ابدى شباب وفتيات مدينة ام الفحم استياءهم العارم جراء حالة "السبات"- أن صح التعبير الشديد التي تسود البلاد وخاصة بعد الانتهاكات المتكررة للمسجد الاقصى المبارك، شتم النبي محمد صلى الله عليه وسلم، واحراق منازل في قرى قضاء نابلس والتي انتهت بإستشهاد طفلا حرقا واصابة امه وشقيقه بجراح خطيرة.

حيث ابدى العديد من المعقبين عن استياءهم لهذه الحالة المقلقة محملين خلال رسالتهم المجتمع الفلسطيني عامة، والقيادة الفلسطينية، خاصة ان كان في الداخل او في الضفة الغربية، المسؤولية الكاملة لما وصلت اليه الاحداث.

كل ما يحدث بناء هو نتيجة حتمية لحبنا للدنيا على الاخرة

الشاب غازي محاجنة عقب على هذا قائلا: كل ما يحدث لنا هو نتيجة كونهم احبوا الدنيا على الاخرة، فعندما تجرأ السيسي وامثاله على الدين وعلى حرائر مصر هانت كرامة المسلمين عند بني صهيون، والحل الوحيد لكي نخرج من هذه الازمة هو الرجوع الى قول عمر رضي الله عنه لقد كنا اذلاء فأعزنا الله بالاسلام، فإذا ابتغينا العزة بغيره اذلنا الله.

الاحتلال ادخل بعقولنا الفكرة كي نتقبلها بصورة غير مباشرة

عمر سمير قال: لقد اعتدنا على مثل هذه الاخبار واصبحت اخبار اعتيادية، فالاحتلال قد ادخل بعقولنا وبصورة غير مباشرة فكرة الاقتحامات والاعمال الارهابية من المستوطنين، حتى اعتدنا على هذه الامور واصبحت شيء عادي للاسف الشديد، كما وان موجة الاعتقالات التي تجري بعد كل مواجهة زرعت الخوف في قلوب الكثيرين، فكلنا نذكر الكم الهائل من الاعتقالات التي وقعت للشباب بعد المظاهرات الاحتجاجية على مقتل الطفل محمد ابو خضير، وذلك عدا عن كون القيادات السياسية والوطنية لا يرغبون بأن يكون هناك حراك شعبي وجماهيري. 

عندما اعتقلت لم اجد من يقف الى جانبي

الشاب محمود محاجنة قال: انا كشاب اعمل طيلة اليوم حتى احقق احلامي ومشاريع حياتي، لا شك ان الاقصى ونصرته اهم من كل الامور الدنياوية، ولكن عندما اعتقلت في المرة الماضية لم تقوم اي مؤسسة بمتابعة اخباري او بمد يد العون لي، ولا اعتقد ان مثل هذه الامور من الممكن ان تحل بتظاهرة لشاب او شابين او حتى خمسين، فهذا يحتاج الى حشد جماهيري ضخم بمعنى الكلمة.

واضاف: لا يمكن لشخص لوحده ان يقاوم دولة، وفي حال فعلت ذلك فلن اعود على اهلي الا بالمصائب، لا اريد ان يفهم من كلامي اني ضد التظاهر وحتى الانتفاضة على هذا الوضع ولكن يجب على كل شخص ان يدرس اي خطوة قبل القيام بها، فعندما يسقط احد شبابنا لا احد من قياداتنا يلتفت اليه.

لو كان بيننا المعتصم وصلاح الدين لما تجرئ صهيوني واحد على التطاول على رسولنا

اما الشاب خالد بشير فقال لـ "بكرا": لو كنا بيننا المعتصم لحرر الاقصى وما كان لصهيوني واحد ان يتطاول على الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ودخول المسجد، ولو كان بيننا صلاح الدين او هارون الرشيد ما كان لكلب ان يذل امة كاملة، امة المليار والنصف مليار مسلم، ولكن للاسف جميعنا نغضب بتغريدة وننفعل بهاشتاغ ونستنكر بمظاهرة او مسيرة، للاسف لا رجال حتى الان، لا نخوة ولا غيرة على الدين، نحن غثاء لا يصلح لنا ان نكون رجال.

قبل ان نطالب غيرنا احترام ديننا ونبينا، علينا ان نربي ابناءنا على ذلك..

اما محمود جبارين فقال: اولا لا يجب ان ننسى ان اول من يسب الرسول والرب هو اولادنا وابناءنا، فكيف ننتظر من غيرنا احترام معتقداتنا، انظر من حولنا ،الاوساخ في كل مكان وفي الشوارع، ورسولنا صلى الله عليه وسلم ارمنا بالنظافة واماة الاذى عن الطريق ونحن نضع الاذى على الطريق.

واضاف: فقدنا احترام الغير والجرائم منتشرة في بلداتنا واطلاق الرصاص لاتفه الاسباب، فعندما نعود لتعاليم ديننا ونعطي كل ذي حق حقه، ولا نسلب عمال الضفة حقوقهم ولا نحرم المرأة من الميراث وعندما وعندما... حينها لن يكون داع للتساؤل لماذا وصلنا الى هاذ الحد من الهوان.

