تتابع صحيفة الاخبار اللبنانية نشر تفاصيل من ملفات مندي صفدي، ابن الجولان المحتل الذي يسكن تل ابيب، ففي ملف على الكومبيوتر الشخصي لمندي الصفدي حمل اسم «مندي ــ خاص» وجدت مذكّرة محفوظة تتعلق بالطيار رون أراد، من دون معرفة تاريخ كتابتها أو مصدر إرسالها.

واللافت أن الرسالة تشبه المذكرات الرسمية، إذ يتصدرها اسم «الجمهورية العربية السورية»، مع خانتين فارغتين إحداهما للتاريخ وأخرى للرقم، مع عنوان «مذكرة للاطلاع». وجاء فيها (حرفياً): «نحيطكم علماً أن المسؤول (عن) ملف الملاح الإسرائيلي رون اراد والذي سقطت طائرته في 16 أكتوبر عام 1986 في جنوب لبنان عند قيام إسرائيل بغارات على مناطق جوار صيدا، العميد «غ. خ.» وهو ضابط في القصر الجمهوري ومقرّب من الرئيس بشار الأسد. وقد استلم الملف عام 2010 بشكل سري.

من الجدير بالذكر: أن العميد غ. خ. يعرف مكان رفات الملاح الإسرائيلي رون اراد بناءً على معلومات سابقة وردت إلى شعبة المخابرات العسكرية، تؤكد أن شخصا لبنانيا شيعيا قد قدم عن طريق وسطاء «لحسن نصرالله» الأمين العام لحزب الله اللبناني عظمة من إصبع يد الملاح الإسرائيلي.

وأكد الوسطاء لحسن نصرالله أن هذا الشخص يعرف مكان وجود جثة رون أراد، وأنه مستعد لتقديم معلومات تحدد مكانها مقابل مبلغ 3 مليون دولار أمريكي، إلا أن حسن نصرالله قدم هذا الدليل على وفاة رون اراد إلى الجانب الإسرائيلي للاستفادة منه في صفقة تبادل الأسرى، وبدأ الجهاز الأمني التابع لحزب الله محاولة لمعرفة هذا الشخص الذي قدم العظمة ومعرفة مكانه، إلا أنه فشل.

الاسد على علم 

في حين استطاع العميد غ. خ. وبالتعاون مع اللواء آصف شوكت الوصول إلى هذا الشخص وإحضاره إلى دمشق بالتعاون مع محامي من بلدة المليحة في ريف دمشق. وكان اللقاء بين الشخص اللبناني والعميد «غ. خ.» في قصر تشرين بمدينة دمشق، وحصل العميد غ. خ. على كافة المعلومات المتعلقة بمكان وجود جثة الملاح الإسرائيلي رون أراد، حيث أبلغها بدوره للرئيس بشار الأسد، وطلب الرئيس بشار الأسد نقل كافة الملفات والوثائق والأوراق والصور والفيديوهات التي تتعلق بملف رون أراد والموجودة في شعبة المخابرات العسكرية إلى العميد «غ. خ.» حصراً.

نص الاخبار

وكتب رضوان مرتضى في الاخبار اللبنانية، في عددها الصادر اليوم الخميس، بقى حزب الله الشاغل الرئيسي للعدو الإسرائيلي ومحط اهتمامه واهتمام عملائه. عشرات الملفات التي قُرصنت من الكومبيوتر الشخصي لضابط الارتباط الإسرائيلي مع المعارضة السورية، مندي الصفدي، ومن هاتفه تشير الى ما يشبه «الهَوَس» بحزب الله. رسائل ومحادثات وصور وخرائط كلها تتعلق بالحزب وبتحركات قادته وعناصره وطلبات لجمع معلومات عنه وعن خططه، وصولاً الى ملاحقة لبنانيين في الخارج على أساس أنهم مقربون منه في محاولة لاستدراجهم. عيون عملاء إسرائيل على حزب الله في كل مكان في العالم!

بعد عملية «شهداء القنيطرة» التي نفّذها حزب الله في 28/1/2015، ردّاً على اغتيال العدو قادة في الحزب، بينهم الشهيد جهاد عماد مغنية وجنرال إيراني في غارة إسرائيلية استهدفت موكبهم في منطقة القنيطرة السورية، تلقّى مندي الصفدي، الساعة 17:40، رسالة من «بشار سلطان» عبر «سكايب» تحذّر من أن «هيبة إسرائيل في الأرض، والثمن سيكون غالياً في حال عدم رد الجيش على العملية التي نفذها حزب الله». فأجاب مندي «هناك مخطط رح يلغي حزب الله من شروشو... انتظر لتشوف»! ليرد الأخير ممازحاً: «اللهم انصر العدو الإسرائيلي على حزب الله».

