من المُقرر ان تعقد الهيئة الادارية لمسرح الميدان اليوم اجتماعًا طارئًا لبحث مسألة التصريحات الاخيرة التي ادلى بها المحامي غسان ابو وردة، المُعيّن بصورة مؤقتة كقائم بأعمال المدير العام لمسرح الميدان، والتي نشرت بتاريخ 7.7.2015 على موقع "واي.نت"، في "محاولة لكسب تعاطف واستمالة الشارع الإسرائيليّ"- على حد تعبير عدد من الفنانين المحتجين.
ابو وردة يرسل إلى "واي نت" موضحًا
ويأت الاجتماع في اعقاب رفض الفنانين الفلسطينيين لهذه التصريحات وإعلانهم عن نية الاستقالة في حال تم تأكيد على أن تلك التصريحات لم تُحّرف، علمًا أن ابو وردة أرسل، قبل قليل، رسالة إلى "واي.نت" أوضح من خلالها على أن تصريحاته قد تم تحريفها بصورة موجهة لتتلاءم وخطاب المحرّض شاي غليك.
ونفى ابو وردة على انه أدعى على أنه "مواطن فخور"، مشيرًا على أن الجملة التي قالها للمراسل مُعد التقرير كانت "نحن كمواطنين ندفع الضريبة ونفتخر أن نكون جزءً من المؤسسة الثقافية" فيما قام المراسل بمحو كلمة "الثقافية" (آخر التصريح) لتبدو وكأنها "نفتخر أن نكون جزءً من المؤسسة"!.
يشار إلى أن أزمة مسرح الميدأن بدأت قبل أشهر عندما توجه المتطرف شاي غليك إلى وزيري التعليم والثقافة مطالبًا الأول، نفتالي بينت، بإخراج مسرحية الزمن الموازي، التي تتناول حياة الأسير وليدة دقة، من "سلة الفعاليات الفنية" لوزارة التعليم ومطالبًا الثانية، ميري ريغف، بوقف تمويل مسرح الميدان، حيث حقق "انجازًا" في المطلبين للإعتبارات السياسية والتحريضية التي تحرك كلا من الوزيرين.
وجاءت تصريحات ابو وردة للمواقع العبرية بعد أن استقال المدير السابق عدنان طرابشة حيث بدت وكأنها "زمن جديد" للمسرح علمًا على أن الهيئة الإدارية اتفقت معالجة الموضوع ومواجهته باعتباره ملاحقة سياسيّة للثقافة الفلسطينية بشكل عامّ، وللمبدعين الفلسطينيّين بشكل خاصّ.
بشار مرقس: لا يمكن فصل مسرح الميدان عن السياسة
وفي حديثٍ سابق مع الفنان بشار مرقس، أحد أبطال مسرحية الزمن الموازي، والذي هدد بالاستقالة في حال كانت تصريحات ابو وردة صحيحة، قال لـ "بكرا": نحن لا نعلم ان كانت هذه التصريحات مؤكدة وصادرة بالفعل عن المحامي ابو وردة، لكن النهج مرفوض بطبيعة الحال، وفي حال ان التصريحات كانت صحيحة سنقدم استقالتنا.
وتابع: كنا قد طلبنا من لجنة الميدان عقد إجتماعًا لبحث المسألة وننتظر الجواب. نحن نرى أنّ الثقافة فعلّ عميق يبحث في النفس البشرية، ولا تتوانى عن الخوض في السياسة والمجتمع والقيم والأخلاق، طارحة الأسئلة وراسمة التحديات والمسارات والتخبطات. الثقافة بلا سياسة ونقد وصدام فكري تتحوّل إلى مجرّد ترفيه لا يحمل أي قيم فكرية أو تغييريّة أو طلائعيّة.
كما تطرق مرقس قي حديثه الى النضال الجماهيري والدعم البرلماني لهذا الامر حيث اكد بان هنالك تقصير كبير جدًا مشيرًا الى انه "امر طبيعي" من اعضاء الكنيست العرب. وتابع: كنت اتوقع ان ينال هذا الموضوع حيزًا كبيرًا لانه هجوم على كل الثقافة الفلسطينية وتضييق الخناق عليها أكثر ويجب معالجته على هذا الاساس.
سلوى نقارة: "الميدان" معركة وجودية بالنسبة لنا ولسنا مجبرين على اثبات مصداقيتنا ووفاءنا لدولة اسرائيل
من ناحيتها الفنانة سلوى نقارة قالت لـ"بكرا": انا شخصيا ما يضايقني باننا اليوم نمر بمرحلة المفاوضات امام الوزارة والبلدية وتخطينا النقاط التي اثارها ابو وردة، القضية ليست الزمن الموازي وحوار سياسي، انما القضية هي معركة دفاع عن حرية الرأي والإبداع وحقنا ان نقوم بمعركة ندافع من خلالها عن ثقافتنا وفلسطينيتنا، معركة وجودية بالنسبة لنا ولسنا مجبرين على اثبات مصداقيتنا ووفاءنا لدولة اسرائيل.
واستمرت قائلة: سيعقد اليوم اجتماع هيئة ادارية لفحص المسألة وكيفية قيادة مسرح الميدان بالحالة الحرجة الموجود بها حتى وان استدعى الامر عزل القائم بإعمال الرئيس الحالي ابو وردة، علما ان له فضل بإقامة مسرح الميدان لكن من ناحية اخرى فان قائم بإعمال لا يمكن له التصريح بدون موافقة الهيئة الادارية، المسرح هو عمل جماعي وتصرفه فردي غير مناسب للعمل الجماعي كما انه لا يناسب الهجوم الشرس الذي تقوم به الدولة على هويتنا وثقافتنا، الموضوع لا يحتمل ان نصرح تصريحات مشابهة، خطابنا واضح منذ البداية بينما توجهات ابو وردة اعادت القضية الى بدايتها وقراره فردي غير ملائم لطبيعة العمل في مسرح الميدان لان الوضع حرج وخاص، والمفاوضات مستمرة ،المسرح ليس لفرد بل لجميع الفنانين لا يجب تحويلها الى معركة شخصية هنالك اجندة يجب ان نسير عليها.
وعن الدعم قالت: نحن مجتمع مختلف هناك تفاوت بالدعم، علما اننا نشهد تجاوب جيد من الاحزاب المؤسسات الجمعيات رغم انه غير كافي.
النائب مسعود غنايم: من حقنا ان نعبر عن الخصوصية من خلال الفن الذي نؤديه
من ناحيته عقب النائب مسعود غنايم قائلا لـ"بكرا": نحن كنواب عرب تواجدنا في الاجتماع الطارئ الذي دعت اليه الهيئة العامة منذ فترة وابدينا دعمنا وأكدنا على ان القضية تعدت المسرح وأصبحت تمس الثقافة العربية وهذا هو الدافع الاساسي للهجوم الشرس على الميدان.
وتابع: كما عقدنا جلسة في لجنة الكنيست ووزارة التربية حضرها ممثلي الجمعيات واسمعوا صوتهم بالنسبة للميزانيات وقضية حرية التعبير، المسألة هي ان هنالك لوبي للثقافة العربية مخول بالاهتمام بقضية الميدان، الا اننا نؤكد ان من حق الميدان تلقي الدعم بغض النظر عن الموقف السياسي، تلقينا لحقوقنا غير مشروط باملاءات الوزير، ومن حقنا ان نعبر عن الخصوصية من خلال الفن الذي نؤديه ولا يجوز فرض رأي سياسي علينا.
[email protected]
أضف تعليق