برأت محكمة الصلح في مدينة عكا كل من النصراويين منير ابو سمحة ونزار عبدالجواد من التهم الموجهة بحقهما فيما يتعلق بالتآمر للإحتيال ومحاولة التآمر بقصد الإحتيال، بعد كشف برنامج كولبوتيك عام 2007 الذي كان يبث عبر القناة الثانية تحقيقًا ينسب لأبو سمحة وعبدالجواد شبهات التحايل على السلطات، وبيع شهادات "إسعاف أولي" لطلاب دون إجتيازهم لدورة تدريب مدتها 44 ساعة تعليمية كما ينص عليه القانون.

وبحسب لائحة الإتهام التي قدمت في حينه ضد النصراويين فإن حيثيات القضية تعود لعام 2006 عندما بث برنامج التحقيقات الشهير "كولبوتيك" تحقيقًا مصورًا يكشف حصول اعداد كبيرة من الطلاب على شهادة عبور دورة الإسعاف الأولي دون اجتيازها على أرض الواقع، والتي كان يشترط من قبل وزارة المعارف الحصول عليها من اجل الحصول على شهادة التدريس للعمل في سلك التعليم، بحيث ظهر في التحقيق المصوّر نزار عبدالجواد وهو يفاوض الطلاب ويحصل على مبلغ 400 شيكل على كل طالب من منحه الشهادة دون عناء التعلم، فيما ظهر في التحقيق ان من كان يوقع على الشهادات هو منير ابو سمحة صاحب الشركة المختصة لتنظيم دورات تعليمية في مجال الإسعاف الأولي والمصادق عليها من قبل الوزارات والسلطات المختصة".

وجاءت براءة كل من ابو سمحة وعبدالجواد بعد سنوات من المداولات في أروقة المحاكم، لتظهر الحقيقة في النهاية وتثبت براءتهما بحيث كتبت القاضية جني طنوس في قرارها:"انه وبعد فحص كافة الأدلة والقرائن والبينات فأنا على قناعة ان المتهمين بريئين من كل التهم الموجهة بحقهما".

فيما يخص قضية " التامر بقصد الاحتيال و محاولة التامر بقصد الاحتيال"
وقال المحامي أحمد مصالحة: تعود حيثيات القضية عندما نشر برنامج كولبتك تحقيقا جاء فيه بأن "نزار عبد الجواد وهو من الناصرة، قام باعطاء شهادات اسعاف اولي لطلاب الكليات والجامعات في اسرائيل، دون ان يتعلموا الدورة اصلا"، حيث ينص القانون في وزارة التربية والتعليم ان على كل معلم مجبر ان يأخذ دورة في الاسعاف الاولي ومدتها على الاقل 44 ساعة، لكي ياخذ شهادة التدريس . ولكن وبحسب التقرير الذي نشر في حينه في القناة الثانية فان " المعلم قدم الشهادات لطلاب بدون ان يتلقوا ساعات تدريس في الاسعاف الاولي ، وكان يتقاضى من كل طالب مبلغ 400 شيقل . وذكر في البرنامج انه كان يتم التوقيع على الشهادات من قبل مدير مركز الاسعافات الاولية في يافة الناصرة منير ابو سمحة. وعليه قدمت النيابة العامة لائحة اتهام بحق الاثنين ، ويوم امس صدر الحكم بهذه القضية حيث قامت القاضية جني طنوس بتبرئة المتهمين ، واشارت القاضية :" بعد فحصي لادعاءات الاطراف وبعد فحص الادلة انا على قناعة بان المتهمين برئين من التهم الموجهة لهم"" .

النيابة العامة صعدت على شجرة عالية وحاولت ان تلصق للمتهمين تهم قاسية جدا

المحامي احمد مصالحة الموكل بالدفاع عن نزار عبد الجواد ، قال أيضًا: " انتظر المتهمان وقتا طويلا حتى صدور هذا القرار العادل، وبعد ثماني سنوات اصدرت المحكمة قرارا واضحا ومهنيا جدا يقضي ببراءة المتهمين من كل التهم الموجهة لهما، واعتقد بأن النيابة العامة صعدت على شجرة عالية وحاولت ان تلصق للمتهمين تهم قاسية جدا، الا ان المحكمة قبلت ادعائي بانه لا يوجد اي بيّنة بان منير ابو سمحة ونزار عبد الجواد اتفقا على التامر بقصد الاحتيال . قرار المحكمة فيه فكر قانوني والنيابة لم تفلح باثبات ان المتهمين قد اتفقا على التامر بقصد الاحتيال ، وبما ان المحكمة قبلت الادعاء بان المتهمين لم يحاولا التامر مع مراسلي كولبوتيك بالتامر فقد وصلت الى نتيجة قانونية بتبرئتهما" .
" .

وقال المحامي لؤي عرفات الذي مثّل منير ابو سمحة أمام القضاء في حديث له حول ملف القضية:"منذ الجلسة الأولى في ملف القضية قدمنا للقضاء كل البينات التي تثبت عدم وجود صلة للمتهمين بما اذيع وعرض في البرنامج، وان كل ما قدم فيه كان محض فرضيات، كما ان كل الشهود الذين ادلوا بشهاداتهم عن طريق النيابة العامة، لم يثبتوا وجود اية صلة لمنير ابو سمحة ونزار عبدالجواد في اصدار بطاقات الإسعاف الأولي دون عبور الطلاب لدورات، حتى جاء القرار في النهاية، واثبتت براءة موكلي من كل التهم المنسوبة اليه، وبالتالي في حال براءته كمتهم اول في الملف، فإنه وبشكل تلقائي يتم تبرئة المتهم الثاني".

واضاف المحامي عرفات:"هذا القرار انتظرناه لسنين طويلة، كون موكلي عانى كثيرًا خلال هذه الفترة، لأنه حرم من مزاولة مهنته، ولكن اليوم بفضل الله اثبتت براءته ويمكنه اليوم ان يعود ويزاول مهنته بشكل محترم وهو مرفوع الرأس".يشار الى ان المحامي احمد مصالحة مثل المتهم نزار عبدالجواد قضائيًا وقد حاولنا الإتصال معه هاتفيًا للحصول على تعقيبه إلا انه لم نتمكن من ذلك.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]