ما زالت سياسيات التضييق والتهجير التي تتخذها المؤسسة الإسرائيلية مستمرة في شد الخناق على فلسطينيي الداخل اينما تواجدوا واينما كانوا وخاصة في المدن المختلطة لمحو البقاء العربي هناك وتحويلها الى مدن يهودية بعيدًا عن الوجه العربي الاصلي للبلاد.
فما زالت الحكومة اليمينية بشكل عام وبلدية تل ابيب بشكل خاص تشد من الخناق على اهالي يافا والغاء البقاء العربي فيها من خلال محاولتها تهويد الحي العربي الوحيد في يافا – حي العجمي – عبر بناء عمارات وشقق سكنية التي لا يمكن للمواطنين البسطاء اقتناءها او حتى استئجارها وذلك لتكلفتها المرتفعة وعنصرية بعض المقاولين الذين يرفضون البيع للعرب مما يجعلها بصورة او بأخرى للأغنياء اليهود فقط، اي بمعنى اخر تهويد حي العجمي بأكمله الذي يسكن فيه قرابة ثلث فلسطينيو يافا.
وفي هذا السياق تحدث مراسلنا إلى الباحث سامي ابو شحادة، والذي شغل منصب رئيس اللجنة الشعبية في يافا سابقا، حيث وضّح لمراسلنا مدى المضايقات العنصرية الشديدة التي يعاني منها اهالي يافا والتي تحاول اقتلاعهم من اراضيهم الذين بقيوا عليها بعد ان هجر الاغلبية الساحقة من اهالي يافا خلال نكبة الـ 48.
سامي ابو شحادة: العرب في يافا يتعرضون للعديد من محاولات التضييق
وسلط ابو شحادة الضوء على العديد من النقاط المركزية التي تعمل بالاساس الى تهويد الطابع العربي المتبقي في يافا – حي العجمي – منها بناء الشقق السكنية الفارهة للاغنياء وتجاهل البلدية للعرب علمًا ان الوجود العربي قد زاد بعد حرب الـ 48 الى حوالي 20 الف نسمة اي ما يقارب اربع اضعاف ما كان عليه في سنوات ال 48، حيث قال: فلسطينيو يافا يعانون من العديد من الازمات ان كان على مستوى البلدية او ان كان على مستوى الاسكان وذلك بعيدا عن ما تبقى من العنصرية المتفشية في المجتمع الاسرائيلي والتي نواجهها بشكل يومي وعلى مدار الساعة.
واضاف: بلدية تل ابيب تتجاهل بشكل تام الوجود العربي في يافا، بل وانها لم تبادر حتى اليوم الى بناء حي واحد جديد للعرب في يافا او حتى ملائمته لاسكان العرب، فالوجود العربي في يافا – تل ابيب له خصوصية تمنعه من التوجه الى المدن اليهودية مثلما يقوم به نظيره الاسرائيلي، فهناك مشاكل اللغة، التعليم، ممارسة الشعائر الدينية، وغيرها العديد من العوامل التي بحسب نظري تحتم على بلدية يافا تل ابيب بأن تقوم بتخطيط مخطط خاص للوجود الفلسطيني في يافا، الا ان الامر حتى اليوم لم يحدث.
وقال ايضا: لو نظرنا الى اسعار الشقق اليوم في المناطق القريبة من يافا فنحن نتكلم عن المليون والنصف مليون شيكل لشقة لا يتعدى حجمها الـ 60 مترًا! في بناء قد شيد في سنوات الستين او السبعين، اما اذا تحدثنا عن الشقق الحديثة فالحديث يتراوح الى حوالي 1.8 مليون شيكل، الامر الذي يجعل هذا عقبة حقيقية امام الاجيال الشابة، اما عن الايجار فهناك العديد من اصحاب الشقق والمقاولين الذين يرفضون التأجير للعرب ورأينا الكثير من الاحداث المشابهة التي حصلت مع اهالي يافا، الامر الذي يؤدي في نهاية المطاف الى تهويد يافا والغاء البقاء العربي في يافا وتحويل دينة تل ابيب الى مدينة الاغنياء فقط.
الناشطة هناء عموري : نحن بحاجة الى روح شبابية لكسر حالة اليأس بين اهالي يافا
اما السيدة هناء عموري الناشطة في جمعية "دارنا" والتي انضمت منذ حوالي ثمانية سنوات الى النضال الشعبي ضد تهويد يافا ومحاولة حل ازمات الاسكان فقد قالت لـ "بكرا": لا شك ان ما تمر به يافا اليوم هو ازمة مختلفة نوعا ما عن ما سبقها، وذلك لتفشي اليأس بين صفوف فلسطينيي يافا، فما مر به اهالي يافا من محاولات عديدة لطردهم عن اراضيهم وتهويد الحي العربي المتبقي الوحيد، دفعهم إلى اليأس وإلى النظر للنضال بأنه عديم الفائدة، لذا نحن بحاجة إلى طاقات شبابية قادرة على بدأ النضال مجددًا وتنشيطه.
وقالت: نشاهد اليوم ان هناك عمارات قد شيدت وبنيت بالاساس للطبقة الغنية جدا، وبهذا يتم تجاهل وبشكل كامل الحاجة العربية الملحة الى المسكن حيث يعاني اهالي يافا من ضيق في المسكن والى ضائقة سكنية شديدة في ظل رفض العديد من اصحاب الشقق السكنية من التأجير للعرب، مما يضع العربي في ضائقة سكنية شديدة تزيد من معاناته وصعوبة ثباته على ارضه.
واردفت: نحن لا نحارب اليوم للحصول على اراضي، او على احياء عربية جديدة، بل نناضل للبقاء على اراضينا، فكل يوم نواجه نوع جديد من التضييق التي تضعنا امام تحدي جديد نحاول ان نتغلب عليه".
واختتمت: لا اعتقد ان اهالي يافا سيستسلمون الى اي محاولة من محاولات التهويد، فأهالي يافا عرفوا بصمودهم وثباتهم، وانا متأكدة على اننا سنستمر بمسيرة النضال.
[email protected]
أضف تعليق