يلتقي مساء السبت القادم منتخبا الأرجنتين بقيادة ليونيل ميسي وتشيلي صاحب الأرض والجمهور في نهائي كوبا أمريكا 2015 في العاصمة سنتياجو.
وتسعى الأرجنتين إلى إنهاء فترة الصيام عن حصد الألقاب والتي تمتد إلى 22 عاماً وتعود إلى عام 1993 حيث أحرزت آخر لقب رسمي لها وهو كوبا أمريكا، فيما تسعى تشيلي لاستغلال الأرض لتحقيق اللقب لأول مرة في تاريخها.

وتبدو كفة المنتخب الأرجنتيني أرجح وأقرب إلى الفوز بالمباراة، وذلك لعدة عوامل يمتاز بها التانجو الذي يملك جيلاً مميزاً من اللاعبين والنجوم البارزين.

1. ميسي: كان متوقعاً قبل انطلاق البطولة أن يتألق ميسي ويكون نجم الكوبا في تشيلي. ورغم أن ميسي لم يبرز بنفس القدر الذي برز فيه مع برشلونة وأحرز الثلاثية الموسم الماضي، لكنه ما زال خارقاً ويقدم الكثير لمنتخب بلاده.

صحيح أن ميسي لم يفلح في تسجيل الأهداف سوى مرة واحدة من علامة الجزاء في المباراة الافتتاحية، لكن من الواضح جداً أن إفراط الخصوم في مراقبته يؤدي إلى تحرير زملائه ومنحهم المساحات. كما أن ميسي يقوم بمراوغات خيالية في أضيق المساحات ويمرر كرات خطيرة جداً يستغلونها أحياناً كما فعلوا أمام الباراجواي وسحقوها بسداسية.

2. عدم الحاجة لأن يسجل ميسي بنفسه: رغم أن ميسي لم يتصدر العناوين كمحرز للأهداف في البطولة، فإن ذلك لم يمنع الأرجنتين من إيجاد الطريق إلى شباك الخصم أو تحقيق الانتصارات واحداً تلو الآخر.

ويقدم سيرخيو أجويرو واجبه على أكمل وجه كمحرز للأهداف، كما أن جونزالو هيجواين يلسع الخصوم كلما اعتمد عليه المدرب. لقد بدأ الجميع في المنتخب يسجل الأهداف، فحتى المدافع روخو تمكن من افتتاح التسجيل ضد الباراجواي، ثم ضاعف خافيير باستوري النتيجة، وكذلك سجل آنخل دي ماريا أول أهدافه وتبعه بهدف ثانٍ في ظرف دقائق قليلة بداية الشوط الثاني من نفس المباراة.

لا شك أن لاعبي المنتخب الأرجنتيني نالوا الثقة التي بحثوا عنها كثيراً بعد الفوز الساحق على الباراجواي، وبالتأكيد سيدرك منتخب تشيلي أنه لا يواجه ميسي وحده، بل عليه أن ينتبه لبقية اللاعبين وإلا عوقب كما حدث للباراجواي.

3. ثبات التشكيلة:
ما يميز تاتا مارتينو ثباته على التشكيلة الأقوى للأرجنتين بعد المباراة الثانية، حيث بدأ التانجو يفرض أسلوبه على خصومه وقلل من التخبط الذي كان واضحاً في البداية.

وظهرت قوة أسلوب الأرجنتين وهيمنتها في الدور الثاني، حيث اضطر المنتخب الكولومبي رغم قوته إلى الالتزام بالدفاع، بل والإفراط به، مع الإكثار من استخدام العنف والالتحامات القوية. ولولا تخاذل حكم تلك المباراة لأكملت كولومبيا الـ90 دقيق بعشرة لاعبين، إن لم يكن بتسعة فقط.

4. التأقلم والاعتياد على الضغط: لم يعد الضغط النفسي غريباً على لاعبي الأرجنتين، فقد خاضوا نهائي كأس العالم قبل عام من الآن وأصبحت لديهم خبرة في التعامل مع تلك المواقف، ولو أنهم خسروا تلك المباراة أمام ألمانيا بهدف وحيد، لكن لا شك أنهم تعلموا الكثير من تلك التجربة.

في المقابل، يخوض لاعبو تشيلي مباراتهم النهائية الأولى، فلم يسبق لهذا الجيل من اللاعبين أن ذهب بعيداً إلى هذا الحد. أضف إلى ذلك أن معظم لاعبي المنتخب الأرجنتيني حصدوا كبرى الألقاب مع أنديتهم ويعرفون كيف يستعدون لمثل هذه المناسبات الكبرى.

كما يملك الأرجنتينيون الآن خبرة الرزوح تحت ضغط ركلات الترجيح التي خاضوها ضد كولومبيا في ربع نهائي البطولة رغم عدم المرور بالشوطين الإضافيين خلافاً لما سيجري في النهائي في حال تعادل المنتخبان في الوقت الأصلي.

5. الاختبار الأكبر لتشيلي: لا يختلف اثنان على أن الأرجنتين ستكون أبرز خصم تواجهه تشيلي في هذه البطولة. فقد سار المنتخب المضيف رويداً رويداً نحو المباراة النهائية وتطور أداءهم ببطء ضد الخصوم العاديين أمثال الإكوادور والمكسيك المنقوصة من أبرز نجومها وبوليفيا المتواضعة. واستفادت تشيلي من النقص العددي لمنتخب الأوروجواي بطرد كافاني وغياب لويس سواريز الموقوف، ثم حققت فوزاً صعباً على البيرو التي كانت تلعب بعشرة لاعبين أيضاً.
أما الآن، فعلى تشيلي أن تصطدم بالمنتخب الأقوى في البطولة والذي يملك ألمع النجوم في الكرة العالمية، وليست الكرة اللاتينية فحسب.

ويمكننا القول إن منتخب تشيلي لم يخض أي اختبار لإمكانياته، وستكون المباراة النهائية بمثابة الاختبار الحقيقي الذي قد تخسره تشيلي لتستفيد منه مستقبلاً في تصفيات مونديال روسيا 2018، أو بطولة الأمريكيتين العام المقبل احتفالاً بمرور 100 عام على انطلاق هذه البطولة العريقة عام 1916.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]