قرية عكبرة الصامدة والوادعة اعلى جبال الجليل تعاني منذ سنين عديدة من تجاهل بلدية صفد التي تتبع لها، وجعلتها مهمشة وليست على سلم اولوياتها من حيث الخدمات ايضاً، ويرى الزائر اليها القمامة منتشرة في كل حدب وصوب، البنية التحتية مهدمة وتشكل خطرا على حياة المارة وتسبب اضرارا للمركبات ، قرية لا يوجد فيها اطر تعليمية ولا فعاليات منهجية او غير منهجية مما يؤدي الى لجوء الاطفال الى الشوارع".

"تسير في شوارع القرية في ساعات الليل وكأنك في غابة لا انارة فيها " هذا ما قاله محمود حليحل، وقريبه غازي حليحل يقول:" الطريق الى مدافن القرية غير مرممة ونمشي مسافة طويلة بين الغبار وفي الشتاء على الوحل"...

مراسلنا توجه الى عكبرة وتحدث الى عدد من المواطنين:

غازي حليحل اضاف:" نعاني منذ 30 عاما وخاصة بعد ضم قرية عكبرة لبلدية صفد ، ندفع الضرائب المطلوبة ولا نتلقى الخدمات ، وبضمنها الخدمات الاساسية ، كانت تفتخر قريتنا بمدرسة التي خرجت اطباء ومحامين ، فقامت البلدية بوضع عواقب امامنا وتم اغلاقها ، الشوارع والبنية التحتية جميعها مهدمة وتشكل خطرا كبيرا على المارة ، وكانت هناك عدة احداث حيث اصيب بسبب الحفر في الشوارع العديد من الاطفال والنساء والمسنين ، النفايات تتراكم بكميات كبيرة في القرية ، ويجب ان نتوسل البلدية بان تقوم بجمعها".

بلدية صفد شوّهت سمعة عكبرة

وتابعت تقول:" جميع البلدات العربية واليهودية تعرف عائلة حليحل واهالي قرية عكبرة كذلك، ولكن بلدية صفد شوّهت سمعة هذه البلدة بسبب التمييز والعنصرية تجاه المواطن العربي ، طلابنا يتشتتون الى مدارس عدة في البلاد منهم من يذهب الى الجش وطوبا والرامة لإتمام تعليمهم الابتدائي والثانوي ، حتى انه لا يوجد مواصلات فيضطرون الانتظار في الشوارع حتى يحن عليهم احد".

رسالة الى وزير الداخلية

واضاف: " اتوجه اولا الى وزير الداخلية واقول له عليك تكليف المسؤولين بان يهتموا بقرية عكبرة لانها مهمشة من قبل البلدية وتم تهجيرهم في عام 1948 من قديتا وهذا هو نصيبنا الخذلان والنسيان والتهجير ومعاناة 68 عاما منهم 30 عاما في عكبرة وكأننا لسنا في الوجود ونحن ندفع الضرائب لبلدية صفد دون اية خدمة او مقابل منهم ، ومثلما يحق للمواطن اليهودي في صفد او في اي مكان اخر يحق ايضا بان يتلقى ابن قرية عكبرة جميع حقوقه دون اي تمييز وعنصرية".

وكذلك اتوجه لاعضاء الكنيست عن القائمة المشتركة بالالتفاف الينا ومساعدتنا بحل مشاكلنا.

علاء حليحل: افكر بالخروج من عكبرة

وقال المهندس علاء حليحل في حديث لمراسلنا : " نعاني الكثير من استهتار وتمييز وعنصرية بلدية صفد اتجاهنا ، حيث في قريتنا عكبرة لا يوجد اطر تعليمية ولا فعاليات لا منهجية او غير منهجية ، هنا يوجد مدرسة واحدة تعلم حتى الصف الثاني وبعدها يتشتت الطلاب الى القرى المختلفة لإكمال تعليمهم الابتدائي والثانوي ومنهم من يذهب الى الجش والرامة وطوبا ويقضون اوقاتهم في الشوارع ، انا شخصيا افكر بان اخرج من عكبرة والبحث عن مكان للسكن، وهناك العديد من الشبان الذين يفكرون في هذه الطريقة بسبب العنصرية من البلدية ورئيسها ".

