دعت لجنة مناهضة قتل النساء مشاركتها اليوم الثلاثاء في في الوقفة الاحتجاجية ضد جرائم قتل النساء وتقاعس الشرطة, وذلك في الساعة الرابعة والنصف، مقابل مقر الشرطة "عييروت" / مفرق سقاطي/ مفرق شوكت - النقب.
وكانت قد استنكرت اللجنة وبشدة الحادث الإجرامي الذي وقع مساء يوم الاربعاء الموافق 22/07/2015 حيث تم قتل تسنيم ابو قويدر البالغة من العمر 22 ربيعا، بالسم حسب الشكوك.
بيان لجنة مناهضة قتل النساء
المؤسسات والجمعيات والناشطات/ون، الأعضاء في لجنة مناهضة قتل النساء، يستنكرون بشدة قتل السيدة تسنيم ابو قويدر التي سقطت ضحية جريمة بشعة. خلفت طفلين يتامى وجثة هامدة لشابة عاشت في هذا العالم اثنين وعشرين ربيعا فقط. ً
لا يستوعب العقل البشري هذه الجريمة والتي سبقتها جرائم هذا العام في بيت جن وعرعرة النقب، عرب الشبلي، و الطيبة . من أقصى الجنوب الى أقصى الشمال تقتل النساء في بلادنا ، لا يكترث احد ولا ينطق احد.
باتت هذه الأنباء لا تلفت انتباهنا في الرأي العام والمجتمع المحلي وتشغلنا لدقائق فقط بعد سماع الخبر. كأن الوهن نال من ضمائرنا , وتخدرت مشاعرنا.
مؤشر خطير على تدهور مجتمعنا
إن هذه الجرائم وبشاعتها لهي مؤشر خطير على تدهور مجتمعنا، ولا تقتصر على بلد أو قرية أو مدينة. وهكذا يزور وباء القتل والجريمة كل بلد وكل حارة ويحصد أرواح النساء دون رادع.
ولم نذكر بعد محاولات القتل ،والاختفاءات المبهمة لشابات ونساء ننتظر العثور على جثثهن ، كيف لنا ان نصمت بعد اليوم ؟كيف لا ننتفض ودم نساءنا مستباح, دون رقيب او حسيب.
إلى متى هذا العنف وكم أفواه النساء في مجتمع يصبو للحرية وينادي بالكرامة والعدل وحل القضية؟
نحن نعي أن الشرطة لا تقوم بدورها في ملاحقة ومعاقبة المجرمين، وأنها تتجاهل توجهات النساء وشكاويهنّ حول الاعتداءات التي يتعرضن لها، وأن الدولة ومؤسساتها – كما أكدنا دائمًا - تساهم في استمرار هذه الظاهرة وتهدف بها ضرب بنية مجتمعنا الفلسطيني.
إلا أننا، مع ذلك، نؤمن أنه ما لم يتحمل مجتمعنا مسؤولياته وما لم يأخذ دوره الفاعل للحدّ من هذه الظاهرة، فسيغدو مشهد القتل والعنف عاديًّا ومتوقعًا ولسنا بعيدات عن ذالك أبدا في ظل وابل أحداث العنف الذي احتل المدارس والميادين وشاشات هواتفنا الذكية.
لن نسكت بعد اليوم
يعيش بيننا اليوم في كل مكان قاتلو نساء ومعتدون ومجرمون، وليس هناك بلد أو حيّ أو أسرة آمنة، كلنا مستهدفات وكلنا تسنيم ونعمة ونادية وشاديه، مرلين، منى، فاطمة، آلاء، ياسمين و...و.... لا .... لن نسكت بعد اليوم.
لن يردع الجريمة القادمة غيرنا نحن
إن كان صمتنا دافعًا، فسيكون صوتنا رادعًا
لن نقبل بالصمت حالنا
ولا تقاعس الشرطة مصيرنا
ولا خرس قياداتنا واقعنا
ولا تجاهل مجتمعنا وضعنا
عدم الانجرار خلف المحرضين ضد الحراك النسوي
إننا في لجنة مناهضة قتل النساء، نرى بالحراك الجماهيري النسويّ والشبابيّ المتواضع في مكان وقوع الجرائم، نقطة تحوّل إيجابية في التعبير عن المواقف المناهضة لجرائم قتل النساء، ونشيد بكل افراد المجتمع التعاون مع النشاطات النابذة للعنف والجريمة وعدم الانجرار خلف المحرضين ضد الحراك النسوي بإسم الديانات والأعراف والنسيج الاجتماعي "الحساس" وغيرها من أغطية واهية تصيبنا بالعمى والشلل .
لا تخافوا من قول الحق ، لا تهابوا الحقيقة ، الضحية التالية بحاجة لكم ، أنت وأنا ، رجلا كنت ام أمراه ، مسلما مسيحيا او درزيا. كلنا معا سنواجه الجريمة.
استهجان لموقف القيادات
نستهجن مرة تلو الأخرى مواقف قيادات مجتمعنا القطرية والمحلية، السياسية والدينية والمدنية، في كل البلدات والمدن العربية، ونحثها على أخذ خطوات حاسمة جدّية للتصدي لهذه الظاهرة الخطيرة. فالتصريحات والدعوات والبيانات المنددة بالعنف وجرائم القتل لم تعد الأداة الأمثل لوقف شلال الدم اليومي، وخاصة ظاهرة قتل النساء التي تتميز بحالة صمت مجتمعية مرفوضة.
