نشرت صحيفة الاخبار اللبنانية ان قراصنة تمكنوا من الوصول الى أجهزة كومبيوتر تعود الى موظفين أمنيين في اسرائيل، بينهم أحد العاملين في مكتب متصل برئيس الحكومة بنيامين نتانياهو، وهو منذر الصفدي المشهور بـ"مندي الصفدي"، أبرز الناشطين في الملف السوري.
عملية قرصنة كمبيوتر الصفدي وهاتفه والتنصّت عليه جرت على مدى أشهر وأدّت إلى فضح أسماء شخصيات لبنانية وسورية متورّطة في التعامل مع اسرائيل في الملف السوري وغيره.
وقد نجح المقرصنون في نسخ ملفات ومحادثات بأكملها، والحصول على أرقام هواتف وعناوين ووثائق سرية تتعلّق بالتنسيق بين شخصيات سورية معارضة للنظام السوري وموالية له، وأخرى لبنانية مع الإسرائيليين للحصول على معلومات عن مواقع ومعطيات عن شخصيات في حزب الله.
تجنيد عملاء لبنانيين وسوريين
وكشفت الملفات محاولة «مندي» تجنيد عملاء لبنانيين وسوريين، وتنسيقه لإدخال السلاح الى مجموعات معارضة، وأحياناً دس شرائح تحديد مواقع فيها لقصفها لاحقاً من قبل قوات التحالف. كما فضحت علاقة تربط أحد أمراء داعش مع اسرائيل.
بعض ما كتبته صحيفة الاخبار اللبنانية التي حصلت على الملفات
رضوان مرتضى – صحيفة الأخبار
قد يكون مندي الصفدي، ابن بلدة مجدل شمس السورية في الجولان المحتل، «أقرب السوريين» الى رئيس وزراء العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. إذ يشغل منصب مدير في مكتب نتنياهو، ويعمل تحديداً في شعبة تكنولوجيا المعلومات والخدمات، إضافة إلى عمله في الكنيست الإسرائيلي.
مندي، المولود عام ١٩٦٩ (اسمه الحقيقي منذر)، يعرف بـ«أبو ارسلان»، وهو ناشط سياسي واستخباري ويعمل في تجارة السلاح، ويمتلك العديد من الشركات التجارية في عدد من الدول، ويرأس جمعية «الدروز من أجل إسرائيل». وهو صديق مقرّب من رجل اليمين المتطرّف باروخ مارزل الذي يحتفل سنوياً بمجزرة الحرم الإبراهيمي في الخليل التي راح ضحيتها ٢٩ مصلياً فلسطينياً عام ١٩٩٤. وقد كُلِّف من جهات أمنية إسرائيلية بمتابعة ملف مجموعات المعارضة المسلّحة في سوريا، ما أدى الى ارتباطه بعلاقات واسعة بالاستخبارات التركية وبمختلف أطياف المعارضة السورية، وبضباط منشقّين وآخرين لا يزالون في صفوف قوات النظام.
وله تواصل مع قيادات في «جبهة النصرة» و«الدولة الإسلامية»، كما تربطه علاقات «صداقة» وعمل أمني بإحدى الشخصيات السياسية اللبنانية وبمغتربين لبنانيين. وتجدر الإشارة إلى أن زوجة أحد الرتباء في حرس مجلس النواب اللبناني تم توقيفها بعدما جنّدها «أبو ارسلان» عبر الفايسبوك. وهو يستخدم الرقم التركي: 905366053010.
الأرشيف الشخصي للصفدي يعطي فكرة عملانية عن كيفية تعامل العدو مع الساحة السورية منذ انفجار الأزمة. إذ يكشف علاقات تجمعه بشخصيات سورية ولبنانية، مدنية وعسكرية، مقيمة في لبنان وسوريا وفي عواصم قريبة وبعيدة، ويتضمن محادثات «سكايب»، ورسائل بريد إلكتروني، واتصالات ومحادثات هاتفية عبر تطبيقات عدة، أبرزها «viber»، فضلاً عن ملفات تتضمن خططاً عسكرية و«طلبيات» أسلحة نوعية ومقاطع فيديو، اضافة الى مغامراته الشخصية والجنسية. وتظهر الوثائق والمستندات والرسائل المقرصنة حجم الجهد والنشاط الاستثنائي الذي يبذله الصفدي الناشط في الملف السوري على مختلف الصعد الأمنية والسياسية والإغاثية وحتى الإعلامية.
