ينتمي الى المجتمع العربي في اسرائيل اعلام كثيرة وشخصيات مميزة اكاديمية مثقفة ومتعلمة وصلت وارتقت الى مناصب رفيعة في بلدان عالمية لم يستطع حتى السكان الاصليين ان يصلوها، وبالرغم من المنافسة القوية فان هذه الاعلام اثبتت جدارتها ومهارتها وقدرتها على اشغال هذه المناصب بالقوة والعزم والعدل والعزيمة والاصرار، احد هذه الاعلام هو القاضي النصراوي جلال حرب ابن الناصرة الذي ولد وترعرع في احياء الناصرة وكبر وتعلم في مدارسها على يد معلميها، حيث يشغل حرب اليوم منصب قاضي في الدائرة العاشرة في ولاية فلوريدا الامريكية بعد ان تم تعيينه في الـ2013 وسط منافسة كبيرة، وجوده كاقلية في الولايات المتحدة لم يضعفه بل اعطاه قدرة واصرار على الاستمرار والوصول.
نبذه عن حياته...
ولد حرب في الناصرة عام 1957، وانتقل إلى الولايات المتحدة ليتعلم القانون، ثم تخرج عام 1987 من كلية ثوماس كولي للقانون في ولاية ميشجان. وعمل مدة أربعة وعشرين عاما كمحام في الإدعاء العام في الدائرتين العاشرة والثالثة عشر في ولاية فلوريدا، وقد تمرس في قضايا جرائم القتل. وتم اختياره عام 2010 كالمدعي العام المتميز في ولاية فلوريدا، من قبل رابطة المحامين في الولاية، وحرصا من موقع "بكرا" على اطهار وابراز هذه الشخصيات والاعلام المميزة قام باجراء مقابلة مميزة وخاصة مع رجل القضاء الاول جهاد حرب والذي بدوره رحب كثيرا وعبر عن امتنانه لاهله ومدينته الناصرة وقال: ولدت وتعلمت في الناصرة حتى التعليم الثانوي وبعد ذلك بسنتين سافرت الى امريكا، حيث رأيت ان اللجوء الى الجهاز القضائي ممكن ان يساهم ويساعد المواطن بالتعبير عن ذاته بعدة طرق وامكانيات، كما ان المحامي بنظري يمثل حق الانسان بشكل عام، والجهاز القضاء بالنسبة لي هو يمثل كيان ديمقراطي وخاصة في الولايات المتحدة التي تعتبر بلد الفرص اضافة الى ان المجتمع الامريكي يعتبر مجتمع صحي ويحوي بيئة حاضنة لمن يريد ان يبني ويكون ذاته، علما الى ان ما وصلت هو نتيجة تربيتي وتعليمي في الناصرة بالاساس.
الجهاز القضائي في الولايات المتحدة بنظري من افضل الاجهزة في العالم
وتابع عن مسيرته المهنية لـ"بكرا" قائلا: في البداية درست علوم سياسية واقتصاد، وركزت على اللغة الانجليزية واتقنتها، وتقربت من القانون واحببته، عندما تخرجت دخلت كلية الحقوق وتخرجت عام 1987، وعدت الى البلاد بهدف طرق ابواب اخرى لخدمة مجتمعي، وبالتحديد الناصرة، وفي نهاية المطاف عدت للعمل في الولايات المتحدة في المجال القضائي حيث اكتشفت انني استطيع خدمة الانسانية بشكل اكبر، وبدأت بالترقي في عملي، بالبداية كان اختصاصي بجرائم الاطفال ومن ثم القتل المتعمد، الذي يحمل عقوبات صعبة او مدى الحياة او الاعدام، حيث اكتسبت تجربة غنية في المحكمة كأدعاء كان دوري تمثيل الشعب، من خلال القضايا التي قمت بالترافع فيها وحلها، كما قمت بدراسة الجهاز القضائي بشكل عميق، القوانين والحقوق وطريقة تمثيل الانسان بشكل دقيق والحكم بمقدار براءته، ومن ثم قدمت وعينت في المحكمة المركزية، في السنوات الاولى عملت في قسم العائلة والعنف البيتي وامور مشابهة مثل الطلاق والزواج، ومن ثم انتقلت الى القسم الجنائي وبعد ذلك تم اختياري للعمل في القسم المخصص للقتل كمدعي عام، وهو مركز شيق وصعب بنفس الوقت لانه يتعلق بحياة الانسان ان يتم اعدامه او لا، ولم يصدف ان احتفلت بانتصاراتي بموافقة طاقم المحلفين على اعدام انسان، علما انه في امريكا هناك بحث مطول عن المذنب قبل الحكم عليه او اعدامه، حيث ان المذنب يتلقى تمثيل لائق ومحامي وفترات بحث مطولة تصل احيانا الى 30 عاما خلالها تتم العودة الى حياة الانسان في طفولته، حتى تثبت بالفعل ادانة هذا الانسان ام لا وهذا ما يميز الجهاز القضائي في امريكا انه يحترم حياة الانسان وحقه في الحياة، وبالتالي فان الجهاز القضائي في الولايات المتحدة بنظري من افضل الاجهزة في العالم باحترامه ومفهومه لمعنى الانسانية.
لا ارفع علم الاقلية ولا اؤمن به
كما نوه حرب الى انه لم يؤمن بكونه اقلية في الولايات المتحدة ولم يشعر بذلك ابدا واوضح لـ"بكرا" قائلا: لم اشعر ابدا من قبل زملائي القضاة او المحاميين، وتعليمي هو شهادة لما اقوله، كوني عربي لم يمنع اللجنة المحلية ومكتب الحاكم لترشيحي لهذا المنصب بعد ان فحصوا نزاهتي وشرفي وحياتي المهنية، كما انني لا ارفع علم الاقلية ولا اؤمن به لانني مواطن امريكي ولي حقوق مثل الرئيس الامريكي وادافع عن حقوقي كاي مواطن امريكي كما ان المجتمع الامريكي احتضني، كما ان المجتمع الامركي يعامل الانسان كأنسان حتى تثبت ادانته ولم اشعر ابدا بمضايقة بل بالعكس مما اشعرني بالثقة بالجهاز والموقع الذي اشغله. وسواء ان عشت هنا او في امريكا فساعمل للموقع الذي انتمي اليه ولن اقلق على امور لن استطيع السيطرة عليها، فقط ساهتم كانسان ان اخدم المجتمع الذي انتمي اليه بحكم منصبي. وان اشارك في البيئة التي اتواجد بها.
وقدم القاضي حرب في نهاية حديثه لـ"بكرا" نصيحة مميزة للخريجين المقبلين على العمل الميداني في المحاماة موضحا مفاتيج النجاح حيث قال: حتى يصل الانسان للقضاء يجب ان يؤمن بنزاهة الموضوع والقانون والعمل على تطبيق القانون كما يجب، وان يحترم حقوق المتهم حتى لو كان لديه قناعة بانه مذنب، حتى امثل الحكومة بطريقة نزيهم علي انا اتصرف بطريقة نزيهة وان احترم حق الاخر، كما انصح المحامين بدراسة القضية والملف كما يجب والتحضير قبل المحكمة بهدف السيطرة على الوقائع والحقائق وان يقرأ الملف وقوانينه بشكل جيد وان يحضر موكله بشكل جيد.
[email protected]
أضف تعليق