القيادات مشغولة بما لا ينفع، والناس يخشون على رزقهم ونسيوا ان الرزق من عند الله

محمد حمدان قال بدوره لـ "بكرا": بعض القيادات، الا من رحم الله، مشغولة بما لا ينفع ، والناس مشغولة برزقها ونسيوا ان الرزق من عند الله وحسبوا ان كثرة المال بكثرة العمل لا بالتوكل على الله وبالاخذ بالاسباب، فالله قال في كتابه "وفي السماء رزقكم وما توعدون" فالبعض اليوم يخاف على نفسه واولاده من الاعتقال، فقد قال الله تعالى في كتابه:" ايحسبون ان يقولوا امنا وهم لا يفتنون".

واضاف: بعضهم لا يقوم بواجبه كما هو مطلوب منه،بل يستغل الحدث لمصلحته والله المستعان، غير هذا هذه الدولة ذكية فهي تخطو الخطوة وتدرسها جيدا ويعلون في السلم تدريجيا، حتى اصبحت هذه الاحداث عادية في حياتنا بسبب هذه السياسة.

اسرائيل استخدمت سياسة الحياة الرغيدة في الداخل وفي ضفة لتنسي الشعب قضيته

محمد كامل محاميد قال معقبًا: اسرائيل بالسنوات الماضية استخدمت سياسة متعة الحياة لعرب الـ48، فلو قامت القيادات اليوم بأي مظاهرة لما لاقيت تأييد شعبي كبير ، فأكبر الهموم لدى عرب 48 هي تحسين ظروفهم الاقتصادية والتمتع بالحياء، فالرخاء الاقتصادي ابعد العرب عن المشاكل الوطنية والدينية، والان اسرائيل بدأت بهذه السياسة بالضفة، فخلال الحرب على غزة لم يتحرك عرب الـ 48 ولم يتحرك الفلسطينيين في الضفة لنفس السبب وهو عدم دج انفسهم بالحرب خوفا من ان يكون مصيرهم مثل اهل غزة، وحتى ان اسرائيل رغم خطف 3 مستوطنين بالخليل فإنها لم تعاقب اهل الضفة بل سهلت لهم الدخول الى اسرائيل والاستنفاع بالعمل وتحسين ظروفهم الاقتصادية وبذلك فهي تبعدهم تدريجيا عن هموم الوطن.

اما محمد طاهر جبارين فقال: لا شك ان هناك ردود فعل على الصعيد الشعبي وفي الاراضي الفلسطينية بالضفة وغزة والداخل الفلسطيني، وعلى مستوى الدول فقد خرجت مسيرات عدة من مدن اوروبية لكنها لم ترقي للمستوى المطلوب، وذلك بسبب معاناة الشعوب العربية من ممارسة الفساد، النهب، القتل ، التشريد ، القمع والظلم من قبل الحكام الذين يجثمون على صدرها والذين اشغلوا الامة عن قضيتها الاساسية الا وهي فلسطين.

مصالح الفصائل والاحزاب طغت على المصلحة العامة

لبابة سليمان قالت بدورها لـ "بكرا": اعتقد ان شعبنا الفلسطيني قد دخل الى معادلة صعبة ومعقده ادت به الى فقدان هم الوطن حيث بعد تدخل عوامل الاحتلال وفرض السلطة ومصالح الفصائل والاحزاب مما اعدم رغبة كل فلسطيني التعبير عن نفسه وعن همه الوطني.

واضافت: كما ان للظروف المعيشية الصعبة وتهميش الهوية وحالة الظلم والبطالة والفقر وفقدان المستقبل وعدم وجود الاستقرار الاقتصادي والسياسي والاجتماعي لكل تلك العوامل دور مهم في سبات يجعل من شعبنا لا ينتفض على ما يدور من احداث تغتصب كرامتنا كمسلمين فلسطينين على هذه الارض.

لن يكون هناك تحرك شعبي يليق بنا كأقلية لعدم وجود قواعد نضالية مشتركة للجميع

زكريا اغبارية قال مختتما: لا يوجد هناك تحرك شعبي ولن يكون أي تنديد يليق بنا كأقلية عربية تهان يوميا بلقمة العيش وبمؤسساتها وعقيدتها ومقدساتها ، لسبب بسيط جدا حسب رأيي (وقد يخالفني فيه البعض ) ، أننا لا نتفق علی شيء يجمعنا أو قواعد نضالية واحدة تكون سببا في ميلاد مؤسسة وطنية واحدة قوية تلتحم حولها أطياف مجتمعنا مع اختلاف اللهجة والدين والمبدأ.

وقال ايضا:أنا أعتقد أن هدف الأحزاب فيما بينها هو إخفاء الآخر ، والإستيلاء علی شريحة أكبر وتحقيق نجاحات ذاتية حزبية ،زد علی ذلك أننا كقيادات ومنتخبين لم ولن نجعل من أنفسنا علی مدار التاريخ الحديث خط دفاع عن شعبنا ومقدساتنا في معاركهم ، وجعل هذه النخبة خط دفاع بالروح والدم عن شعبنا ،فما دام الشعب لم تتحرك فيه الثورة علی الواقع ، فلن نجد القيادات ملتحمين في خط النار وبالصف الأول للدفاع ونداء الشعب لالحاق بهم والثقة بهم حتی النصر ورد الحق لأصحابه .

أحببت الخبر ؟ شارك اصحابك 
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]