في تعقيبٍ خاص لـ موقع "بكرا" قال رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية سابقًا، عاموس يدلين، أنه في المجمل يمكن اعتبار الاتفاق الذي توصلت إليه إيران والقوى الكبرى الست، اليوم الثلاثاء، بشأن برنامج طهران النووي بـ "السيئ جدًا".

وعلل ذلك بالقول أن الاتفاق الحالي لا يضمن مراقبة البرنامج النووي الإيرانيّ بصورة جيدة وفعالة، حيث من المُحتمل أن تزيد القوة النووية لإيران خلال 10-15 عامًا، "مما يعزز قوة معسكر الإرهاب"- على حد تعبيره.

وأضاف يديلن أنه يتوجب الآن على إسرائيل العمل بصورة مكثفة، إلى جانب حليفتها الولايات المتحدة، لمواجهة هذا الاتفاق دبلوماسيًا أمام الكونغرس الأمريكي، الذي من المتوقع أن يصوّت على الاتفاق خلال 60 يومًا.

واستبعد يدلين احتمال قيام إسرائيل بأي رد عسكريّ في المرحلة الراهنة، على شاكلة قصف المفاعل النووي العراقي عام 1980 (وكان يدلين أحد الطيارين المشاركين في العملية) لكنه أكد قائلا أنه لا يستبعد مثل هذا الرد مستقبلا، في غضون الخمسة عشر عامًا المقبلة، هذا إذا تحققت السيناريوهات الخاصة بقدرة إيران على صنع القنبلة النووية- كما قال.

ردود فعل إسرائيلية، غاضبة وتحمل نتنياهو مسؤولية الاتفاق

وفي وقت لاحق اليوم وصف رئيس الحكومة الإسرائيلية الاتفاق بأنه "خطأ تاريخيّ". وقال في حديثٍ لوسائل الإعلام انه "سيعمل كل ما في وسعه لـ كبح مطامح إيران النووية"، دون إعطاء مزيد من التفاصيل.

بدوره قال وزير الأمن موشيه يعالون في تصريحٍ لوسائل الإعلام أن الاتفاق يسمح لإيران بأن "تبقى على العتبة النووية، أي على وشك إنتاج قنابل نووية إذا رغبت في ذلك، دون ان يتمكن أحد من وقفها".

وأضاف أن "إسرائيل ملتزمة بمنع ايران من الحصول على أسلحة نووية وستعرف كيف تدافع عن نفسها بقوتها الذاتية".

أما رئيس المعارضة الإسرائيلية، وزعيم حزب "المعسكر الصهيوني"، يتسحاق هرتسوغ، فقد هاجم بدوره الاتفاق، وقال إنه "يمثل تفريطًا بمصالح إسرائيل".

وحمّل هرتسوغ، رئيس الحكومة نتنياهو، المسؤولية عن الاتفاق، بسبب "النزاع الشخصي بينه وبين الرئيس الامريكي براك أوباما".

بدورها اعتبرت رئيسة حزب "ميرتس" اليساري المعارض زهافا غلؤون أن سياسة نتنياهو أدت الى عزل إسرائيل دوليًا.

وأضافت معقبة لوسائل الإعلام "يجب التمعن في تفاصيل الاتفاق قبل التعقيب عليه، ويبدو من النظرة الاولى انه يسمح بتفتيش منشآت ايران العسكرية، وبإعادة فرض العقوبات اذا ما تم خرقه".

كيف سيخرج نتنياهو من هذا "المأزق"؟!

بات من الواضح ان الحل الماثل حاليًا أمام رئيس الحكومة الإسرائيلي هو التأثير على أعضاء الكونغرس واستمالتهم حيث من المقرر أن يصوتوا على الاتفاق خلال 60 يوميًا. ويحق للرئيس الأمريكي فرض الفيتو على أعضاء الكونغرس حال صوتوا ضد الاتفاق وفي هذه الحالة يتوجب على الثلثين التصويت ضد القرار لتجنب الفيتو، مما يعني أن مهام رئيس الحكومة الإسرائيلي حاليًا يتمثل في إقناع ثلثي أعضاء الكونغرس بضرورة رفض الاتفاق "السيء بالنسبة لإسرائيل".

ويرجح محللون سياسيون أن يفشل نتنياهو في مهمتة الحالية، خاصة بعد أن أتهم من قبل الإدارة الأمريكية بتدخله بالسياسة الأمريكية بعد الخطاب الذي القاه قبل اشهر في الكونغرس وهاجم فيه سياسة أوباما التفاوضية مع إيران، مما أدى إلى استبعاده عن سياق المفاوضات.

وفي سياق متصل، نُقل عن وسائل إعلام إسرئيلية قولها أن أسرائيل تتحضر لاستقبال وفدين كبيرين من الكونغرس، من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، خلال شهر آب/ أغسطس المقبل قد يبلغ عدد أعضائه المئة عضو، حيث سيلتقون القيادة السياسية في إسرائيل ويبحثون معها في المسألة الإيرانية. 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]