ادق التفاصيل

وفي الساعة 19:15 من اليوم نفسه، جرت محادثة بين الإسرائيلي «ناجي أرهيب» (مجهول الصفة) والصفدي، تحدّث فيها الأول عن مقترح إسرائيلي للرد على العملية عن طريق دعم الجماعات المسلّحة في القلمون والسلسلة الشرقية ومساعدتها للوصول الى بعلبك. فرد مندي بأن المعركة يجب أن تكون منسقة وهجومية، لافتاً الى أن إسرائيل قرّرت «تخدير» حزب الله لحين الانتهاء من تجهيز الأمور.

وفي ٢٠١٤/٢/٢٤، جرت محادثة بين «أحمد زيدان» (مجهول الصفة) والصفدي، سأل فيها الأول عن ضربة وُجِّهت لحزب الله، فأجابه مندي بأنها تمت مساء السبت. كذلك عُثر على مراسلة قديمة تعود إلى عام ٢٠٠٨ بين العميل «ن. ن.» واللبناني «م. خ.» يفيد فيها الأخير بأن «د. ح.» يقوم بإرسال مادة C4 المتفجرة الى العراق بواسطة «عناصر ينتمون الى مغنية».

وفي محادثة جرت في ٢٠١٤/٤/٢ بين مندي والضابط الإسرائيلي يوشي كوبرفاسر (الرئيس السابق لشعبة التحليل في الجيش الإسرائيلي والمدير العام لوزارة الشؤون الاستراتيجية في حكومة الكيان الصهيوني)، يشير الأول الى أن الجماعات المسلّحة في القلمون تواصلت معه بشأن «دخول شاحنات كبيرة مغطاة بشوادر صفراء (يعتقد بأنها تابعة لحزب الله) الى نفق» بمعدل نحو عشر شاحنات يومياً. وطلب العمل على «تزويد الجماعات المسلّحة بأجهزة مراقبة وأجهزة تصوير بالأشعة السينية». فأجابه كوبرفاسر بأن الجماعات تعمل على كشف الأنفاق. وكشف مندي في المحادثة أن المعارضة السورية زودت الإسرائيليين بمعلومات عن وجود نفق في جنوب سرغايا يبعد ثلاثة كيلومترات عن بلدة النبي شيت اللبنانية، مؤكداً أنّ «المجموعات أبلغتني استعدادها للقيام بهذا العمل»، أي رصد الشاحنات عبر استخدام أجهزة المراقبة والتصوير.

منطقة القلمون

وعثر في الملفات على صور جوية وإحداثيات لبعض مواقع حزب الله في منطقة القلمون أرسلها الصفدي الى كوبرفاسر، وعلى رسالة موجهة من مجهول الى مندي تتضمن خرائط وإحداثيات عسكرية لموقع تابعة للحزب غرب بلدة القصر في البقاع الشمالي، إضافة الى شريط مصور لأسير إيراني يدعى عبد الحسين رضا أميني نجفي معتقل لدى إحدى المجموعات السورية المسلحة.

وفي ٢٠١٤/٦/٤، جرت محادثة بين قائد «لواء القادسية» في «الجيش الحر» أسد الخطيب والصفدي، تحدّث فيها الأول عن تحضيرات لعمل عسكري لاستعادة القلمون وقطع الإمدادات العسكرية عن حزب الله، وطلب مساندة عسكرية في هذه العملية. وبتاريخ ٢٠١٤/٧/٣، قال الخطيب في محادثة أخرى «إن موضوع قرية الطفيل ليس سهلاً. الجيش السوري وحزب الله أمّنا الطريق للتحرك بحرية باتجاه القرى اللبنانية والحدود مع الطفيل». وأضاف إن «هناك حركة غريبة في الطفيل انطلاقاً من مواقع لحزب الله في بلدتي حام وبريتال، حيث تم قطع الكهرباء عن البلدتين لأكثر من تسع ساعات».

معارضون سوريون يزودون العدو بمعلومات عن المقاومة ومواقعها

وطلب الخطيب من مندي «التحرك بقوة لأهمية هذا الموضوع وتأثير القلمون على العاصمة (دمشق)»، فأجابه مندي بأنه سيدرس الموضوع ليرى كيف يمكن التحرك. وبتاريخ ٢٠١٤/١١/٣، في محادثة ثالثة بين الخطيب والصفدي، أشار مندي الى أنه تواصل مع «البيك»، وسأل الخطيب ما إذا كان مفوضاً للحوار وما إذا كانت هناك «طريقة لحل القضية»، من دون أن ذكر تفاصيل حول القضية التي يتحدثان عنها، وبتاريخ ٢٠١٤/١٢/٧، سأل الخطيب المتورط في خطف صحافيين أجانب عن «الغارات الإسرائيلية في دير ميماس».