الطريق عبر «داعش» العراق
بدأت القصة عندما تمكن «هاكر» محترف، قبل أشهر، من زرع «جاسوس إلكتروني» (Trojan) في الكمبيوتر الشخصي لأحد قادة تنظيم «الدولة الإسلامية» في العراق. وقد تبيّن، بالصدفة، وجود تواصل بين هذا القيادي والصفدي يطلع فيه الأول الثاني على تفاصيل الحياة السورية بتشعباتها. وعبر تقنية معينة، نجح الـ «هاكر» في إيصال «جاسوسه الإلكتروني» إلى الكومبيوتر الشخصي للصفدي. وترافق ذلك مع ورود معطيات مقرصنة من حاسوب «الشيخ عمر الحجي» (المعروف بـ«عمر غرباء»)، وهو أحد شرعيي «الدولة» في ولاية الرقة، من بينها رسالة من قبل شخص يدعى «شيخ أحمد» ينقل فيها عن «عبد الغفور الحاضري»، من مدينة حلب، معلومات حول شبكة استخبارية في تركيا يديرها الضابط الصهيوني «موتي كوهان»، ويعاونه مندوب أمني إسرائيلي درزي اسمه «مندي الصفدي»، لتجنيد العملاء، وأغلبهم من النساء، وعقد اجتماعات سرية في تركيا والأردن تضم ضباطاً صهاينة وأميركيين.
أسلحة من براغ
تكشف إحدى المراسلات عن «صفقة أسلحة» حاول العدو الإسرائيلي عقدها في العاصمة التشيكية براغ لحساب كل من «الجبهة الإسلامية» و«أجناد الشام» و«جبهة النصرة». غير أن الفصائل المسلّحة، وتحديداً «جبهة النصرة»، رفضت إتمام هذه الصفقة خارج الأراضي السورية، طالبةً أن تكون عن طريق المجالس العسكرية لتتمكن من التحكم بالسعر.
وتُظهر المراسلة اتفاقاً بين جهة إسرائيلية وأخرى سورية لإتمام الصفقة عبر الأراضي الأردنية ــ السورية، مع إصرار مندي على التفاوض على التفاصيل في مدينة براغ حيث مقر إحدى شركاته، وحيث تجري معظم الصفقات.
وتكشف ملفات «مندي» أن التمويل الرئيسي للمجموعات السورية المسلحة يأتي من قطر ومن مانحين سعوديين، وأن صلة الوصل بين «جبهة النصرة» وقطر في كل ما يتعلق بالتمويل هو السوري محمد الخطيب المعروف بـ «كلينتون»، وأن الأخير تربطه بـ «مندي» علاقات وثيقة. وتظهر «داتا الفايبر» أن السوري «أسامة الحر» يُنسّق مع العدو الإسرائيلي في صفقات التسلح في شمال سوريا، كما أن سيدة تُعرف باسم «ام عباد» تنشط على خط الصفقات. وتشير الداتا الى وجود تجار حكوميين (من دول عدة) يستقدمون أسلحة من مراكز تدريب تعذر تحديدها، ويحملون جوازات سفر أوروبية لسهولة التحرّك وإدخال البضاعة الى الأردن بشكل قانوني. وأظهر «تعقب» حاسوب مندي متابعته لنشاطات «لواء الفرقان ــ الجيش الحر»، وهي مجموعة «تتولى السيطرة على المعابر السرية قرب قلعة جندل في سفوح جبل الشيخ وذلك خدمة لمصالح إسرائيل»، بحسب مندي نفسه.
وفي مراسلة أخرى، أبلغ أحد عملاء «مندي» في الجماعات المسلحة عن قصف قوات التحالف مقرات جماعة «لواء المعتز بالله» بعد تحديدها عبر شرائح إلكترونية زرعت داخل بضائع أرسلت إليهم عبر أحد التجار. وفي الداتا أيضاً محادثات حول التنسيق بين جهات سعودية وأخرى أردنية لعقد صفقات تسلحية في سوريا، مع إشارة الى وجود مندوبين إسرائيليين في مدينة درعا وداخل الأراضي الأردنية للعمل في السياق نفسه. ووُجد في أحد الملفات عقد لصفقة سلاح أميركي لمصلحة إحدى المجموعات المسلّحة، و«طلبية» صواريخ «تاو» و»ستينغر» مضادة للطائرات والدبابات ومناظير ليلية وحرارية وعد «مندي» بتأمينها من إسرائيل. كما عُثر على مسوّدة لـ»إنشاء جيش لإسقاط النظام السوري».
[email protected]
أضف تعليق