لم يمض بضع ساعات على نبئ الإعلان عن استشهاد الطفل الرضيع علي دوابشة بعد حرقا على يد المستوطنين، حتى ارتقى الفتى ليث فضل الخالدي (16 عاما) من مخيم الجلزون برصاص أطلقها أحد جنود الاحتلال عليه من الخلف وأسقطته شهيدا، في تبادل واضح لعمليات القتل بين جيش الاحتلال ومستوطنيه، لتفجع فلسطين مجددا بشهيد جديد بعد أن فجعت برضيع الفجر علي دوابشة.

الوالدة المكلومة لم تكتفي بوداع ابنها في منزل عمله في مخيم الجلزون، بل أصرت على إحضار جثمانه إلى منزلها في قرية جفنا، وطلبت أن يسجى في غرفته لإلقاء نظرة الوداع الأخير عليه.

جاء ذلك بعد أن فشلت جهود الأم المكلومة سمر الخياط، خلال 12 ساعة من العمل الدؤوب بصفتها ممرضة إلى جانب أطباء مجمع فلسطين الطبي من أجل إنقاذ حياته ولدها الذي أصيب برصاصة تسببت بتفتت عدد من أعضاء جسده.

الوالدة المكلومة قالت، إن الرصاصة التي أصابت ليث من جهة رئته اليوم، مزقت الكبد والبنكرياس والمعدة فتسببت بنزيف حاد، حيث تم اعطاء ليث 65 وحدة دم في محاولة لوقف النزيف لكن دون جدوى.

وأضافت "كنت على مقربة من ولدي طيلة خضوعه للعلاج، حيث أشرفت مباشرة على محاولات انقاذ حياته، لكنه فارق الحياة بين يدي".

فضل الخالدي، تلقى نبأ استشهاد ولده ليث بصمت فيما غمرت الدموع عيناه، رغم ذلك تمالك نفسه وشارك في جنازة ولده.

ليث في آخر تدوينة له على صفحة الفيس بوك كتب الهاش تاج الشهير # أحرقوا_الرضيع، تضامنا مع الطفل الرضيع محمد دوابشة الذي أحرق حيا وعائلته فجر أمس في قرية دوما جنوب نابلس، ثم خرج للمشاركة في مسيرة جماهيرية قرب حاجز عطارة القريب من مخيم الجلزون فأصيب هناك.

مقذوف ناري

وزير العدل المستشار سليم السقا، أعلن أن نتائج الصفة التشريحية لجثمان الشهيد الفتى أكدت وجود جرح مدخل لمقذوف ناري في منتصف الظهر على مستوى الفقرة القطنية الأولى للعمود الفقري، حيث نفذت الرصاصة من الفقرة القطنية الأولى وأصابت الوريد الأجوفي السفلي للبطن وأصابت الأمعاء والكبد، محدثة تهتكا به وخرجت الرصاصة من الجهة الأمامية اليمنى العلوية للبطن حيث تعتبر الإصابة قاتلة.

وأدان السقى جريمة اغتيال الشهيد ليث فضل عيسى خالدي، واعتبرها جريمة قتل عمد غيلة وغدرا، حيث تعرض الشهيد للاغتيال من الخلف، ما يؤكد استهداف الشهيد بإصابة قاتلة، مؤكدا أن هذه الجرائم لن تمر دون عقاب ولن تزيد شعبنا إلا تمسكا بأرضه ودفاعه عنها، وأن الشعب منتصر لا محالة وأن الاحتلال إلى زوال.

الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال

من جهتها، قالت الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال – فلسطين، إن سياسة الإفلات من العقاب التي يتمتع بها المستوطنون وجنود الاحتلال الإسرائيلي، هي التي شجعت المستوطنين على قتل الطفل الخالدي حرق الرضيع دوابشة وأسرته وهم أحياء، فجر أمس الجمعة في قرية دوما بمحافظة نابلس.

وهذه هي الحادثة الثانية التي يتم فيها إحراق طفل فلسطيني حي حتى الموت على يد مستوطنين إسرائيليين في غضون عام تقريبا، بعد حادثة حرق الطفل المقدسي محمد أبو خضير (16 عاما) حيا في الثاني من تموز العام الماضي.

وقال مدير عام الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال خالد قزمار "إن هذا الاعتداء يؤكد أنه ما عاد هناك مكان آمن للأطفال الفلسطينيين، حتى في منازلهم"، مضيفا أن "الأطفال عادة ما يكونون ضحايا لهذه الاعتداءات المستمرة والإرهابية على أيدي المستوطنين".

وأشار قزمار إلى حادثة مهاجمة مستوطنين صباح اليوم السبت لمزارعين في قرية قصرة جنوب نابلس، قائلا "إن هذا يؤكد على أن المستوطنين مستمرون في اعتداءاتهم برعاية وحماية جنود الاحتلال، وكذلك قتل الطفلين ليث الخالدي(15 عاما) من مخيم الجلزون، ومحمد المصري (16 عاما) من بيت لاهيا، أمس على يد جنود الاحتلال، يؤكد أن كل تصريحات القادة الإسرائيليين تضليلية".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]