وفي ٢٠١٥/١/٣١، أرسل مندي رسالة الى الإسرائيلي شيمرات ريغيف (العلاقات الإعلامية في الكنيست الإسرائيلي)، تحت عنوان «يُرجى أن ترسل إلى يوشي» (يعتقد أن المقصود يوشي كوبرفاسر)، تتضمّن «معلومات مُسرّبة من ضباط في الجيش السوري» عن تحركات لعناصر من حزب الله في قرية وادي حنا السورية، إضافة الى معلومات عن نقل مواد كيماوية من سوريا الى اليمن.

إحداثيات في القلمون

ومع بدء قرع طبول معركة القلمون الأخيرة، أرسل مندي بتاريخ 09/05/2015 لكوبرفاسر صوراً جوية لبعض مواقع حزب الله في منطقة القلمون مع إحداثياتها كالآتي:
فوج65: 33º44’14.14”N - 36º30’37.24”E
فوج65: 33º44’13.93”N - 36º30’42.46”E
فوج67: 33º42’27.26”N - 36º26’28.61”E
فوج103: 33º42’37.69”N - 36º25’35.34”E
وفي ١٦-٥-٢٠١٥ جرت محادثة بين كوبرفاسر والصفدي، نقل فيها الأخير عن شخص لم يذكر اسمه في القلمون يطلب تدخلاً مباشراً للجيش الإسرائيلي طالباً إمداد المسلحين بصواريخ مضادة للدروع، بعد خسارة «الكثير من القتلى»، وأضاف راجياً: «هيك سلاح رح يردهن عنا شوي. اعذرونا. تحملونا».

وفي محادثة أخرى في التاريخ نفسه، أرسل مندي معلومة منقولة عن مصدر مجهول مفادها أن الجيش السوري جهّز منظومة صواريخ فولكان، وأنه بعد رصد الإحداثيات (المرفقة ربطاً بالصور) يتبيّن أن الجيش السوري وحزب الله قاما بتثبيت هذه القواعد.

عملاء وراء البحار

كذلك جرت محادثة بين كوبرفاسر ومندي، تحدث فيها الأخير عن «السعي لاستدراج أحد قياديي حزب الله الذي يعيش في لندن». وقد أبدى يوشي اهتمامه بهذا الموضوع. ويفيد مضمون المحادثة بأن وسيلة الاستدراج ستكون فتاة. وفي محادثة أخرى، يقول الصفدي إن لديه مصدراً للمعلومات عن حزب الله، ولديه قدرة على أداء المهمات أيضاً.

وفي محادثة مع «جان فرنش» (تعذّر تحديد هويته) يذكر مندي أنه يمتلك «معلومات هامة» عن اللبنانيين «ع. ب.» و»ع. ن.» (يحمل جواز سفر بريطانياً) اللذين يعملان في تهريب السلاح والألماس، مشيراً الى أنهما يعملان لمصلحة «الاستخبارات الإيرانية وحزب الله» و»يغذّيان خلايا أمنية في أوروبا تهدف الى استهداف الجالية اليهودية».

وفي مراسلة بين مندي وشخص يُدعى «أبو خليل» (تعذّر تحديد هويته سوى أنه لبناني)، يشير الأخير الى أن في حوزته «معلومات هامة» حول قادة عسكريين لحزب الله يمتلكون معلومات عن مواقع وأسلحة تابعة للحزب، إضافة الى معلومات بشأن القطع العسكرية للجيش اللبناني جنوب الليطاني وهي بقيادة «ضباط شيعة». وذكر «أبو خليل» أن لديه معلومات عن صواريخ إسرائيلية الصنع من نوع «رافائيل» في حوزة حزب الله. وطلب من مندي عدم التواصل هاتفياً معه كونها «طريقة غير آمنة»، فردّ الأخير بأنه سيعمل على عقد اجتماع مع الجهات الإسرائيلية المختصة. واقترح «أبو خليل» أن يكون مكان الاجتماع في القاهرة أو عمان.

كذلك وجدت رسالة من اللبناني «ن. ح.»، الذي يبدو أنه يعمل في مجال الاتصالات، يعرض فيها خدماته على الإسرائيليين مقابل مبلغ ٣٠٠٠ دولار شهرياً.

