درويش الشاعر الذي إرتبط إسمه بشعراء المقاومة الفلسطينية، الثورة والوطن، عضو المجلس الوطني التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية، عُرف بشاعر فلسطين، تحمل دواوينه المضامين الحداثية، ويُعتبر أحد أبرز من ساهم في تطوير الشعر العربي الحديث وإدخال الرمزية فيه، الذي يمتزج بين حب الوطن والتغني بالحبية الأُنثى.
الإحتلال والهجرة الى لبنان
بعدما قامت القوات الصهيونية في إحتلال قرية البروة، عام 48 وتهجير سكانها، لجأت أُسرته الى لبنان وعادت عام 49 الى فلسطين متسللة بعيد توقيع إتفاقيات الهدنة، لتجد عائلته أن القرية مهدمة وقد أُقيم على أراضيها مستوطنة " أحيهود" وكيبوتس يسعور، وبقي في قرية دير الأسد شمال بلدة مجد كروم في الجليل لفترة قصيرة، استقر بعدها في قرية الجديدة شمال غرب قريته الأم البروة.
الدراسة والعمل
أنهى درويش دراسته في ثانوية كفر ياسيف، وانضم محمود درويش الى الحزب الشيوعي في اسرائيل ، وبعد انهائه تعليمه الثانوي ، كانت حياته عبارة عن كتابة للشعر والمقالات في الجرائد مثل "الاتحاد" والمجلات مثل "الجديد" حيثُ أصبح فيما بعد مشرفا على تحريرها ، وكلاهما تابعتان للحزب الشيوعي ، كما اشترك في تحرير جريدة الفجر .
الاعتقال من قبل السُلطات الإسرائيلية..
لم يسلم من مضايقات الاحتلال ، حيث اعتقل أكثر من مرّة منذ العام 1961 بتهم تتعلق بأقواله ونشاطاته السياسية ، حتى عام 1972 حيث نزح إلى مصر، حيثُ إلتحق بمنظمة التحرير الفلسطينية، وانتقل بعدها إلى لبنان حيث عمل في مؤسسات النشر والدراسات التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، علماً أنه من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير احتجاجا على اتفاق أوسلو.
واقام في باريس قبل عودته الى وطنه حيث انه دخل إلى إسرائيل بتصريح لزيارة امه ، وفي فترة وجوده هناك قدم بعض أعضاء الكنيست الإسرائيلي العرب واليهود اقتراحا بالسماح له بالبقاء في وطنه ، وقد سمح له بذلك.
في الفترة الممتدة من سنة 1973 إلى سنة 1982 عاش في بيروت وعمل رئيساً لتحرير مجلة "شؤون فلسطينية"، وأصبح مديراً لمركز أبحاث منظمة التحرير الفلسطينية قبل أن يؤسس مجلة "الكرمل" سنة 1981. بحلول سنة 1977 بيع من دواوينه العربية أكثر من مليون نسخة لكن الحرب الأهلية اللبنانية كانت مندلعة بين سنة 1975 وسنة 1991، فترك بيروت سنة 1982 بعد أن غزا الجيش الإسرائيلي بقيادة ارئيل شارون لبنان وحاصر العاصمة بيروت لشهرين وطرد منظمة التحرير الفلسطينية منها. أصبح درويش "منفيا تائها"، منتقلا من سوريا وقبرص والقاهرة وتونس إلى باريس".
أعماله والمناصب التي شغلها..
قام درويش بكتابة وثيقة الإستقلال الفلسطيني التي تم إعلانها في الجزائر والتي قام بإلقاءها المرحوم ياسر عرفات.
شغل درويش منصب رئيس رابطة الكتاب والصحفيين الفلسطينين وحرر مجلة الكرمل.
ساهم في إنطلاقه واكتشافه الشاعر والفيلسوف اللبناني روبير غانم، عندما بدأ هذا الأخير ينشر قصائد لمحمود درويش على صفحات الملحق الثقافي لجريدة الأنوار والتي كان يترأس تحريرها.
في حضرة الغياب.. وفاة درويش
توفي درويش في الولايات المتحدة، يوم التاسع من شهر آب عام 2008، بعد إجراء عملية القلب المفتوح، في مركز تكساس الطبي، التي أدخلته الى غيبوبة أدت الى وفاته بعد أن قرر الأطباء في المستشفى في نزع أجهزة الإنعاش بناء على توصيته.
و أعلن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الحداد 3 أيام في كافة الأراضي الفلسطينية حزنا على وفاة الشاعر الفلسطيني، واصفا درويش "عاشق فلسطين" و"رائد المشروع الثقافي الحديث، والقائد الوطني اللامع والمعطاء". وقد وري جثمانه الثرى في 13.8 في مدينة رام الله حيث خصصت له هناك قطعة أرض في قصر رام الله الثقافي. وتم الإعلان أن القصر تمت تسميته "قصر محمود درويش للثقافة".
وقد شارك في جنازته آلاف من أبناء الشعب الفلسطيني وقد حضر أيضا أهله من أراضي 48 وشخصيات أخرى على رأسهم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. تم نقل جثمان الشاعر محمود درويش إلى رام الله بعد وصوله إلى العاصمة الأردنية عمان، حيث كان هناك العديد من الشخصيات من الوطن العربي لتوديعه.
مسلسل عن حياة الشاعر محمود درويش " في حضرة الغياب"
وقد بدأ الفنان السوري فراس إبراهيم بتجسيد دور الشاعر محمود درويش، الذي يلقي الضوء عن حياته وسيرته الذاتية للشاعر، للمخرج السوري نجدت أنزور. يجدر بالذكر ان المسلسل قد بدء بتسجيل بعض حلقاته، وقد حظي بإنتقاداً واسعاً ورفضاً من قبل بعض المثقفين ومحبي درويش، لإعتقادهم أن الفنان فراس ابراهيم غير ملائما لتجسيد الدور.
بعض مؤلفاته الشعرية
عصافير بلا اجنحة ، اوراق الزيتونK عاشق من فلسطين، آخر الليل، مطر ناعم في خريف بعيد يوميات جرح فلسطيني، حبيبتي تنهض من نومها، محاولة رقم 7،احبك أو لا احبك، هي اغنية ... هي اغنية، لا تعتذر عما فعلت، مديح الظل العالي، ذاكرة النسيان، كزهر اللوز أو أبعد.
بالإضافة إلى بعض الخواطر والنصوص الأدبية
يوميات الحزن العادي، وداعا ايها الحرب وداعا ايها السلم، كزهر اللوز أو أبعد
في حضرة الغياب.
حاز درويش على عدة جوائز عالمية منها:
جائزة لوتس عام 1969.
جائزة البحر المتوسط عام 1980.
درع الثورة الفلسطينية عام 1981.
لوحة اوروبا للشعر عام 1981.
جائزة ابن سينا في الاتحاد السوفيتي عام 1982.
جائزة لينين في الاتحاد السوفييتي عام 1983
[email protected]
أضف تعليق