آن الأوان لوقف النفاق المستمر والمعايير المزدوجة. من لا يناضل ضد قتل وقمع النساء ليس له حق أخلاقي في أن يناضل ضد القتل والقمع على خلفية سياسية أو قومية – فالقمع هو قمع، والقتل هو قتل.
قتل النساء – جريمة
تقاعس الشرطة والجهاز القضائي – جريمة
وصمتنا - جريمة
إننا نهيب بكل فتاة وكل امرأة بحاجة إلى المساعدة والدعم والاستشارة أن تتوجه إلينا عبر الأرقام التالية:
- 04 6566813 مركز مساعدة ضحايا العنف الجنسي والجسدي
8533044 - 04جمعية السوار
9965005 08 - جمعية نعم ( اللد والرملة ويافا)
6288884 - 08جمعية معًا
ونحن بدورنا نتعهد بالحفاظ على السرية التامة
لجنة مناهضة قتل النساء : السوار – الحركة النسوية العربية لدعم ضحايا الاعتداءات الجنسية ، انتماء وعطاء- الطيرة ، المنتدى العربي للجنسانية ، أصوات- نساء فلسطينيات مثليات، بلدنا – جمعية الشباب العرب، حركة النساء الديمقراطيات، مدى الكرمل - المركز العربي للدراسات الاجتماعية التطبيقية، جمعية نساء ضد العنف، كيان – تنظيم نسوي، معًا – إتحاد الجمعيات النسائية العربية في النقب ، مركز الطفولة - مركز نسائي متعدد الأهداف ، نعم- نساء عربيات في المركز, المنتدى النسوي الفلسطيني, اتحاد النساء التقدمي, المنتدى الفلسطيني.
تعقيب الشرطة:
وعقبت الناطقة بلسان الشرطة الاسرائيلية، لوبا سمري على اخر التطورات المتعلقة بقضية الشابة المرحومة تسنيم ابو قويدر، قائلةً:" ،صحيح لهذه المرحلة، لم يتم بعد استلام نتائج تقرير فحوصات الطبيب الشرعي بابو كبير الا ان هنالك شبهات اخرى تم ترجيحها مؤخرا بالشرطة ومفادها هو وعلى ما يبدو تعرضها للقتل مع مواصلة المحققين فحص باقي الاتجاهات والمسارات كما صحيح لهذه المرحلة دون اعتقال مشتبهين بالضلوع فيها والتحقيقات ما زالت جارية عند طاقم التحقيقات الخاص الدي تم تشكيله للتوصل الى كامل حقيقة هذه القضية".
اما فيما يتعلق بالانتقادات التي وجهت للشرطة في البيان السابق، جاء من سمري:" الشرطة وعلى وجه العموم تعمل بعزيمة وبحزم وبصرامة وبلا هوادة مع بذلها لكافة الجهود والموارد والامكانيات والوسائل والسبل القانونية المتاحة وقدر المستطاع في معالجتها لاي من قضايا العنف وبالذات الاسري لحساسيتها وميزاتها المختلفة، كما ومناحيها التي تنطوي على درجات متفاوتة من الخطورة قد تصل الى البالغة الشده والخطورة ، وذلك جنبا الى جانب عمل مكاتب الرفاه الاجتماعي ، كل من مكانه وموقعه ومسؤولياته الواسعه والتي قد تكمل بعضها بعضا وقد تتشابك مع بعضها البعض وكل حاله ما يتم معالجتها وفقا لحيثياتها وملابساتها الخاصة".
تقديم 20 لائحة اتهام منذ مطلع 2015
هذا ويشار الى انه ومنذ بداية العام 2015 وبمنطقة النقب لوحدها تم تقديم اكثر من نحو 20 لائحة اتهام مع طلب تمديد حتى الانتهاء من كافة الاجراءات القانونية القضائية ضد ضالعين بجرائم عنف اسري مختلفة هناك وغالبيتها ملفات تخص مواطنين عرب سكان المنطقة هناك.
واكدت سمري ان جرائم القتل هي الاصعب في ما بين عامة الجرائم والى ذلك تواصل الشرطة بذلها لكافة الوسائل والموارد والجهود والاجراءات القانونية المتاحة مع توظيفها لخيرة الضباط والمحققين حتى التوصل الى الكشف عن حقيقتها في اقصر فترة زمنية ومع تقديم اي من الضالعين فيها للعدالة وايقاع اقصى العقوبات بحقهم.
وشددت سمري على الحاجة الماسة لمواصلة تشابك الاذرع ما بين كافة الجهات والاطر المعنية والشرطة في مكافحتها لأي من هذه الظواهر بالغة الخطوره وبما يتضمن مشاركة كافة افراد المجتمع والوجهاء والقيادات المحلية والجماهيرية والدينية والرسمية والتربوية والمجتمعية وحتى السياسية مع كافة الاطر والمؤسسات التربوية التوعوية الارشادية الرسمية واللارسمية كما الجمعيات المناهضة للعنف وغيرها الكثير لنبذ اي من هذه الظواهر ومنفذيها.
[email protected]
أضف تعليق