وما زال من أخطر الفترات بالبلاد وقد حصد أرواح العديد من السائقين والمسافرين.
وأضاف عثمان قائلا: هناك تحرك رسمي لمعالجة الأمر أمام وزارة المواصلات من قبل بلدية طمرة وهناك تحرك شعبي مشترك طمراوي- شفاعمريّ وفي المنطقة عموما لأحداث ضغط جماهيري وإبقاء الموضوع على أجندة الجهات الرسمية .
وتابع عثمان يقول: أول نشاط جماهيري قمنا به كان تظاهرة على المفرق قرب منتزه طمرة بالمنطقة الصناعية غرب المدينة كان قد بادر اليها الشفاعمريّ سعيد خطيب وكان بالشراكة مع اللجنة الشعبية وبلدية طمرة وممثلين عن بلدية شفاعمرو، وعملنا أيضا على أحداث حراك منطقي يشمل سكان يهود أيضا لإيجاد حل في هذا المقطع.
وأختتم المحام عثمان: لست متأكدا أن نصب إشارة ضوئية هو الحل الأمثل، ولكن اكيد هو أفضل من الوضع القائم نظرا لمدى خطورة المكان، وان لم تعمل وزارة المواصلات على تحسين الوضع هناك سيتم التحرك بالفترة القريبة وبوتيرة أكبر نحو تصعيد الأمور لايجاد حلول ،ونعتقد أن القضية هي قضية المنطقة كلها وليست قضية طمرة فقط .
لا يوجد لدينا رد حاليًا!
شركة خطوط إسرائيل " نتيفي يسرائيل" عقبت بدورها على الإدعاءات المطروحة لـ "بكرا":" ليس لدينا إجابة حاليا بما يتعلق بشارع رقم 70، وسيكون لنا رد بعد دراسة الموضوع بشكل جيد خلال أسبوع على الأقل .
[email protected]
أضف تعليق