وضمن المراسلات المقرصنة، عُثر على محادثة بين مندي واللبنانية «ن. ب.» التي تعمل في إحدى المنظمات الدولية. وفي سياق المحادثة، أبلغته أنها تتنقل بين أميركا ولبنان وفرنسا، وتحدثت عن مؤتمر كبير عن لبنان (تعذّر تحديد تفاصيله)، وأبلغته أنها تحدثت مع الشيخ موفق (تعذر تحديد هويته)، وأن رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان كان موجوداً في دار الأوبرا في باريس، وسألته عن سبب عدم قدومه إلى فرنسا رغم أنها حجزت تذكرة سفر له، فأبلغها بأنه تواصل مع شخص يدعى حاييم (مجهول باقي الهوية)، وطلب منها التواصل معه لترتيب لقاء. وأثناء المحادثة، أرسلت «ن. ب.» صورتها مع شخصين (تعذر تحديد هويتيهما).

يشار الى ان صحيفة الاخبار نشرت الخميس الماضي عن تسريب ملفات تتعلق بطبيعة عمل منذر صفدي ابن مجدل شمس والذي يحب ان يُطلق عليه اسم"مندي"، تنسب له تهماً خطيرة تتعلق بطبيعة عمله في اسرائيل وعلاقته بما يحدث في سوريا.

وتُظهر الوثائق، كما جاء في الاخبار، تورط اسرائيل في التعامل مع المعارضة السورية، موضحة انه تمكن قراصنة من الوصول الى أجهزة كومبيوتر تعود الى موظفين أمنيين في اسرائيل، بينهم أحد العاملين في مكتب متصل برئيس الحكومة بنيامين نتانياهو، وهو منذر الصفدي المشهور بـ"مندي الصفدي"، أبرز الناشطين في الملف السوري.

عملية قرصنة كمبيوتر الصفدي وهاتفه والتنصّت عليه جرت على مدى أشهر وأدّت إلى فضح أسماء شخصيات لبنانية وسورية متورّطة في التعامل مع اسرائيل في الملف السوري وغيره.

وقد نجح المقرصنون في نسخ ملفات ومحادثات بأكملها، والحصول على أرقام هواتف وعناوين ووثائق سرية تتعلّق بالتنسيق بين شخصيات سورية معارضة للنظام السوري وموالية له، وأخرى لبنانية مع الإسرائيليين للحصول على معلومات عن مواقع ومعطيات عن شخصيات في حزب الله.

من مجدل شمس الى تل ابيب

ورداً على توجه موقع بكرا، عقب مِندي صفدي، ابن مجدل شمس والذي يسكن في مدينة" تل ابيب"، على ما جاء في الخبر، مبتدئاً اقواله ان فيه الكثير من" البهارات"، فلا علاقة لي بتجارة السلاح لا من قريب ولا من بعيد...

وتابع يقول:" انا انسان، ولدتُ في مجدل شمس ومن حقي ان اكون معارضاً للنظام السوري بسبب الأعمال البشعة التي يقوم بها هذا النظام الديكتاتوري ضد الشعب السوري...ان نشاطي مع المعارضة السورية يتمثل فقط في مجالين اثنين، الإنساني والطبي ليس اكثر من اجل نيل الحرية للشعب السوري.

واضاف صفدي:" لي علاقات سياسية، وحاولت من خلالها منح السوريين العلاج الطبي، لكن بقية السيناريوهات الهولوويدية، من تجنيد جواسيس والعمل مع المخابرات وغيرها مما جاء في الخبر عارية عن الصحة، ولا علاقة لي بها...!

وعلاقتي مع السوريين واضحة جدا من بداية الطريق، ولا اخفي شيئاً، وانشر جميع نشاطاتي ولقاءاتي وليس هناك ما اخفيه، وليس هناك حاجة للقراصنة ليقتحموها ويكشفوا عنها...فيكفي الدخول الى صفحتي في فيسبوك لمعرفة جميع النشاطات والفعاليات.

وحول علاقته بزعيم الليكود، رئيس الوزراء الاسرائيلي، بنيامين نتنياهو، اجاب: انا عضو في حزب الليكود ولي علاقات طيبة مع الرئيس نتنياهو، فأنا ناشط سياسي منذ 15 عاماً استطعت خلالها توطيد علاقات طيبة مع شرائح عدة سياسية ولا سيما اعضاء كنيست، وشغلتُ منصب مدير مكتب نائب الوزير القرا حتى قبل الانتخابات الاخيرة، وهذا ليس سراً.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]