تتميّز قرانا العربية دائمًا بتاريخها العريق والقصص العديدة التي كانت تحصل في سنوات الماضي وما زال أهل القرية يسردونها ويتفاخرون بهان وفي حرفيش الجليلية، وبين القصص الكثيرة تعرف قصة "أبو عنزة" بانها الأكثر شهرة، القصة التي تحدث لـ"بـُكرا" عنها الشيخ الأستاذ فواز حسين وبدأ قائلًا : بو عنزه ابن قرية حرفيش، ضرب فيه المثل من حيث قوته وجراته، يقدر الرجال حق تقدير ولكنه لم يخطر على باله بتاتا ان يلتقي بإمراه جريئة، قوية القلب تعمل ما يعجز رجال كثيرون عن القيام به .
واجبي اعطاء مغارة دوشا حقها
هذا وقد رافق مراسل "بـُكرا" الشيخ فواز حسين الى وادي الحبيس وبالتحديد الى مغارة دوشا الواقعة من الجهة الغربية لقرية حرفيش ، وهناك جلس بالقرب من عين العيش وسرد قصة ابو عنزة التي اصبحت قصة للعبرة يسردها الجميع ، حيث قال في بداية حديثه : شعرت انه من واجبي اعطاء هذه المغارة حقها بان يراها الجميع وان يستمع للقصة التي حصلت هناك مع ابو عنزة ، حيث اصبح مشايخنا يسردونها على مسامع الشباب كي يعرفوا معنى الشجاعة ويأخذوا درسا من هذه القصة .
قصة ابو عنزة
وتابع: في احدى سهرات ابو عنزة مع شباب القريه حول موقد من النار في ليالي الشتاء الحالكة والباردة , كل يبرز جراته وما حدث معه، يتغنى بتحدياته امام رفاقه حيث تراهنوا جميعاً في موضوع يقدر عليه رجال قلائل، تحدوا بعضهم البعض حول المهمة التأليه : الوصول مشيأ على الاقدام، بشكل منفرد الى مغارة دوشا، الواقعة من الجهة الغربية للقرية على طريق وادي الحبيس من جهة سحماتا ليضع علامه بارزه على باب المغارة لتكون اثباتا لرفاقه في اليوم التالي انه بالفعل وصل الى هناك ، فما كان من ابي عنزه الى ان يقدم نفسه متحدياK وبالفعل ترجل الى المكان المذكور وفي نفس الليلة ورفاقه يتسامرون حول النار الى ان يرجع رفيقهم وبالفعل وصل ابو عنزه الى المغارة، رغم كل مخاطر وتحديات الطريق وعندما وقف على باب المغارة يدق العلامة المتفق عليها، الا انه احس بضربه على كتفه , ثم وضع يده في حركه غير اراديه واذا به يلمس يد انسان وبعد لحظات تعرض لضربه ثانيه على الكتف الاخر , فلمست يداه عضواً اخر , دهش وخاف كثيراً من الذي سمعه والحركات التي احس بها وصرخ بأعلى صوته في المغارة :- انت انس ام جنس ,انا لا اجزع ولا افزع فسأصل اليك مهما كانت الاحوال واذا بصوت امراه خائفة يخفت في الدهاليز الداخلة للمغارة فتوسلت تطلب الحماية والرأفة والسترة من ابي عنزه ، ومن ثم قصت عليه ما حدث معها انها من قرية دير القاسي المجاورة ومتزوجه من قرية الجش, تشاجرت مع زوجها الى حد قتله حيث قامت بتقطيع جثته اربأ اربأ ووضعتها في كيس, وعند المغيب حملته على ظهرها قاصده المغارة من قرية الجش , غربًا مرورًا بالوادي والذي سميه فيما بعد بوادي ناصر على اسم الزوج المذكور, مرورًا بحرفيش باتجاه وادي الحبيس لكي تلقي في الكيس هناك لتخفي فعلتها ، حقا انها نادره تعجب لها ابو عنزه , حار في امرها وقساوة قلبها فما كان منه الى ان راف بها واعطاها الامان , وصل بها الى قريتها حيث قص القصة على مختار القرية وروى ما سمعت اذناه ورأت عيناه ثم قفل راجعًا الى القرية .
وتابع: بدا الفجر بالبزوغ ورفاقه قلقون عليه لم يبرحوا المكان الذي سهروا فيه تلك الليلة، حيث قص عليهم ما حدث وسبب تأخيره عنهم فما كان منهم الى ان توجهوا الى المغارة ليتحققوا من اقوال ابو عنزه وجراته، وبالفعل وجدوا العلامة المذكورة على الباب . عندها اقروا له بعجزهم واعترافهم له لكن الذي ادهش ابو عنزه ورفاقه فعلة تلك المرآه وجراتها ولا عجب في العبرة التي استخلصها ابو عنزه من تلك الحادثة :- عندما قال للأمير ظاهر العمر :- "سآتيك بقلب اقسى من قلب امرأه " .
[email protected]
أضف تعليق