من قال ان صاحب الاعاقة لا يملك القدرة على صنع المعجزات وكسر الحواجز فقد اخطأ، من خلال هذا التقرير يظهر "بكرا" ان الاعاقة لا تعني الحد من ثقافة الانسان، حيث ان اصحاب الاعاقة لديهم الوعي الكافي والمعلومات الوافية بشتى الامور، وبالتالي فانهم على استعداد تام لتحدي جميع الصعاب للمساهمة في خدمة مجتمعهم الذي ينتمون اليه بغض النظر عن الطريقة التي يتعامل المجتمع معهم، فهم قادرون على ضرب هذه المعتقدات بعرض الحائط وتجسيد واقع جديد يفرض على مجتمع لديه فكرة مسبقة عن صاحب الاعاقة، ان يغيرها، ويتعامل معه كفرد لا يستطيع الاستغناء عنه لانه يستطيع ان يقدم لمجتمعه احيانا اكثر مما يستطيع تقديمه الشخص المعافى، فقط يحتاج الى توجيه ودعم من بيئته المحيطة.

"الورشة المحمية" هي فكرة تجسد واقع اصحاب الاعاقات، اقيمت في مطعم صدفة، حيث يتم من خلال هذه الورشة تدريب هذه الشريحة بمختلف اعاقاتها الحركية البصرية او العقلية على تقبل واقعها والتعامل والتماشي معه بعيدا عن الاحباط والعزلة، في محاولة لدمج هذه الشريحة في المجتمع كجزء اساسي منه، وتستطيع العمل على خدمته كأي فرد فيه، فتدمج هذه الورشة بين فكرة الاعاقة التي بالرغم من الصعوبة تقف وتتحدى وتجمع بين القدرة والمعلومات خاصة بما يتعلق بالتراث الفلسطيني ، حيث اوضحت هذه الشريحة من خلال هذا التقرير لـ"بكرا" انها جزء من هذا الشعب وانها تعي تماما قضيتها وجذورها.

من الملفت ان اكثر الاشخاص القادرين على اتمام عملهم هم اصحاب الاعاقة البصرية

المربي محمد الخطيب المسؤول المهني في مؤسسة الاميرة بسمة للاطفال ذوي الاعاقة قال لـ"بكرا": نحن نستقبل الحالة من الشؤون الاجتماعية ونتعامل معها لفترة تجريبية مدتها ستة اشهر، حيث نقيم الحالة من ناحية مهنية، خلال هذه الفترة نستطيع ان نعرف ما هي قدرات الطالب علما ان اعاقاتهم تختلف من شخص الى اخر، فمنهم من لديه اعاقة حركية او عقلية او بصرية، وخلال الستة اشهر نستطيع ان نقيم مدى تقبلهم مهنيا للاعمال الحرفية التي نعمل على تلقينها ضمن مشروع "الورشة المحمية" في المؤسسة، منها النجارة بانواعها، والخيزران والسيراميك، حيث نقوم بتوجيه كل شخص نحو المهنة الملائمة.

وتابع: من الملفت ان اكثر الاشخاص القادرين على اتمام عملهم هم اصحاب الاعاقة البصرية خاصة في حرفة الخيزران، حيث انهم لا يعتمدون على البصر بل البصيرة، كما اننا نقوم بتوزيع كل شخص حسب قدراته، ونحن نحاول بشتى الوسائل والطرق ان نتحدى الصعوبات والمشاكل، وبشكل عام فان احدى هذه المشاكل هو ان هؤلاء الاشخاص عادة لا يلقون اي اهتمام ويتم نبذهم من المجتمع، ولا يحاول احد تعليمهم والاستفادة منهم، ففي البداية نقوم بتلقينهم كيفية العامل مع البيئة المحيطة به، وبعد ذلك نوجهه للتوجه المهني المناسب له.

الاعاقة لا تعني الحد من ثقافة اي انسان

واضاف: نحن نعتز بتراثنا الفلسطيني لذلك نقوم بالمواظبة عليه، كما ان المواد المكونة منها الحرف التراثية تعتبر مواد سهلة يستطيع صاحب الاعاقة ان يتعلمها ويتقنها ويستعملها مثل القش السيراميك والخشب... هذه الامور من رائحة الجدود يتقنها المعاقين بشكل جيد وخاصة اصحاب الاعاقة البصرية، الاعاقة لا تعني الحد من ثقافة اي انسان، حيث ان اصحاب الاعاقة لديهم الوعي الكافي بما يتعلق باعمالهم الحرفية وخاصة التراث الفلسطيني ونلاحظ انهم يستمتعون اثناء صنعهم لهذا التراث.

واختتم قائلا: اصحاب الاعاقة في البلاد يحصلون على حقهم بشكل شبه كافي اما في العالم العربي فان الحالة تختلف كليا، انا اعمل في هذا المجال منذ فترة طويلة، وارى بانه لا يوجد اي تامين او اهتمام او جمعيات تدعم اصحاب الاعاقات بشكل كافي، حيث ان ذوي الاعاقة في القدس يعتنى بهم بشكل كافي بينما في الاراضي الفلسطينية يتم تجاهل صاحب الاعاقة، علما ان هناك مؤسسات تدريبية نوعا ما لكنها لا تلبي احتياجات اصحاب الاعاقات كما يجب.

هناك دعم لصاحب الاعاقة من المنطقة الاسرائيلية بينما المنطقة العربية الدعم منعدم كليا

علي عويضة مدير الورشة المحمية في مؤسسة الاميرة بسمة للاطفال ذوي الاعاقة اكد لـ"بكرا" بان المؤسسة تقدم عدة خدمات للاطفال اصحاب الاعاقات، مشيرا الى ان "الورشة المحمية" هو احد المشاريع الهامة في المؤسسة والذي يعمل على دعم اصحاب الاعاقات بمختلف اعاقاتهم، ويعمل على تجسيد قدراتهم عن طريق اعمال حرفية رائعة، يشعر صاحب الاعاقة من خلالها انه يملك القدرة على العطاء وافادة المجتمع.

واضاف: نعمل على دعم صاحب الاعاقة وزرع روح العمل الجماعي في صاحب الاعاقة وتطويره، كما اننا نعمل على دعم صاحب الاعاقة، علما ان هناك دعم لصاحب الاعاقة من المنطقة الاسرائيلية بينما المنطقة العربية الدعم منعدم كليا.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]