تمييز ضدنا لأننا عرب

واضاف علاء: " اهمال البلدية ينبع من منطلق عنصري كوننا عرب ، وعندما توجهنا الى البلدية قبل فترة طالبين بتحسين اوضاع القرية فكانت الاجابة من قبل رئيس البلدية : " هناك اعضاء كنيست عرب ، وقائمة مشتركة اذهبوا الى حماس لتساعدكم " ، فمن هذا المنطلق السبب من تهميشنا واضح ، اتوجه الى القائمة المشتركة واعضائها بان تقف معنا ".

محمود حليحل:

وقال السيد محمود حليحل : " لا يوجد انارة في الشوارع ، توجهنا للبلدية طالبين ان يعالجوا الامر ، ولكن ادعوا انهم قدموا طلبا لشركة الكهرباء لتغيير الإنارة ولم يتم حتى يومنا الاستجابة من قبل شركة الكهرباء حسب ادعاءات البلدية مع العلم ان البلدية هي المسؤولة عن تغييرها ، وهناك تتواجد الحشرات والثعابين مما يشكل خطرا على المارة ، هذه عنصرية تلاحق حقنا الاساسي من قبل البلدية ".

ناصر حليحل: طلبات عكبره ليست استنجادا لكسب الصدقة

وقال الشاب ناصر حليحل : " المشاكل التي تعاني منها قرية عكبره هائله جداً وأملنا الان هو ان تكون هذه بداية لسلسلة تحقيق طلباتنا تدريجياً وايجاد حلول للمشاكل التي تعاني منها القريه منذ عشرات السنين - بل من اول بيت تم بناؤه فيها لم يكن هنالك مساعده من البلديه ، طلبات عكبرة ليست استنجادا لكسب الصدقة من بلدية صفد المشهورة بالعنصرية ضدنا، لأننا عرب. ان طلباتنا هي فرض وواجب على بلدية صفد. بلدية صفد تفرض الضرائب على سكان عكبره، ونحن نقوم بدفعها دائماً، ويمكن احصاء ذلك بمئات الالاف وحتى الملايين، ولم يتم حتى اليوم تلبية طلباتنا.

تفضل بلدية صفد ان تفسر اهمالها بان ذلك ناتج عن نقص في الميزانية ،طبعاً ذلك شيء غير صحيح، وهنالك مشاكل تتعلق بالممرات والشوارع القديمة التي تحتاج ترميم ولم يتم ابداً ترميمها، والطريق الى مقبرة عكبره - مكان مقدس، لم يتم ابداً ترميمها كما وعدت بلدية صفد، ولا يمكننا سلوك تلك الطريق بمراكب عاديه. كما هنالك مشاكل تتعلق بالتعليم ، صفوف الاطفال حالتها لا يرثى لها ومنظرها حزين ولا يلائم ان يسمى مكان للتعليم، بل للتعذيب. وبما انه لن اكمل بإحصاء المشاكل فسأقول، بان الخدمات التي تقدمها السلطات المحلية لسكانها نحن محرومون منها من قبل بلدية صفد بينما هذا حقنا لأننا ندفع الضرائب. 

بلدية صفد لا تعقب

هذا وقد توجه مراسل موقع بكرا لرئيس بلدية صفد ايلان شوحط للاستماع لتعقيبه حول الموضوع ، فطلب التوجه للناطق بلسان البلدية ، وهو ما قام به مراسلنا حيث توجه للناطق بلسان بلدية صفد الذي طلب بعد مماطلة بإرسال الاسئلة عبر البريد الالكتروني، وبالفعل تم ارسالها، ووصلنا الرد على النحو التالي: " استلمت. سأعالج الموضوع وحتى الغد سأرسل الرد".

أحببت الخبر ؟ شارك اصحابك
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]