اعلنت وزارة الأمن الاسرائيلية مؤخرًا ان اسرائيليين اثنين، احدهما عربي والاخر اسرائيلي من اصول اثيوبية، فقدا في قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الإسلامية (حماس) مشيرة في بيان لها الى ان الاسرائيلي الاثيوبي افراهام مينجيستو "تحتجزه حركة حماس رغم ارادته في غزة" في حين لم تؤكد حماس ذلك بعد.
ورغم الضبابية، إلى أن تصريحات متبادلة، من الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني، تشير إلى إحتماليّة تنفيذ صفقة تبادل اسرى قريبًا، خاصة وبعد تعيين رئيس الحكومة الإسرائيلي مبعوث خاص للمفقودين، ليئور لوتان، وايضًا بسبب الإحتجاجات الأخيرة التي ينظمها ابناء الفلاشا من اليهود مدعين أن المؤسسة الإسرائيلة تعملهم بعنصرية، تمييز وتهميش.
وللتذكير فقط، فأن آخر صفقة تبادل اسرى قامت بها المؤسسة العسكرية مع المقاومة الفلسطينية هي صفقة شاليط، وشاليط هو جندي اسرائيلي من اصول فرنسية، حيث اخذت الصفقة وقتا طويلا ما يقارب الخمسة سنوات، فكيف سيكون الحال مع جندي من اصول اثيوبية؟
اسرائيل حاولت من منطلقات عنصرية كون المحتجز من اصول اثيوبية ان تتجاهل الموضوع
الاسير المحرر ايمن حاج يحيى نائب الامين العام لحركة كفاح الوطنية عقب لـ"بكرا" قائلا: الحديث يدور عن عملية احتجاز، حسب الاعلام الاسرائيلي هناك احتجاز لاثنين احدهما عربي والاخر يهودي من اصول اثيوبية، عدا عن ملف اثنين من الجنود المفقودين اثناء العدوان على غزة.
وتابع لـ"بكرا": من المعروف انه في عمليات التبادل المعلومات تكلف ثمن، وحماس تتعمد باتقان السرية بالحفاظ على المعلومات حتى تتلقى الثمن المناسب لافشاء المعلومات.
وأضاف: ما يجب ذكره هو ان قضية اليهودي الاثيوبي الموجود في غزة منذ ستة شهور حاولت المقاومة تحريكها من خلال تسريب الخبر الى فضائيات عربية قبل عدة اشهر، تحديدا "الميادين"، وصارعت الرقابة الاسرائيلية في حينه الى منع نشر الخبر في الاعلام الاسرائيلي، الا بعض المواقع قبل ان تأمر الرقابة بازالته قامت بنشره وإزالته لاحقا، بعد ذلك تم تسريب الخبر الى الاعلام الاوروبي حيث هدفت المقاومة الى تحريك الرأي العام الاجنبي، وبذلك نجحت بكسر جدار الصمت الذي فرضته الرقابة الاسرائيلية عن هذه المعلومات .
واسهب حاج يحيى لـ"بكرا": في كل قضية يرتفع سعر الاسير بما يتلائم مع التفاعل الشعبي معه، واسرائيل حاولت من منطلقات عنصرية كون المحتجز من اصول اثيوبية، ان تتجاهل الموضوع، لكنها الان لا تستطيع الآن، الوضع محتقن مع الجالية الاثيوبية، بكل الاحوال بالنهاية سيضطر الاحتلال الى التفاوض مع المقاومة حول مصير الجنود المفقودين واليهودي الاثيوبي. اما بخصوض العربي المحتجز حتى الان لم يظهر من المقاومة اي معلومات تؤكد ما ذكره الجانب الاسرائيلي ولا استطيع التطرق اليه.
من غير الواضح كيف ستجري الامور مع يهودي من اصول اثيوبية
واضاف: صفقة شاليط السابقة تمت بشروط اقل من المتوقع بسبب ضغوط دول اقليمية على المقاومة بانهاء الصفقة، يبقى السؤال هل ستتدخل الدول العربية مرة اخرى بالضغط على المقاومة باجراء صفقة غير رابحة ام ان المقاومة ستأخذ راحتها باجراء صفقة اكثر ربحا هذه المره.
كما اكد حاج يحيى الى انه في حال كان هناك صفقة قادمة للاسرى من المفهوم ضمنا ان البند الاول في الصفقة سيكون اعادة تحرير الـ60 اسيرًا من اسرى صفقة شاليط الذين اعتقلتهم اسرائيل مرة اخرى والحصول على ضمانات دولية بعدم تكرار ذلك بالصفقة الحالية. مشيرا الى ان الامر منوط بالسياسة الاسرائيلية وطريقة ضغط الشارع عليها حيث انه من غير الواضح كيف ستجري الامور مع يهودي من اصول اثيوبية بنظر المجتمع اليهودي هو في اخر السلم الاجتماعي.
اسرائيل تمهد لبداية مفاوضات مع المقامة بغزة لصفقة معينة
من ناحيته قال الاسير المحرر منير منصور، سكرتير رابطة الاسرى المحررين لـ"بكرا": نحن لا نملك المعلومات، علما ان الصفقة قادمة لا محالة، الاهتمام سيكون بكثافة، حيث ان هناك ضغط شعبي من الاثيوبيين، وقد يكون هناك امر اخر غير معلن عنه، بشكل عام قضية المفاوضات على التبادل هي صعبة وقاسية وتأخذ وقت ولها محدداتها وظروفها.
واضاف: اسرائيل تحاول البث على انها غير مهتمة، وانها لن تدفع أي ثمن، لكن هذه فقط اول المفاوضات، وهذا ما تحاول بثه للطرف الفلسطيني، بانها اخذت العبرة من صفقة شاليط، بينما تصريحات نتنياهو والطريقة التي تداول بها الاعلام العبري الموضوع في الفترة الاخيرة تظهر تعكس ذلك.
أحببت الخبر ؟ شارك اصحابك
[email protected]
أضف تعليق