في الأيام الأخيرة، من الشهر الفضيل أصدرت سيكوي، الجمعية لدعم المساواة المدنية في البلاد، بيانا استهلته بتقديم التهنئة إلى عموم المحتفين برمضان الكريم وعيد الفطر السعيد، متمنية أن يحل في الأعوام القادمة في ظل السلام العادل والمساواة التامة والعدالة الاجتماعية.
بخطوة سبّاقة: الجولات تتجاوز المدن وتصل القرى الصغيرة!
ولخصت سيكوي نجاح المشروع لهذا العام بإيجابية كبيرة، مستعرضة بعض المعطيات وأهمها أن أكثر من 1500 زائر يهودي شاركوا في هذه الجولات وأبدوا اهتماما كبيرا ببرامجها، خاصة أنها تضمنت العديد من المحاور، بما فيها التعرف على ظروف الجماهير العربية في البلاد، على البلدات وأهم معالمها وعلى العادات والتقاليد في شهر رمضان.
وتطرقت سيكوي من خلال بيانها إلى مشروع الجولات الرمضانية الذي بادرت إليه في عدد من البلدات العربية، مشيرة إلى أن جولات هذا العام لم تقتصر على المدن الكبيرة والتقليدية، إنما نظمت أيضا في بلدات صغيرة نسبيا كبرطعة واكسال وغيرها، بدءا من كفر قاسم والطيرة في المثلث الجنوبي، مرورا بأم الفحم وقرى المثلث الجنوبي ووصولا إلى مدينة الناصرة وقراها.
هوروفيتس: خرجنا بأسئلة ملحة حول ظروف المواطنين العرب في البلاد!
السيدة كيرن هوروفيتس، وهي مشاركة في إحدى الجولات إلى مدينة الناصرة، قالت حول انطباعاتها: "الزائرون اليهود يأتون إلى البلدات العربية إما دون أي معرفة حول ظروفها وإما وهم يحملون آراء مسبقة مغلوطة وكثيرة، أنا شخصيا لم أكن أعرف الكثير وتعرفت بفضل هذه الجولة على الكثير: أولا، ذهبنا إلى مواقع جميلة بشكل ساحر في هذه البلدة والتي ما كنت لأصل إليها لوحدي، وثانيا، تعرفنا على شهر رمضان وما يعنيه للمواطنين للعرب، إذ كان مثيرا بالنسبة إلي أن أعرف بأن هنالك أهداف اجتماعية من صيام هذا الشهر، كالشعور بالفقراء، إذ أن الصيام في الديانة اليهودية منعزل عن أي مشاعر اجتماعية."
وأما عن القضايا السياسية فقالت هوروفيتس: "كان خلال الجولة مرشدان، الأول عربي والثاني يهودي، ومن الواضح أن كلا منهما جاء بصوت مختلف نوعا ما، الأمر الذي أوسع آفاقنا، كما أن الجولة نفسها أثارت لدينا أسئلة كثيرة ما زلنا نبحث عن أجوبة لها، فمثلا، عندما وصلنا سوق المدينة وجدناها جميلة جدا، لكنها كانت شبه خالية، ما جعلنا نسأل: هل من الممكن أن تكون هنالك سوق بهذا الجمال والمكانة التاريخية وخالية من السياح في أوروبا؟ وما الذي يجعل مدينة كالناصرة لا تستغل كل الطاقات الكامنة فيها؟ وطبعا، إحدى الإجابات الممكنة بنظري هو كونها مدينة عربية لا تحظى بالاهتمام اللازم.. هذه الأسئلة ما زالت شاخصة أمامنا."
دعاس: هنالك من أتوا بآراء مسبقة غريبة!
من جهتها فقد أثنت السيدة فتية دعاس، صاحبة مطبخ منزلي، على هذا المشروع بحرارة كبيرة وقالت: "هنالك من جاءوا إلينا في الطيرة بآراء مسبقة غريبة وعجيبة واستغربوا من أن لدينا منازل وشوارع وهذا يدل على التعتيم الكبير على قضايانا وأما من خلال هذه الجولات فقد تجولوا في البلدة وسمعوا عن شرح واف من قبل المرشدين ومن ثم أتوا لتناول الطعام في منزلي، وهذه ليست المرة الأولى إنما منذ أعوام وعاما بعد عام نشعر بأن هنالك اهتماما أكبر بهذه الجولات وبالتعرف على بلداتنا، على عاداتنا وتقاليدنا وطعامنا."
وأكدت دعاس بأن هذا النوع من الجولات التي تتضمن برامج غنية ومثرية، تساهم بشكل جدي بتغيير الآراء المسبقة وبناء علاقات طبيعية بين المواطنين العرب واليهود، كما أشارت إلى البعد الاقتصادي لذلك إلى جانب الأبعاد السياسية، الاجتماعية والثقافية، وأضافت: من خلال هذه المشاريع، يصل المئات إلى بلداتنا، والجيد بهذا الأمر أن هذه المشاريع تهدف إلى تشجيع أصحاب المصالح البيتية والصغيرة وهذا يشكل دعما اقتصاديا هاما لنا." دعاس، توقعت أن تشهد الأعوام القادمة أيضا تطورا لهذه المشاريع وارتفاعا بعدد المشاركين فيها.
جرليتس: هدفنا الرئيس سياسي!
رون جرليتس، المدير العام المشارك لخّص المشروع لهذا العام بقوله: "نجاح هذه الجولات فاق المتوقع لهذا العام، فقط شارك أكثر من 1500 زائر للبلدات العربية، ممن تعرفوا على الجماهير العربية وظروفها وتجاوزوا جدران العزلة والانغلاق، كما أنهم لم يكتفوا بالتعرف السطحي على أصناف الطعام، إنما تعرفوا إلى العمق على ما تمر بها البلدات العربية وما يواجهه سكانها. وأضاف جرليتس: "هذا المشروع قمنا به أولا وقبل أي شيء لأهداف سياسية واضحة، لكننا ننظر برضا إلى ما يشكله أيضا كرافعة اقتصادية لأصحاب المصالح والمحال الصغيرة فحسب توقعاتنا، ضخ هذا المشروع مبلغ ربع مليون شاقل لخزائن هذه المحال والمصالح الصغيرة وهو مبلغ لا يستهان به في هذه المرحلة الأولية من هذا المشروع."
جرليتس حيا الطواقم العاملة على إنجاح المشروع وشكر المشاركين فيه من ضيوف ومضيفين معبرا عن أمله بأن يكون هذا المشروع أكبر وأوسع.
حمدان: نواصل العمل لتشجيع السياحة في البلدات العربية
علاء حمدان، المدير المشارك لمشروع تطوير مناطق سياحية مشتركة في جمعية سيكوي، أوضح بأن الجولات الرمضانية جاءت ضمن العمل الدؤوب والمتواصل الذي تقوم به جمعية سيكوي من أجل انعاش السياحة في البلدات العربية، وكسر جدران العزلة عنها، وأشاد حمدان بنجاح الجمعية في هذا العام باستقطاب الميزانيات اللازمة من المكاتب الحكومية ذات الصلة دعما لهذا المشروع، إلى جانب الميزانيات التي خصصت في هذا الشهر للأمسيات الرمضانية التي شهدها عدد كبير من البلدات العربية، ما يؤشر إلى اثراء الأجواء الثقافية والاجتماعية.
[email protected]
أضف تعليق